لماذا تقود إسرائيل حملة ممنهجة ضد قطر؟

الخميس 15 يناير 2015 06:01 ص

تمارس الصحافة العبرية وشبكات الضغط والإعلام اليهودية حملة تحريضية على دولة قطر لشيطنتها وعزلها إقليمياً ودولياً وربطها بالحركات الجهادية ، وشارك في هذه الحملة المنسّقة كل من الحكومة والنخب السياسية والعسكرية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة.

أسباب الحملة

ورصد تقرير أعده وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات جملة من الأسباب تقف وراء الحملة الإسرائيلية الممنهجة ضد قطر، على خلفية جملةً من السياسات العربية والإقليمية التي تتبناها الإمارة الخليجية، والتي عدّتها إسرائيل معادية لها ولمصالحها، ورأتها مختلفة تمامًا عن سياسات الدول التي تعدّها إسرائيل «معتدلة».

وقوف قطر ضدّ العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، وما عدّته إسرائيل دعم قطر لحزب الله سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا أثناء الحرب. ورأت إسرائيل أيضًا الدعم الماليّ السخيّ الذي قدّمته قطر للبنان لإعادة إعمار ما دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية، عملًا موجّها ضد سياساتها؛ وذلك في الوقت الذي اتخذت فيه بعض الدول العربية «المعتدلة» موقفًا حياديا أو موقفا مؤيدا ضمنيا العدوان الإسرائيلي على «حزب الله».

كذلك دعم قطر نضال الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتقديمها أشكال المساندة الإعلامية والسياسية المختلفة للمقاومة، فضلًا عن تقديم الدعم المالي لقطاع غزة وعدم الاكتفاء بدعم السلطة الفلسطينية في رام الله ،إضافة إلى الدور المتميز الذي أدّته قناة الجزيرة في فضح جرائم العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وفي لبنان، وفي تغطيتها الإيجابية لدور حركات المقاومة في الأراضي المحتلة.

أَضف إلى ذلك وقوف قطر بصورة واضحة وحازمة ضد الاعتداءات والحروب المتكررة التي شنّتها إسرائيل على غزة في سنة 2008- 2009 (عملية الرصاص المصبوب)، وفي سنة 2012 (عملية عامود السحاب)، وفي صيف 2014 (عملية الجرف الصامد)، وعلى شاكلته قيام قطر بإغلاق مكتب المصالح الإسرائيلية في الدوحة وطردها الدبلوماسيين الإسرائيليين الثلاثة في كانون الأول / ديسمبر 2008 احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة.

نماذج من الحملة 

وحسب التقرير الذي أعده المركز فإن الحملة الإسرائيلية الممنهجة التي تقلَّصت إعلاميًا في الشهرين الأخيرين، قد ركّزت على العمل السياسي والدبلوماسي ضد قطر، لا سيّما في الولايات المتحدة والدول الغربية المحورية، إلى جانب العمل مع بعض دول المنطقة من أجل الضغط على قطر لتغيير سياساتها

وفي سياق ترجمة هذه الحملة الممنهجة والمخطَّط لها، قامت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر تقديرات موقف ومقالات تحريضية ونصوص خبرية ملفَّقة، تهدف إلى نشر شائعات، وعددها بالمئات كما أحصيناها، ونظرًا لصعوبة حصر هذه المقالات في ورقة قصيرة، اكتفي المركز بذكر نماذجَ من الأوراق الصادرة عن الصحف والجهات البحثية الصهيونية.

ففي مقالة لهما صدرت عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، قال الباحثان «كوبي ميخائيل» و«يوئيل غوجانسكي» إنّه من الصعب أن يجد المرء في العصر الحديث دولةً في وضعٍ مشابه لدولة قطر؛ دولة قليلة السكان وصغيرة المساحة ولكنها تتمتع بمثل هذا النفوذ الكبير والدور الواسع. وقد عَجَّت المقالة بالتحريض المنهجي القائم على افتراضات غير مثبتة أقرب ما تكون إلى نشر الشائعات، استنتج من خلالها الباحثان أنّ قطر تمثّل خطرًا على الاستقرار والأمن في المنطقة.

 وفي محاولةٍ للظهور بمظهر الحريص على مصالح الدول العربية، زعم الباحثان أنّ قطر تقدّم الدعم للحركات «الإرهابية» والراديكالية التي تنشط ضد الأنظمة القائمة في الشرق الأوسط، ما يقود إلى إلحاق الضرر بدول عربية محورية في المنطقة، وزعزعة الاستقرار فيها، وتعريض مصالح الولايات المتحدة والغرب للخطر.

وانتقد الباحثان بشدة قناة الجزيرة لما عدّاه «مناداتها بالديمقراطية في الدول العربية»، ولوقوفها ضد الأنظمة المستبدة. وأعرب الباحثان عن خيبة أملهما في عدم تمكّن الولايات المتحدة الأميركية من الضغط على قطر لتحجيم دورها والحدّ من نفوذها في المنطقة. وإزاء هذا الوضع، شدّد الباحثان على أنّه «ينبغي للدول والمنظمات التي تمثّل قطر تهديدًا لمصالحها الحيوية، أن تقوم بتوحيد جهودها وتجنيد شركاء آخرين لها على الساحة الدولية، بغية العمل بتصميمٍ وبشكلٍ خلاق للَجْمها».

ودعا الباحثان إلى اتّباع وسائل جديدة على المستويين العلني والسري للضغط على قطر، بغرض إرغامها على تغيير «سياساتها السلبية». وعلى المستوى العلني، اقترح الباحثان القيام بحملةٍ دولية لإلغاء استضافة قطر لمونديال 2022. ودعيا إلى تجنيد منظمات حقوق الإنسان في العالم للعمل قانونيًا ضد ما أسمياه «استغلال العمّال الأجانب في قطر» الذين يقومون ببناء منشآت المونديال، ومقاضاة قطر في المحاكم في العالم، وذلك للانتقاص من مكانتها وتلطيخ سمعتها وتكبيدها خسائرَ مالية.

في السياق نفسه وفي ضوء فشل الجيش الإسرائيلي في وقف إطلاق صواريخ المقاومة من قطاع غزة إلى العمق الإسرائيلي، ادّعى «أفيعاد دادون» مستشار وزارة الأمن الإسرائيلية والخبير في حماية المعلومات، أنّ قطر أقامت لحماس في قطاع غزة منظومة إنترنت لإدارة إطلاق الصواريخ عن بعد وتفعيلها وأنّ البنى التحتية المرتبطة بالأنفاق وبجهد حماس العسكري تعمل بطرق إلكترونية، وأنّ المقاتلين الفلسطينيين لا يطلقون الصواريخ يدويًا وإنّما يطلقونها عن بعد بواسطة الشبكة العنكبوتية دون أن يقدم أي دليل على ذلك.

 وادّعى «دادون» أنّه جرى استثمار عشرات ملايين الدولارات في حفر كلّ من الأنفاق ومنظومة إطلاق الصواريخ، وادّعى «دادون» أنّ 70% من هجمات السايبر تأتي من قطر، مؤكداً بقوله «نحن نعلم بالتأكيد أنّ قطر تستثمر مئات ملايين الدولارات في البنى التحتية للسايبر»، وأنّها تستقطب أفضل العقول للعمل في تطوير بنى السايبر فيها.

وعلى نفس الوتيرة سار البروفيسور «جوشوا تايتلباوم» الباحث في «مركز بيغن - السادات للدراسات الإستراتيجية» التابع لجامعة بار إيلان، والذي ساق جملة من الدعاوى حول الدور الذي تقوم به قطر في دعم الثورات وحركات الاحتجاج التي تهدّد الأنظمة العربية، وودعم «حماس» ماليا وسياسيا، والتبرع لإعادة إعمار القطاع، كما ادعى الباحث أنّ قطر موّلت حفر الأنفاق في غزة وساعدت «حماس» في حوسبة منظومة إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

كما دعا الكاتب شنّ حملةٍ شاملة ضد قطر في جميع المجالات، لا سيّما في ما يخص ما أطلق عليه سوء معاملتها العمّال الأجانب، ودعمها «الإرهاب»، واستضافتها المونديال، وشدّد على ضرورة «قصّ أجنحة قطر»، وتقليص دورها الإقليمي والدولي والعمل بجدية لمقاطعة المونديال في حال فشلت جهود منع قطر من استضافته.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر إسرائيل تميم بن حمد بنيامين نتنياهو غزة

ذي إنترسيبت: تحالف عجيب بين المحافظين الجدد وإسرائيل والإمارات لتشويه قطر!

«نتنياهو» يأمر ببدء هجوم دبلوماسي على تركيا وقطر و«يعالون» يتهمهما بدعم حماس