التطبيع يضرب المغرب عبر الفن والرياضة

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 02:09 ص

حذر ناشطون مغاربة من زيادة وتيرة مشاركة إسرائيليين في تظاهرات مغربية فنية ورياضية، وهي مشاركات باتت معلنة ومتكررة، بعد أن كانت سرية ومحدودة، وسط دعوات إلى سن قانون يجرم التطبيع مع (إسرائيل).

وخلال أسبوع واحد من الشهر الجاري، احتضنت المغرب تظاهرتين شارك فيهما إسرائيليون، وهو ما يقول الناشطون إنه يتنافى مع قرار المملكة قبل 17 عاما قطع العلاقات مع (إسرائيل)، حيث تم إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط خلال انتفاضة المسجد الأقصى عام 2000.

وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، شاركت المغنية الإسرائيلية «فازانا» في المهرجان الدولي لموسيقى الجاز «طنجة جاز»، الذي نظمته مؤسسة «لورين» في مدينة طنجة.

وخلال حفل «فازانا» رفع 3 ناشطين الأعلام الفلسطينية، فألقت قوات الأمن في طنجة القبض عليهم، ثم أطلقت سراحهم لاحقا عقب التحقيق معهم.

ولم تمر سوى أيام حتى تعالت، دون جدوى، أصوات مغربية رافضة لمشاركة 3 رياضيين يحملون جنسية (إسرائيل)، في تظاهرة رياضية دولية نظمها الاتحاد المغربي للتايكوندو، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة بين يومي 22 و24 من الشهر الجاري.

وبدعوة من «الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع»، شارك مغاربة، يوم الجمعة الماضي، في وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب في العاصمة.

وندد المحتجون بما اعتبروه «تناميا للتطبيع مع الصهاينة في مجالات الفن والرياضة»، ودعوا إلى سن قانون لتجريم التطبيع مع (إسرائيل)، رافعين لافتات كتب عليها: «الشعب يريد تجريم التطبيع»، ورددوا هتافات منها: «فلسطين أمانة والتطبيع خيانة».

واعتبرت «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، في رسالة إلى وزير الثقافة المغربي «محمد الأعرج»، أن مشاركة إسرائيليين بمثابة «تحد وانتهاك فاضح وصادم لمشاعر ومواقف المغاربة من الصهاينة وكيانهم الإرهابي (إسرائيل) المحتل لفلسطين، والذي يمارس منذ عقود أبشع الجرائم بحق الأرض والإنسان والمقدسات، وانتهاك للموقف الرسمي للدولة المغربية التي ما انفك المسؤولون فيها يرددون بألا وجود لأي تطبيع مع الصهاينة».

تطبيع مبرمج

من جانبه، قال «عزيز هناوي»، الكاتب العام لـ«المرصد الوطني لمناهضة التطبيع»، إن هذه «موجة تطبيعية يبدو أنها مبرمجة وممنهجة لاختراق النسيج الاجتماعي المغربي، ليصير الحضور الإسرائيلي ليس فقط ظاهرة طبيعية، بل ثقافة وعادة مقبولة مجتمعيا، عبر القنوات الثقافية والرياضية والسياحية».

واعتبر أن «خطورة هذه الظاهرة ليس فقط في الإساءة لفلسطين وطعنها من الخلف، ولكن في تمكين الصهيونية من التسلل إلى الوجدان والعقل المغربيين على المستوى الشعبي، وإيجاد بؤر متصهينة في البلد».

وأشار إلى أن «هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن هناك نية لإيجاد بؤر قابلة للتفجير على مستوى بنية المجتمع المغربي، برعاية صهيونية».

وشدد على أن «مواجهة هذه الظواهر هي بمثابة حماية للأمن القومي والنسيج الاجتماعي الوطني، إضافة إلى كونها داعمة لقضية فلسطين».

وأشاد «هناوي»، بالفعاليات المناهضة للتطبيع داخل المجتمع المغربي، إذ «أفشلت حفل المغنية الإسرائيلية في طنجة، حيث لم يحضره إلا بضعة أفراد لم يكملوا صفا واحدا».

ورفض القول بأن المغرب هو الذي يستدعي هؤلاء الإسرائيليين، قائلا: «من استضاف المغنية الإسرائيلية في طنجة.. إنه فرنسي، عبر مؤسسة فيليب مورين الفرنسية، وبدعم من المركز الثقافي الفرنسي».

واعتبر الكاتب المغربي أن هذا «دليل على أن التطبيع يتم تمريره إلى المغرب عبر أدوات أجنبية، ولا علاقة لها بالمجتمع المغربي، الذي يقاوم هذه المظاهر ويدينها بشدة».

وتابع: «يجب أن ننتبه إلى أنه في مستوى آخر توجد بنيات تسهل التطبيع وتسهل هذا الاختراق، على مستوى بنية الدولة في الإعلام وبعض المؤسسات الرسمية، ما يعني أن التطبيع يتسلل عبر أدوات استبدادية مفروضة على المجتمع».

وشدد على أن «مجتمعاتنا تقاوم التطبيع من داخل خندق، هو في الوقت ذاته خندق المقاومة من أجل الديمقراطية والتحرر في الوطن العربي».

  كلمات مفتاحية

إسرائيل التطبيع المغرب فعاليات فنية

«مطبع جديد».. كاتب بحريني يثير غضبا عربيا على «تويتر»

وزير الرياضة المغربي يرد على سخرية زياش