دويتشه فيلله: الأسرة الحاكمة في السعودية تشيخ والشعب ينعم بالشباب

السبت 3 يناير 2015 05:01 ص

أثار دخول العاهل السعودي للمستشفى في العاصمة الرياض الأربعاء الماضي جدلا وتوجسًا واسعًا في أوساط المراقبين والمتابعين، وذلك بعد إجرائه لبعض الفحوصات الطبية، بعد أن عانى، مما وصفه مصدر سعودي، من صعوبات في التنفس. كما أسفر دخول الملك المستشفى عن هبوط مؤشر البورصة السعودية، لكن أسعار النفط لم تتأثر على الفور.

ومنذ وفاة مؤسس المملكة «عبد العزيز بن سعود» عام 1953 ، يحكم البلاد أبناؤه على نظام الأخ الأكبر، وبعد الوفاة يحكم الذي يليه على أن يكون مؤهلا وراغبا في الحكم. وتولى الملك «عبد الله» السلطة عام 2005 بعد وفاة أخيه الملك فهد، الذي كان غير قادر هو الآخر على الحكم لسنوات طويلة نتيجة المرض، لكنه لم يتنازل عن العرش حتى وفاته.

وبحسب تقرير للإذاعة الألمانية «دويتشه فيلله»، فإنه يُعتقد أن الملك «عبد الله» يبلغ من العمر 91 عاما وخضع في السنوات القليلة الأخيرة لجراحة في الظهر. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 خضع الملك لجراحة استمرت 11 ساعة في نفس المستشفى في الرياض. وخضع لجراحة مشابهة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، كما خضع لجراحة في الظهر مرتين في الولايات المتحدة عام 2010 وأمضى فترة نقاهة دامت 3 أشهر خارج السعودية.

واختار الملك «عبد الله» أخاه الأمير «سلمان»، الذي يصغره بنحو 13 عاما، وليا للعهد في يونيو/حزيران عام 2012 بعد وفاة ولي العهد الأمير «نايف بن عبد العزيز». واختار في وقت سابق هذا العام الأمير «مقرن بن عبد العزيز» ليصبح وليا لولي العهد. وهم كلهم أولاد الملك «عبد العزيز»، الذي يُعتقد أن عددهم يتجاوز الأربعين من عدد لا يعرف من الزوجات.

أما عدد أحفاد «عبد العزيز» وفق التقرير، فهو كبير جدا أيضا، بل أن بعضهم أكبر سنا من أصغر أبناء عبد العزيز نفسه. ويرغب بعضهم بالوصول إلى العرش، لكن هناك بقية من أولاد الملك المؤسس مازالوا على قيد الحياة، الأمر الذي يبقي على مسألة وصول جيل جديد إلى السلطة أمرا غير واضح المعالم، على حد قول الإذاعة.

ويشير التقرير إلى أن أحد أهم الأسباب التي تبقي على عدم وضوح الأمر، هو أن العائلة المالكة نفسها غير متفقة على أسلوب الحكم. فمن المعروف أن خلافات كانت قد ظهرت بين تكتلات مختلفة من أبناء «عبد العزيز» في محاولات منها لتحقيق مكاسبها. فالسديريون، وهم أبناء «عبد العزيز» السبعة من أمهم السديرية ومن ضمنهم «فهد» و«سلطان» و«نايف»، كان معروفا عنهم تأثيرهم الكبير على مجريات المملكة وترتيب أمور العائلة.

وفي عام 2007 قرر الملك «عبد الله» إنشاء مجلس عائلي يقرر تولي العرش وولايته في حال مرض أو موت الملك أو ولي عهده. ويضيف التقرير أنه «لا يُعرف حقا حتى الآن تأثير هذا المجلس على اتخاذ القرار أو على القرارات السياسية التي تخص المملكة، فالأمور تجري بسرية داخل البيت الملكي».

ووفقا لما جاء في التقرير، فإن ازدياد حجم الأسرة المالكة من أبناء وأحفاد واختلاف المصالح بينهم يجعل من عملية الوصول إلى اتفاق حول شكل اختيار الملك وولي عهده «عملية بطيئة». مضيفًا أنه «رغم أن السعودية مملكة حكم مطلق، إلا أن كثيرا من القرارات التي تؤخذ تأتي بالاتفاق بين الأمراء، وهذا يعني أن الأسرة تتحمل مسؤولية القرارات أيضا».

وقد اعتبر موقع الإذاعة الألمانية أن اختيار أول حفيد لـ«عبد العزيز» لعرش المملكة «مسألة معقدة بسبب عدد أحفاده الكبير واختلاف توجهاتهم». والجدير بالذكر هنا أنه رغم أن أغلب أصحاب القرار من أبناء وأحفاد عبد العزيز قد طعنوا في السن، إلا أن المملكة السعودية شابة من حيث أعمار مواطنيها. إذ إن ثلثيهم يتراوح معدل أعمارهم حول 25 عاما.

كما يُشار إلى أن رياح ما يعرف بـ«الربيع العربي» لم تصل إلى السعودية بشكل فعلي، رغم بعض التوترات في شرق المملكة الغني بالنفط وذو الغالبية الشيعية.

إلا أن التقرير اختتم مؤكدًا أن المملكة ظلت هادئة رغم التيارات التي اكتسحت المنطقة. فالثروة النفطية مكنتها من البقاء مستقرة لعقود. مستثنيًا اندلاع بعض التوترات الأخرى الداخلية التي تؤثر على المجتمع السعودي، منها أسلوب تطبيق الشريعة وحقوق المرأة والمشاركة بالقرار السياسي. وهي قضايا تناقش على صفحات التواصل الاجتماعي بوضوح، خاصة من قبل جيل الشباب الطامح للتغيير.

المصدر | الخليج الجديد + DW

  كلمات مفتاحية

تضارب أنباء عودة الملك «عبدالله» لروضة خريم .. «مجتهد»: تأخر الإعلان لاحتمالية عودته للمستشفى

«مجتهد»: «الملك عبدالله» نُقل إلى المستشفى ليلا بعد تدهور حالته الصحية

السعودية: نقل «الملك عبدالله» إلى مستشفى الحرس الوطني لإجراء فحوص طبية

أمير سعودي يكشف تفاصيل تهميش «هيئة البيعة» ويحذر:«هذا جرس إنذار لعقلاء العائلة»

العائلة الحاكمة السعودية تعيد النظر في علاقتها مع ”الوهابية“

قراءة في (الدستور) السعودي

الملك «سلمان» يحجز فندقا كاملا في أنطاليا التركية بـ18 مليون دولار

«دويتشه فيلله»: «بن سلمان» الأقوى في التنافس على السلطة بالأسرة الحاكمة