حوار «حزب الله» – «المستقبل» وانتخاب رئيس لبنان

السبت 27 ديسمبر 2014 02:12 ص

انطلق الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» في 24 ديسمبر/كانون الأوّل 2014 تحت رعاية رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، حضره من جانب "المستقبل" مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري نادر الحريري، الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، ومن جانب "حزب الله" المعاون السياسيّ للأمين العام للحزب حسين الخليل ووزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله .

ورغم إيجابيّة الحدث في حدّ ذاته، فلا مؤشّر جديّاً ينبىء إلى اليوم بأنّ هذا الحوار سيفضي إلى إنتاج رئيس للجمهوريّة ووضع حدّ لحال الفراغ الدستوريّ الّتي يشهدها لبنان. فالملف الرئاسيّ هو رهن بتسوية سعوديّة - إيرانيّة، هي بدورها بعيدة المنال على ضوء ما تشهده المنطقة من مواجهة بين الإثنين حول أكثر من ملف وفي أكثر من ساحة، من سوريا إلى اليمن، مرورأً بالعراق.

صحيح أنّ خطر داعش قرّب الطرفين أيّ إيران والسعودية تكتيكيّاً، إذ أنّ كلاًّ منهما يخشى، ولأسباب مختلفة، تنامي الأصوليّة السنيّة. ولهذا السبب فقط، تمّ تشكيل حكومة في لبنان بعد أكثر من عشرة أشهر، خوفاً من تداعيات هذا الفراغ على المستوى الأمنيّ، بعد ما طال الإرهاب الجهاديّ عمق الضاحية الجنوبيّة عرين "حزب الله". فهل هذا التلاقي التكتيكيّ حول خطر امتداد داعش يليّن موقف "حزب الله"، فينهي مقاطعته لجلسات انتخاب رئيس للجمهوريّة.

قد تكون هناك بارقة أمل لإنتاج رئيس أمل، كما شرح أحد المواكبين لحوار "المستقبل" – "حزب الله"، وقال: "حزب الله قلق من التطوّرات الأمنيّة عند الحدود الشرقيّة اللبنانيّة مع سوريا، لا سيّما بعد سيطرة جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلاميّة على كلّ المرتفعات، وأصبحا يشكّلان تهديداً مباشراً للبقاع، وهو خاصرة حزب الله الرّخوة".

أضاف: "إنّ التّمادي في الفراغ الرئاسيّ يعرّض الأمن والاستقرار، ويضعف من هيبة مؤسّسات الدولة، بما فيها المؤسّسات الأمنيّة، وعلى رأسها الجيش الذي هو في حال مواجهة عسكريّة مع الإرهاب. فضلاً عن مسألة العسكريّين المخطوفين، فأحرجت حزب الله، ولا خيار أمامه اليوم سوى الإلتفاف حول المؤسّسات".

تواكب هذا الحوار حركة على المستوى الديبلوماسيّ، بدأت مع زيارة الموفد الفرنسيّ فرنسوا جيرو للبنان منذ أيّام (8 كانون الأوّل 2014)، وكان آخرها زيارة رئيس مجلس الشورى الإيرانيّ علي لاريجاني في 22 كانون الأوّل 2014. فصحيح أنّ الحراك الديبلوماسيّ حول الملف الرئاسيّ لا يمكن البناء عليه بعد، وفي هذا السّياق، قال أحد الديبلوماسيّين العاملين في بيروت لـ"المونيتور": "الفرنسيّون لمسوا ليونة في الموقف الإيرانيّ، هذا كلّ ما في الأمر. قد يكونوا بالغوا في تفسيرها، فلا تغيير في الموقف الإيرانيّ". والسؤال هنا: هل هذه الليونة هي مجرّد استدراج عروض؟ وهل من ثمن يدفع إيران أو "حزب الله"، إلى تسهيل الإنتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة، علما أنّ "حزب الله" من أوائل المستفيدين، من ملف الشغور الرئاسيّ وتحصين البلد أمنيّاً.

في الواقع إنّ إيران وغيرها، يعلم أنّ التسوية في نهاية المطاف هي مع المملكة العربيّة السعوديّة، الطرف الراعي لتيّار "المستقبل". وكان ملفتاً في هذا السياق توقيت زيارة لاريجاني عشيّة الحوار العتيد والمواقف التي أطلقها. ومن دمشق التي زارها في 21 كانون الأوّل 2014، قال لاريجاني: "هناك من يحاول الضغط علينا من خلال أسعار النّفط". وفي هذا الإطار، غمز رئيس مجلس الشورى الإيرانيّ من قناة السعوديّة. وهذا الإنتقاد المغلّف أقرب إلى التموضع التفاوضيّ من التصعيد السياسيّ. وبعد ما ذكر "أنّ خطر داعش هو خطر حقيقيّ لا يجب التغاضي عنه"، شدد بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبنانيّ نبيه برّي على ضرورة أن "تجد النّخب السياسيّة اللبنانيّة حلاًّ للمشاكل العالقة الذي يعانيها لبنان". وأن يقال هذا الكلام بعد لقاء الرّئيس برّي الرّاعي للحوار، فهذا يشكّل دعماً له.

وتبقى العقدة المسيحيّة المتمثلة بالعماد عون، الّذي يحظى بدعم "حزب الله" كمرشّح وحيد، وهنا كان ملفتاً كلام الخليل، وهو المشارك في الحوار: عون مرشحنا، ومن لديه مرشّح آخر فليتكلّم به معه (أيّ عون)". ويستشفّ من هذا الكلام استعداد للتفاوض حول اسم آخر، ولكن من غير تهديد الحلف القائم مع الحليف المسيحيّ. ولهذا السبب، فإنّ الكرة، لا بل العقدة عند الطرف المسيحيّ، ويتوقّع أن تشهد السّاحة المسيحيّة سعياً فرنسيّاً وفاتيكانيّاً من أجل حلحلتها. 

 

المصدر | سامي نادر، المونيتور

  كلمات مفتاحية

لبنان حزب الله تيار المستقبل انتخاب الرئيس

«السنيورة» من الإمارات: «حزب الله» لا يقوم بأي خطوة من أجل التوافق .. و«خلافاتنا مستمرة»

«سليمان فرنجية».. صديق «الأسد» الذي قد يصبح رئيسا للبنان

الرياض تبارك صفقة رئاسة لبنان لـ«فرنجية» حليف «الأسد» والحكومة لـ«الحريري»

فخامة الرئيس الابن؟!

«فرنجية» حليف «الأسد» يعلن ترشحه لرئاسة لبنان