«الأخبار» اللبنانية: مغادرة «الحريري» السعودية دون عائلته «إطلاق سراح مشروط»

السبت 18 نوفمبر 2017 07:11 ص

وصفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من «حزب الله»، مغادرة رئيس الوزراء المستقيل «سعد الحريري»، السعودية، دون عائلته بأنه إطلاق سراح مشروط.

ولفتت في تقرير لها السبت، إلى أن بقاء ابني «الحريري» في الرياض، «بدا أشبه بالشروط التي تفرض على الموقوف بعد صدور قرار بإطلاق سراحه».

وقالت إن عدم مغادرة جميع أفراد عائلة «الحريري» معه، أبلغه «الوسيط» الفرنسي إلى الرئيس اللبناني «ميشال عون» الجمعة، ما سبب انزعاجه.

وقالت إن «عون»، الذي سبق أن أعلن أن «الحريري» موقوف ومحتجز في السعودية، كان قد طالب بخروجه مع عائلته من الرياض، وعودتهم إلى لبنان، لضمان حرية قرار رئيس الحكومة بعد كل ما تعرض له في الأسبوعين الماضيين.

وغادر «الحريري»، في وقت مبكر من صباح السبت، السعودية، إلى فرنسا، برفقة زوجته «لارا العظم»، أما ولداه «لولوة» و«عبدالعزيز»، فبقيا في الرياض.

ولفتت الصحيفة، إلى أن المشهد ازداد ضبابية بعدما تبين أن خروج «الحريري» من الرياض أتى كقرار «إطلاق سراح مشروط»، وخاصة أن الوسيط الفرنسي لم يتسلم لائحة شروط سعودية على «الحريري».

فبحسب ما قال دبلوماسيون فرنسيون، رفض ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» تسليم الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أي مطالب بضمانات تقدمها باريس، مكتفيا بالقول إن «الحريري يعرف ما عليه فعله».

ورفض مرجع سياسي بارز التعليق على انتقال «الحريري» إلى باريس، باعتبار أن «المهم هو مضمون ما سيقوله»، على اعتبار أنه سيكون «عنوان الفصل الآتي من الأزمة».

وقال: «إما أن يثبت استقالته على قاعدة المضمون السياسي الذي عبر عنه في خطاب الاستقالة، أو أن يبقي الباب مفتوحا للعودة عنها كما لمح في مقابلته التليفزيونية».

وفيما رأى السياسي أن «باب العودة عن الاستقالة احتمال ضعيف، لكنه لا يزال قائما»، أكد أن «أحدا لم يطلع على مضمون الاتفاق السعودي الفرنسي»، لكن الأكيد أن «الفرنسيين لم يتعهدوا ببقاء الحريري في فرنسا، لأن هذا الأمر سيصورهم وكأنهم يشاركون في أسره».

وكان بارزا الموقف الذي أطلقه الإليزيه أمس، وشدد فيه أن «ماكرون سيستقبل الحريري كرئيس للحكومة»، وكأنه يؤكّد عدم الاعتراف بالاستقالة.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس أن «الحريري»، سيكون السبت في باريس، وسيستقبله الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» في قصر الإليزيه.

وقال قصر الإليزيه، في بيان، إن «ماكرون» سيستقبل «الحريري» عند الساعة 12:20 بالتوقيت المحلي (11:20 بتوقيت غرينتش)، قبل أن تنضم إليهما عائلة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل على مائدة غداء، دون الكشف عن تفاصيل أخرى، حسب صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية.

وكان «الحريري» نفى الجمعة، المعلومات التي تتردد عن إقامته الإجبارية بالمملكة، في حين يرى مراقبون أن عدم عودة «الحريري» إلى لبنان دليل على وقوعه تحت ضغوط من قبل السلطات السعودية.

وقال إن «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي. وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات».

وبحسب مراقبين، يبدو أن باريس مارست ضغوطا على الرياض، لمنح «الحريري» الفرصة لمغادرة العاصمة السعودية، بعد توالي التقارير عن وضعه قيد الإقامة الجبرية.

ومنذ إعلان استقالته المفاجئة من الرياض، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، طُرحت أسئلة كثيرة حول حرية «الحريري» في الحركة وما إذا كان قد أجبر على الاستقالة من قبل السلطات السعودية من عدمه.

وقال الرئيس اللبناني «ميشال عون»، الخميس، في تغريدة على «تويتر»: «أنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة».

وتحولت المطالب بعودة «الحريري» إلى بيروت لتقديم استقالته، من مطلب لبناني، إلى رغبة دولية، وسبق أن حذر وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، من استخدام لبنان كساحة لصراعات بالوكالة.

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان ماكرون سعد الحريري فرنسا ميشال عون حزب الله استقالة الحريري

فيديو يظهر «الحريري» يعرج بفرنسا يثير تساؤلات حول تعرضه للتعذيب

«الحريري» يشهد احتفالات عيد الاستقلال في لبنان