تداول نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فتوى غير موثوقة تفيد بـ«تحريم صناعة رجل الثلج ولو على سبيل المرح واللعب»، وذلك تزامنا مع بدء تساقط الثلوج في شمال المملكة، وتسابق بعض السعوديين من جميع الأعمار على صناعة رجل الثلج والاستمتاع بالظاهرة الجديدة.
يُشار إلى أن الفتوى، التي لا يُعرف تاريخها بالتحديد، تم إصدارها عن موقع «الإسلام سؤال وجواب»، الذي يشرف عليه الشيخ «محمد صالح المنجد»، بعد سؤال لأحد الأشخاص عن حكم تشكيل رجل الثلج الذي يقوم به بعض الآباء والأبناء من باب المرح.
وتناقل المتابعون الفتوى بعد تسابق الآلاف من السعوديين في المناطق التي شهدت تساقط الثلوج في المملكة، إلى صناعة رجل الثلج في تبوك وعرعر وطريف والقريات، حيث تم تصوير أشكالها المختلفة وتناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول إحدى المغردات تعليقا على الفتوى في نبرة ساخرة: «منيح ما كان اسمه "snow"woma!»، وهو ما تهكّمت حولة ناشطة أخرى متسائلة: «طيب واذا لابسة نقاب! افتونا في أمرنا!»
فيما انتقد آخرون الفتوى عبر وسم #فتوى_بتحريم_تمثال_الثلج ، حيث قال أحدهم: «المهرج صاحب هذه الفتوى سبق وأن أفتى بوجوب قتل "ميكي ماوس"».
كما استنكر البعض التطرق لمثل هذا الموضوع الذي أعدوه هامشيا وغير ذي قيمة، في حين لا يتم الحديث حول مشكلات عدة تشهدها المملكة، وقال أحدهم: «تركتوا ساهر والفقر ومشكلة الأسكان والبلاوي الزرقاء وبلشتوا بتمثال ثلج برفسه يتفتت»، ليشاركه آخر الرأي قائلا: «لم نسمع لهم همسا في حكم المشاركة في مسيرة باريس ... وسمعنا أصواتهم في #فتوى_بتحريم_تمثال_الثلج .. خاب الأمل بكم».
أما نائب رئيس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة «عادل عسيلان»، فرأى أنه «من يطلع على ردة فعل الشباب على #فتوى_بتحريم_تمثال_الثلج لابد أن يتوقف ويعي أهمية مخاطبة هذا الجيل بغير الخطاب الديني السابق زمن الطيبن راح».
وقال الناشط «حسن العمري»: «وضوع باب ماجاء في الصور كان هناك تحريم في التصوير وبعد فترة من افتى اصبح يبتسم في اول صفحات المجلات»، معتبرًا أنه لو ثبت صحة الأمر فهو «مسألة وقت» قبل أن ينتهي ويتم تراجع المفتي ذاته عنه.
وقد غلبت النبرة الساخرة في التعليقات المتداولة عبر الوسم السالف ذكره، حيث قال أحدهم: «فعلاً كانت ستنحرف الأمة لو تركناهم يبنون رجال الثلج. أما سوريا مو مشكلة كلها يومين ويخلص الثلج قصدي الذبح». في تعليقات لم يخف الإسقاط السياسي المعاصر عنها، وهو ما أضاف عليه آخر متهكمًا «وصلنا لزمن نرى فيه اللَّات والعزى تعبد في جزيرة العرب من دون الله.. اللهم أذب ثلوجهم».
جدير بالذكر أن خلاصة الفتوى تقول «إنه لا يجوز صناعة تمثالٍ من الثلج، ولو على سبيل المرح واللعب، وجعل الله للناس سعة في صناعة ما يشاؤون، مما لا روح فيه؛ كالأشجار والسفن والثمار والبنايات ونحوها».
