تنظيمات مسلحة تنقل عملياتها من «سيناء» إلى غربي مصر

الاثنين 30 أكتوبر 2017 07:10 ص

كشف مسؤول مصري، عن تحركات عملياتية تجريها تنظيمات مسلحة في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، لنقل نشاطها إلى المنطقة الغربية باتجاه الحدود الليبية.

ووفق المصدر، الذي على صلة بملف مكافحة الإرهاب، فإن الطبيعة الجغرافية الوعرة في تلك الصحراء المترامية الأطراف، فضلا عن متاخمتها الحدود مع ليبيا، تتيح لتلك الجماعات تأسيس معسكرات تدريب للمسلحين ونقلهم إلى مصر.

وأكد المسؤول المصري، في تصريحات خاصة نقلتها صحيفة «الحياة»، أن المنطقة الغربية باتت في «عهدة الجيش»، ووضعت تحت قيادة منسقة بين الأجهزة العسكرية والأمنية، في تكرار لخطة تشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق قناة السويس إبان اشتعال الهجمات الإرهابية في شمال سيناء.

وتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من تأسيس خلايا عنقودية تابعة له في الصحراء الغربية، التي شهدت أحداث مجزرة «الواحات»، التي راح ضحيتها نحو 58 من ضباط وجنود الشرطة المصرية، في أسوأ خسارة لوزارة الداخلية منذ عقود.

وتخشى دوائر أمنية وسيادية مصرية، أن يتسبب تعاظم الخطر القادم من الغرب مع كشف وجود تنظيم مسلح تسليحا ثقيلا في شمال الصحراء الغربية، في اقتراب الخطر من محافظات المنطقة المركزية (القاهرة، الجيزة، القليوبية)، فيما يعرف بالقاهرة الكبرى.

وحسب الترجيحات الأمنية فإن أكبر تنظيمين مسلحين، «الدولة الإسلامية» و«القاعدة»، قد اتخذا من مناطق عدة في الصحراء الغربية بؤرا للتمركز والاستعداد لتنفيذ هجمات في مصر، التي تترقب انتخابات رئاسية مهمة ستنطلق عملياتها مع بداية العام المقبل، بحسب المصدر.

وجرت مساء السبت الماضي، أول حركة تغييرات أمنية لافتة أطيح فيها بقيادات بارزة في وزارة الداخلية، ظهر من تفاصيلها أنها على صلة بمعركة «الواحات»، إذ شملت رئيس قطاع الأمن الوطني السابق (المعني بجمع المعلومات عن التنظيمات الإرهابية واختراقها) اللواء «محمود شعراوي»، الذي عين مساعدا للوزير لقطاع المنافذ، وخلفه نائبه اللواء «محمود توفيق» على رأس أبرز جهاز لمكافحة الإرهاب.

كما أطيح بمدير أمن الجيزة اللواء «هشام العراقي»، علما أن المأمورية الأمنية التي قتل أغلب ضباطها في «الواحات البحرية» تتبع قطاع الأمن الوطني في الجيزة الذي أطيح أيضا برئيسه اللواء «إبراهيم المصري»، إضافة إلى مدير العمليات الخاصة في الأمن المركزي اللواء «مجدي أبو الخير».

ويمثل ارتفاع الضحايا إلى هذا العدد (23 ضابطا و35 مجندا)، وتدمير مركبات القوة الأمنية، واستيلاء المهاجمين على الأسلحة والذخيرة والهواتف التي كانت بحوزتهم، إحراجا كبيرا للمؤسسة الأمنية في مصر، التي خسرت معركة «الواحات».

ولم يكن حادث الجمعة قبل الماضي، الأول من نوعه في هذا الطريق، الذي يلقبه مرتادوه بـ«طريق الموت»؛ نظرا لأن له تاريخ من المواجهات والاشتباكات المسلحة التي أودت بحياة العشرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وكثفت أجهزة الأمن الكمائن المنتشرة عند مداخل الطرق المؤدية من وإلى سلسلة جبال البحر الأحمر، والجبل الغربي من المنيا (وسط) وحتى أسوان في جنوب مصر، إلى جانب تنفيذ عمليات دهم للأماكن التي يشتبه في تحصن عناصر إرهابية فيها، بالتزامن مع الحصار المفروض على منطقة «الواحات البحرية» في الجيزة والطرق المؤدية منها إلى صحراء الوادي الجديد.

وتقوم طائرات حربية بعمليات تمشيط واسعة للجبل الغربي وسلسلة الجبال الواصلة بين الوادي الجديد وأسوان والأقصر، لمراقبة أي تحركات مشبوهة.

  كلمات مفتاحية

مصر هجوم الواحات سيناء تنظيم الدولة الإسلامية القاعدة ليبيا

مقتل ضابط مصري برصاص قناصة في سيناء

خلافات حادة بين تنظيمين مسلحين في سيناء