أعلن المرشد الإيراني «علي خامنئي»، الأربعاء، أن طهران لن تنسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، محذرا من أنه إذا تراجعت أمريكا عن الاتفاق فإن إيران ستمزقه.

وأكد «خامنئي» أنه لا بد من إجراء ضد السياسة الأمريكية التي وصفها بالعدائية، بحسب ما نقله عنه التليفزيون الرسمي الإيراني.

واعتبر «خامنئي» أن أمريكا غاضبة لأن إيران عرقلت مخططاتها في لبنان وسوريا والعراق، قائلا: «إن تنظيم الدولة الإسلامية من صنيعة أمريكا».

وشدد على أن إيران مصممة على مواصلة برنامج الصواريخ الباليستية المثير للخلاف، رغم الضغط الأوروبي والأمريكي لتعليقه.

نهج أكثر حدة

جاء حديث «خامنئي» بعد أيام على تبني الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لنهج جديد أكثر حدة مع إيران حيث رفض التصديق على التزام طهران بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه في عهد سلفه «باراك أوباما»، وقال إنه ربما يلغيه في نهاية المطاف.

وأدت هذه الخطوة إلى خلاف بين واشنطن والأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين و«الاتحاد الأوروبي»، التي قالت إنه ليس بوسع واشنطن اتخاذ إجراء أحادي بإلغاء الاتفاق متعدد الأطراف الذي صدقت عليه «الأمم المتحدة».

ورحب «خامنئي»، وهو أعلى سلطة في إيران، بدعم تلك الدول، لكنه قال إنه ليس كافيا.

وأضاف: «على أوروبا الوقوف ضد الإجراءات العملية (التي اتخذتها) أمريكا».

ويوم الأحد الماضي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي حول إيران يمثل انتهاكا للاتفاق النووي.

وكان «ترامب» أعلن في خطاب في البيت الأبيض، الجمعة، عن عقوبات قاسية جديدة بحق «الحرس الثوري» الإيراني، مشيرا إلى أن بإمكانه إلغاء الاتفاق النووي الإيراني في أي وقت بعد إعلانه رفض الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق الذي وقع في عهد «أوباما».

وسارع الرئيس الإيراني «حسن روحاني» إلى الرد على «ترامب»، مؤكدا في خطاب متلفز، مساء الجمعة، أن ما سرده الرئيس الأمريكي ليس سوى تكرار لشتائم واتهامات لا أساس لها.

ورغم ذلك يبدو مستقبل الاتفاق على المحك، إذ أمام الكونغرس 60 يوما لاتخاذ القرار بشأن إعادة فرض عقوبات على خلفية الملف النووي، أو فرض عقوبات جديدة إذا خرقت إيران نقاطا محددة.