«محمد مهدي عاكف».. عاش مكافحا للاستبداد ومات خلف القضبان

الجمعة 22 سبتمبر 2017 06:09 ص

توفى، الجمعة، «محمد مهدي عاكف» المتفرد بلقب المرشد السابق لجماعة «الإخوان المسلمين» على مدار تاريخها، عن عمر ناهز 89 عاما، قضى أكثر من ربعها خلف القضبان في مواجهة الاستبداد. 

ولد «عاكف» مع مولد جماعة «الإخوان المسلمين» عام 1928، وكان مسقط رأسه إحدى قرى مدينة المنصورة شمال القاهرة.

 نشأ بين 10 من الأشقاء، وحصل على الابتدائية بالمنصورة ثم انتقل إلى القاهرة ليعيش في منطقة شعبية بها تسمى «السكاكيني».

عرف الإخوان في وقت مبكر في عام 1940، وصاحب مؤسس الجماعة «حسن البنا»، وحصل على الشهادة التوجيهية (شهادة المرحلة الثانوية) من مدرسة «فؤاد الأول» الثانوية بالقاهرة.

التحق بكلية الهندسة، لكن الشيخ «حسن البنا» وجهه بأسلوب غير مباشر إلى الانتقال للمعهد العالي للتربية الرياضية لحرصه على وجود إخواني في جميع المدارس والكليات والمعاهد، آنذاك، ولما رآه من ميل «عاكف» وحبه للرياضة.

 تخرج في مايو/أيار 1950، وعمل بعد تخرجه مدرسًا للرياضة البدنية بمدرسة «فؤاد الأول» الثانوية.

التحق بكلية الحقوق عام 1951، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قيام مجموعة الضباط الأحرار بعزل «الملك فاروق» فيما عرف بـ«ثورة 23 يوليو 1952»، وسلَّم معسكرات الجامعة لـ«كمال الدين حسين»، المسؤول عن الحرس الوطني آنذاك.

 ثم شغل رئيس قسم الطلبة الذي كان أهم الأقسام في جماعة الإخوان، وكان يتولاه «حسن البنا» بنفسه، ورئيس قسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين.

وكان هذا آخر موقع شغله «عاكف» في الإخوان قبل صدور قرار بحل الجماعة عام 1954.

قُبض عليه في أول أغسطس/آب 1954، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء «عبدالمنعم عبدالرؤوف»، أحد قيادات الجيش وأحد رموز الإخوان، والذي أشرف على طرد «الملك فاروق»، وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

خرج من السجن سنة 1974 في عهد الرئيس المصري الراحل «أنور السادات»، لينكب على العمل الشبابي؛ حيث تولى وظيفة المدير العام للشباب بوزارة التربية والتعليم، ثم عمل بـ«الندوة العالمية للشباب الإسلامي» بالسعودية فأقام معسكرات كبيرة للشباب في كثير من أنحاء العالم الإسلامي.

ثم سافر عام 1980 إلى ألمانيا فعمل مديرا للمركز الإسلامي بميونيخ ليعود إلى مصر عام 1986؛ حيث تولى قسم الشباب والطلاب من جديد بجماعة الإخوان.

اشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.

شغل عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة منذ عام 1987.

مع بداية عام 1995، بلغ التوتر في العلاقة بين «الإخوان المسلمين» والحكومة المصرية مداه؛ فشنت الأخيرة حملة اعتقالات طالت الكثير من جيل الوسط بالجماعة، وقدمتهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات.

وفي سياق حملة الاعتقالات تلك، مثل «عاكف» أمام المحكمة العسكرية سنة 1996 بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ليخرج عام 1999.

تولى منصب المرشد العام لـ«لإخوان المسلمين» بعد وفاة المستشار «محمد المأمون الهضيبي»، في يناير/كانون الثاني 2004.

ويُعرف «عاكف» بصاحب لقب «أول مرشد عام سابق للجماعة»؛ حيث رفض الاستمرار في موقعه بعد انتهاء فترة ولايته ليتم انتخاب «محمد بديع» بدلا منه، في يناير/كانون الثاني 2010، مسجلاً بذلك سابقة في تاريخ الجماعة.

وكان «عاكف» من أوائل من تم اعتقالهم، من قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، إبان الانقلاب الذي قاده الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، الذي كان وزيرا للدفاع حينها، في 3 يوليو/تموز 2013، على الرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد، بعد سنة من حكمه.

وتوفي «عاكف»، داخل محبسه، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017، عن عمر ناهز 89 عاما، بعد تضييق مستمر وتعنت في توفير الرعاية الصحية اللازمة له من قبل السلطات المصرية.

  كلمات مفتاحية

حسن البنا الإخوان المسلمين مهدي عاكف عبدالناصر مقاومة الإنجليز السيسي الانقلاب العسكري

اليسار المصري ينعي «مهدي عاكف»: أفضل مرشد مر على الإخوان

وفاة «عاكف» ترفع عدد ضحايا سجون «السيسي» إلى 617