طموحات قطر الرياضية تنبعث من رمال الصحراء

الأحد 18 يناير 2015 03:01 ص

تقوم معظم البلدان التي تستضيف أحداثًا وفعاليات رياضية ببناء عدة ملاعب جديدة بالإضافة إلى تجديد عدد قليل من منشآتها الرياضية القديمة، ولكن يبدو أن هذه الطريقة لم تكن مطروحة أبدا على جدول خيارات وطموحات قطر؛ فقد بدأت هذه الدولة الخليجية الثرية العمل من الصفر على إنشاء مدينة جديدة كاملة بين رمال الصحراء.

وسوف تستضيف مدينة «لوسيل» في نهاية المطاف المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم عام 2022. ويواجه المشروع - الذي يتكلف 45 مليون دولار ويقع على بُعد 15 كم إلى الشمال من العاصمة الدوحة - حاليل أول اختبار رفيع المستوى، حيث يستضيف بطولة العالم لكرة اليد. 

ويتنافس أربعة وعشرين منتخبا على كأس مصنوع من الذهب الخالص. وتُشير التوقعات إلى أن الدور قبل النهائي سيكون بين فرنسا والدنمارك وإسبانيا بالإضافة إلى منتخب قطر الوطني مستضيفة البطولة.

ويرى «سيمون تشادويك» - أستاذ التخطيط والتسويق التجاري الرياضي بجامعة كوفنتري – أن البطولة فرصة لقطر ليس فقط لإظهار قدرتها على استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمعة في 2022م وإخراجها بصورة مشرّفة، ولكنها أيضا فرصة للرد على الصحافة السلبية التي حاولت تطويق الطموحات الرياضية القطرية - وخاصة في الغرب - الفترة الماضية. 

وأضاف «تشادويك» لوكالة «فرانس برس» قائلا: «تحتاج الصورة القائمة حاليا إلى التغيير أو إثبات عكسها. إن ما تحتاجه قطر هو تقديم دليل ملموس على أن استراتيجيتها - المتمثلة في الاستثمار في الأحداث الرياضية - تجري على قدم وساق».

وتوفر بطولة كرة اليد فرصة للناس «للتعرف على قطر وإدارتها للأحداث الرياضية البارزة أكثر من كونها بلدا في الصحراء تمتلك الكثير من المال والنفط والغاز ولا يُسمع اسمها إلى في اتهامات الفيفا» بحسب تشادويك.

باختصار؛ إنها صالة «لوسيل» متعددة الأغراض - التي على شكل هيكل يبدو للناظر كقُبّة تخرج من بين رمال الصحراء القطرية، وقد تكلف إنشائها حوالي 300 مليون دولار أمريكي - ستوفر الاختبار الحقيقي لطموحات قطر الرياضية.

ويصيب منظر الصالة فعلا بالدهشة؛ حيث إنها مُحاطة في الوقت الحاضر - كما لو كانت مطارا صغيرا - بعدد ليس قليل من مواقف السيارات الشاسعة. وخلف البناء الحديث تُوجد صحراء شاسعة. ولكن في غضون سنوات قليلة سيُزينها الاستاد الذي يتسع لأكثر من 15 ألف مُشجّع كأحد معالم التنمية الحضرية الضخمة في قطر. (الصورة: منظر تخيلي لمشروع الاستاد)

حجم المشروع - حتى في دولة تجري فيها أعمال البناء على قدم وساق طيلة 24 ساعة في اليوم - ليس له مثيل.

إنها أحد أكبر عمليات التنمية التي بدأت في قطر على الإطلاق، كما أنها أحد أكبر المدن التي يجري إنشاؤها في العالم. وعقب الانتهاء منها في عام 2019، ستكون جاهزة لتستقبل أكثر من 200 ألف شخص يتخذونها سكنا لهم.

كما ستكون هذه المدينة الخضراء الأولى من نوعها في قطر على مساحة تبلغ 38 كم مربع (15 ميل مربع)؛ حيث ستضم 22 فندقا و36 مدرسة، بالإضافة إلى منازل ذات واجهات بحرية فاخرة، وبحيرة زرقاء، وملعبين للجولف، وشبكة مترو أنفاق، وأنفاق تحمل أنابيب المياه المبردة لتبريد المباني ومراكز التسوق.

وفي القلب منها سيكون هناك ستاد لوسيل - كأيقونة متميزة - والذي سيحوي 86.250 مقعدا؛ ومن المقرر أن يستضيف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2022.

ولم تستطع «مدينة لوسيل» أن تنجو من من ممارسات العمل الخطيرة.

وأفاد تقرير صادر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بصحيفة الجارديان البريطانية إن العمال الوافدين من كوريا الشمالية الذين يعملون سبعة أيام في الأسبوع مقابل مبلغ زهيد كانوا السبب وراء هذا الظهور المذهل لـمدينة  «لوسيل» من بين رمال الصحراء.

ومن جانبه؛ قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كرة اليد - ثاني الكواري - لوكالة «فرانس برس» إنه لم يكن هناك ضحايا بين 26 ألف عامل عملوا مدة 31 مليون ساعة لإنشاء الملعب الذي سيحتضن المباراة النهائية في بطولة كرة اليد.

واستمر العمل في القاعة حتى اللحظة الأخيرة؛ حيث انتشر المئات من العمال وحراس الأمن عبر الموقع، بما في السقف الأبيض والأزرق المميز واللامع للقاعة.

وفي الوقت الذي كان يجري فيه وضع اللمسات الأخيرة، قال «تشادويك» إن كرة اليد تمدّ قطر بفرصة مهمة لبدء إظهار انتصارها على الكثير من المشككين بها، مُضيفًا: «أحداث مثل كرة اليد مُهمة لقطر لتثبت أنها قادرة على إدارة الأحداث البارزة».

المصدر | يور ميدل إيست

  كلمات مفتاحية

مدينة لوسيل مونديال قطر مونديال كرة اليد مونديال 2022

«الفيفا» تبرئ قطر من مزاعم تقديم «رشاوى» لاستضافة مونديال 2022

القرعة تدفع الإمارات للانسحاب من«مونديال اليد» في قطر لأسباب سياسية

بعد البحرين ... الإمارات تعلن انسحابها من «مونديال اليد» في قطر

«بلاتر»: قطر نالت شرف تنظيم مونديال 2022 بشفافية واستحقاق

«فيفا» يقرر تقديم موعد مونديال قطر إلى نوفمبر 2022

قطر قد لا تحتاج لأنظمة تبريد الهواء في كأس العالم 2022

شركات الإنشاءات الأجنبية تواجه تحديات في قطر رغم طفرة التشييد