بعد 27 عاما.. مناضلات قيادة المرأة السعودية للسيارة يحتفلن

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 06:09 ص

احتفلت كل من «لجين الهذلول» و«منال الشريف» و«ميساء العمودي»، أبرز المطالبات بقيادة المرأة السعودية للسيارة، بالأمر الملكي الذي سمح لهن بذلك بعد أكثر من 27 عاما على إطلاق حملاتهن المطالبة بالسماح بالقيادة.

وكان الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وجه رسالة إلى وزير الداخلية، جاء فيها «نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها».

وكتبت «منال مسعود الشريف»، عبر صفحتها على «تويتر»، «اليوم رد اعتبار كل سعودية من نساء ١٩٩٠ حتى اللحظة»، مضيفة: «نكمل مشوارنا الثاني، سعوديات نطلب إسقاط الولاية». 

 

وتابعت: «اللي معاها رخصة قيادة خليجية تطلع تسوق بداية من اليوم».

 

ونشرت في تغريدة أخرى صورة لولي العهد «محمد بن سلمان»، مرفقة بالتعليق: «ويلوموني في حبك».

وقالت الإعلامية «ميساء العمودي»، «الجهود كانت جماعية وقائمة أسماء السيدات والرجال طويلة جدا، شكرا لكل من يؤمن بحقه وحق غيره ويسعى لنيله والقادم أفضل بإذن الله».

 

واكتفت الناشطة «لجين الهذلول» بكتابة «الحمد لله» عبر حسابها على «تويتر»، لكنها لم تسلم من العديد من التعليقات المهاجمة لها التي طالبتها بعدم ادعاء بطولة في هذا الشأن وأن القرار يرجع إلى الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

فيما اتهمها الكثيرون بأن تاريخها كله تحريض على السعودية بالمنظمات والقنوات الأجنبية.

وفي المقابل علق العديد من المغردين والمغردات على الناشطات الثلاث، مؤكدين دورهن البارز في «النضال من أجل قيادة المرأة للسيارة».

وخلال سنوات المنع الطويلة، كثيرا ما تعالت الأصوات المطالبة بحق السعوديات في قيادة سياراتهن، بدلا من الاعتماد على سائق أجنبي.

أبرز الحملات

في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، شاركت 47 امراة سعودية في قيادة سيارات بشكل متزامن، ضمن فعاليات حملة تطالب بحقهن في القيادة، وانتهت الحملة باعتقال المشاركات، وفصلهن من وظائفهن، كما تم اعتقال أزواجهن، وآبائهن، في حالة عدم زواجهن، بتهمة «الفشل في السيطرة على نسائهم».

تشجعت السعوديات على معاودة المطالبة بحقهن في القيادة، بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، ففي يوم 17 يونيو/حزيران 2011، تم إطلاق حملة جديدة بعنوان «سأقود سيارتي بنفسي»، أطلقت الحملة الناشطة «منال الشريف»، بعدما رفعت على يوتيوب مقطع فيديو لها، وهي تقود سيارتها في مدينة «الخبر» وحقق المقطع أكثر من نصف مليون مشاهدة. (شاهد)

ما دعا السلطات السعودية إلى اعتقال «منال الشريف»، واحتجازها لمدة 10 أيام، إلى أن تعالت أصوات حقوقية دولية، تطالب بإطلاق سراحها، وهو ما تم بالفعل، بعد دفعها لكفالة، وتعهدها بعدم تكرار ما فعلت.

وفي يوم 10 يونيو/حزيران 2011، ألقى المرور السعودي القبض على أربع نساء، كن يتعلمن القيادة في شارع فرعي في الرياض، وأطلق سراحهن بعد تعهد بعدم التكرار.

في 28 يونيو/حزيران 2011، ألقت «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، القبض على 5 نساء، وهن يقدن سيارتهن في جدة، وفي 24 أغسطس/آب من نفس العام، أوقف المرور امرأة وهي تقود سيارتها، وتم إطلاق سراحها بعد ساعات دون تعهد.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2013، دعت ناشطات سعوديات، لنزول المرأة السعودية إلى الشارع، وهي تقود سيارتها، إلى أن الحملة فشلت بعد التحذيرات المتكررة التي أطلقتها وزارة الداخلية السعودية.

في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قامت الناشطة «لجين الهذلول»، باستغلال اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي، بسريان رخص القيادة في جميع دول المجلس، حيث قامت باستخراج رخصة قيادة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي سارية المفعول في المملكة العربية السعودية، حسب الاتفاقية، وبعد قيادتها لسيارتها الخاصة من الإمارات إلى السعودية، تم إيقافها عبر الجمارك السعودية عند المنفذ الحدودي، وبقيت 24 ساعة محتجزة في المنفذ الحدودي، حيث رفضت قوات الأمن السماح بدخولها، وهي تقود سيارتها.

حضرت بعد ذلك المذيعة السعودية «ميساء العمودي»، إلى مكان إيقاف «لجين» في المنفذ الحدودي، وحضرت قوات الأمن إلى الموقع، وتم اعتقال الفتاتين.

وردا على هذه الواقعة، أطلقت مغردات سعوديات حملة معارضة لقيادة المرأة للسيارات، كرد على حملة المطالبة بالقيادة للمرأة، وكان شعارهن «نظام لا إرغام»، ورأت المغردات، أن أمر السماح بالقيادة يجب أن يصدر من ولاة الأمر، ومن المجتمع السعودي، وليس من خلال الأساليب التي تم استخدامها من قبل المطالبات بقيادة المرأة.

تجددت الدعوة من ناشطات سعوديات في العام 2016 عبر موقع «تويتر» لكسر المنع عبر وسم تداولنه على نطاق واسع بعنوان «سأقود في 15 يونيو»، ليشتعل الجدل مجددا في الموضوع الذي يراه الرافضون «إهانة لعادات وتقاليد السعوديين»، ردوا عليه بوسم آخر بعنوان «#لن_تقودي».

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفض مجلس الشورى توصية تقدم بها العضو «سلطان السلطان» تطالب بإيجاد بيئة مناسبة تستطيع من خلالها المرأة قيادة سيارتها.

وأرجع «السلطان» تقديمه التوصية إلى «تخفيف عبء النقل على الأسرة السعودية، وتعذر على كثير من النساء قبول فرص عمل، خصوصا ذوات الرواتب المتواضعة، لارتفاع كلفة السائق ما يضعهن ضمن فئات المعاشات الضمانية لدى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية».

كما شهدت جلسة المجلس آنذاك جدلا واسعا بين المؤيدين للسماح للمرأة باعتباره «حق لا يقبل النقاش»، ورافضين اعتبروا أن «المجتمع لا يزال غير مؤهل لقيادة المرأة»، بينما أوضحت العضو «لطيفة الشعلان» آنذاك أن الغرض من التوصية كان عمل دراسة عنها، وليس المطالبة بها.

وتحت عنوان «حان الوقت أن تقود المرأة السعودية السيارة» طالب الأمير «الوليد بن طلال» في بيان نشره العام الماضي برفع القيود المفروضة على قيادة المرأة، أوضح فيه أن «أكثر من مليون سعودية في حاجة إلى وسيلة مواصلات آمنة للذهاب إلى عملهن»، مشيرا إلى أن فتاوى التحريم فيها «ارتبطت بزمن معين»، في حين أن «البديل هو خلوة الأجنبي بالمرأة» وهو ما حرمه الفقهاء.

في 26 سبتمبر/أيلول 2017، وجه الملك «سلمان بن عبدالعزيز» رسالة إلى وزير الداخلية، جاء فيها: «نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها».

  كلمات مفتاحية

السماح بقيادة المرأة للسيارة السعودية منال الشريف لجين الهذلول ميساء العمودي

خاشقجي: قرار قيادة المرأة للسيارة شجاع من ملك شجاع

الخارجية الأمريكية: السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة خطوة عظيمة

إيفانكا تهنئ المرأة السعودية بقرار السماح لها بقيادة السيارة