ارتفعت أسعار النفط الخام، في تعاملات الثلاثاء لمستويات قياسية، مع تصاعد التوتر بين السعودية وإيران في أعقاب إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، السبت الماضي، على مطار الملك خالد الدولي، شرقي العاصمة الرياض.

يأتي صعود الخام لأعلى مستوى منذ منتصف يونيو/حزيران 2015، بعد تصريحات شديدة اللهجة لولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، اعتبر خلالها «ضلوع إيران في تزويد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن بالصواريخ عدوانا عسكريا ومباشرا من النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة».

وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يناير/كانون الثاني إلى 64.40 دولار للبرميل، صعودا من أسعار إغلاق الإثنين البالغة 64.27 دولار.

وحسب تقرير «أوبك» (منظمة الدول المصدرة للنفط) الشهري الأخير الصادر الشهر الماضي، بلغ إنتاج السعودية من النفط 9.975 ملايين برميل يوميا، و3.827 ملايين برميل يوميا بالنسبة لإيران، في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويشكل إنتاج الدولتين من النفط الخام يوميا، نحو 14% من حجم الطلب اليومي على الخام حول العالم، البالغ 97 مليون برميل.

وتحتاج السعودية إلى سعر 70 دولارا لبرميل النفط؛ لتحقيق نقطة التعادل في موازنة 2018، بحسب صندوق النقد الدولي.

ونقطة التعادل في الموازنة تعني تساوي الإيرادات مع المصروفات.

وأعلنت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، عن موازنة 2017 بإجمالي نفقات تبلغ 890 مليار ريال (237.3 مليار دولار)، وعجز مقدر قيمته 198 مليار ريال (52.8 مليار دولار).

وتعاني أسواق النفط الخام حول العالم من تخمة المعروض ومحدودية الطلب، وسط خطوات تنفذها المنظمة ومنتجون مستقلون لخفض هذا المعروض.

وفي محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط، باشر الأعضاء في «منظمة الدول المصدرة للبترول» (أوبك) ومنتجون مستقلون، مطلع 2017، تنفيذ اتفاق يقضي بخفض إنتاجهم من الخام بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لمدة 6 شهور. وتم تمديد الاتفاق المذكور في مايو/أيار الفائت 9 شهور أخرى تنتهي في مارس/آذار 2018.

ويتوقع محللون أن يعلن المجتمعون عن تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الخام، حتى نهاية 2018.