كيف سيرد «حزب الله» على الضربة الاسرائيلية؟

الثلاثاء 20 يناير 2015 06:01 ص

في تطور لافت أعلن حزب الله عن سقوط ستة من مقاتليه في غارة قال أن الطيران الاسرائيلي نفذها ضد مجموعة من عناصره على الأراضي السورية. وهو حدث شغل الساحة السياسية اللبنانية، وينتظر أن تتردد أصداؤه في الأيام المقبلة، وذلك لأكثر من سبب ودافع.

ففي الوقائع، يأتي إعلان حزب الله عن سقوط مقاتليه في تلك الغارة، كأول اعتراف رسمي من قبله بانخراطه في المواجهات العسكرية القائمة في أقصى جنوب سوريا. وتحديداً في المنطقة المحاذية للحدود السورية مع اسرائيل. ذلك أن النعي الرسمي الذي وزعته الدائرة الإعلامية لدى حزب الله، أكد أن الضحايا سقطوا في محلة مزرعة الأمل، في بلدة القنيطرة السورية. وهي البلدة التي شهدت معارك ضارية بين الجيشين السوري والاسرائيلي، خلال حرب تشرين 1973. وظلت القنيطرة بعد نهاية aتلك الحرب تحت السيادة السورية، مع وجود قوات للأمم المتحدة فيها، وهي قوة "أندوف". 

علماً أن التنظيم الشيعي الأول في لبنان والمنطقة، كان قد اشتبه طيلة الفترة الماضية، بتوسيع وجوده العسكري على الأراضي السورية، من محيط دمشق وحمص، وصولاً إلى الحدود السورية الاسرائيلية. وهو ما كان ترافق مع تسجيل سلسلة حوادث في تلك الزاوية التي تشكل جزءاً من مثلث الحدود اللبنانية السورية الاسرائيلية.

من تلك الحوادث العبوة التي استهدفت جنوداً اسرائيليين بمنطقة شبعا اللبنانية المحتلة، المحاذية للجولان السوري المحتل، في 14 مارس/آذار 2014. والعبوة التي استهدفت جنوداً اسرائيليين أيضاً في عمق الجولان نفسه، بعد أربعة أيام فقط على العبوة الأولى في 18 مارس/آذار نفسه.

علماً أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، كان قد أعلن تبني حزبه للعبوة الأولى الواقعة ضمن الأراضي اللبنانية المحتلة، وذلك في مقابلة صحفية له في 7 نيسان. وصولاً إلى إعلان حزب الله عن تفجيره عبوة في دبابة اسرائيلية في منطقة شبعا، في 7 تشرين الأول الماضي، لكن في منطقة شبعا، التي تعتبرها الحكومة اللبنانية أرضاً لبنانية تحتلها اسرائيل.

وفي الوقائع أيضاً، أن حزب الله سارع في نعيه المذكور، وفي شكل لافت وغير مسبوق، إلى إعلان أسماء الذين سقطوا من مقاتليه. وهو ما كان يتأخر عادة أياماً عدة، أو يمر من دون ذكر الأسماء كاملة في أحيان أخرى. إذ اشار نعي حزب الله الرسمي إلى أن بين الضحايا عنصراً قيادياً، هو محمد أحمد عيسى.

لكن البارز أكثر، إعلامياً على الأقل، أن بينهم أيضاً جهاد عماد مغنية، المعروف باسم "جواد". وهو نجل القائد العسكري السابق لحزب الله، عماد مغنية، الذي عرف باسم "الحاج رضوان"، والذي شكل طيلة أكثر من عقدين أسطورة قتالية لدى هذا التنظيم، فضلاً عن كونه هدفاً دائماً لاسرائيل وبعض الأجهزة الأمنية الغربية. وذلك حتى اغتياله بواسطة سيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق، في 12 شباط 2008.

في ضوء تلك الوقائع، طرحت في بيروت علامات استفهام حول ما يمكن أن ينتج عن تلك الغارة الاسرائيلية، وكيف سيتعامل حزب الله معها. مع تسجيل تخوف من احتمالات رد الحزب، أو انزلاق الجبهة اللبنانية الاسرائيلية إلى توتر أو تصعيد عسكريين. غير أن مراقبة أداء حزب الله في الأعوام الماضية، تسمح باستبعاد أي تطور من هذا النوع.

أولاً لأن من المرجح أن يعمد الحزب إلى تحييد الأراضي اللبنانية عن أي رد فعل له، خصوصاً أن الغارة الاسرائيلية التي استهدفت عناصره، وقعت خارجها.

ثانياً ألا يلجأ إلى رد فعل فوري. بل أن يتريث ويعلن احتفاظه بحق الرد على "العدو الاسرائيلي" في الزمان والمكان اللذين يراهما مناسبين لتوجيه ما يعتبره انتقاماً لضحاياه.

ثالثاً، وفي ضوء التجارب السابقة بين الطرفين أيضاً، ألا يعتمد الوسائل العسكرية المباشرة للرد، من نوع تصعيد الجبهة الجنوبية أو القصف، بل اللجوء إلى أساليب أمنية، كتوجيه ضربته إلى أهداف نوعية يرى فيها أنها تمثل تناسباً مع الخسارة التي تلقاها.

رغم ذلك، يظل من الممكن القول أن عاملاً جديداً أضيف في 18 كاون الثاني 2015، إلى عوامل التعقيد والتأزيم القائمة على الساحة اللبنانية.

المصدر | جان عزيز | المونيتور

  كلمات مفتاحية

لبنان سوريا حزب الله الضربة الإسرائيلية الجولان غارة القنيطرة رد الفعل

«حزب الله» يتلقى ضربة موجعة في سوريا: مقتل نجل «عماد مغنية» وقيادات ميدانية في غارة إسرائيلية

رويترز: «حزب الله» يواجه فترة عصيبة بسبب الحرب السورية و”جواسيس إسرائيل“

«ن.تايمز»: اعتراف «حزب الله» بوجود جواسيس لإسرائيل في صفوفه «مثير للدهشة»

«مجتهد»: إسرائيل لم ترغب في استهداف «حسن نصر الله» بعد أن حدد جاسوسها موقعه

جاسوس إسرائيلي بوحدة عمليات «حزب الله» المسؤولة عن تنفيذ عمليات ضد ”إسرائيل“

الهجوم الإسرائيلي في الجولان حدث دراماتيكي قد يؤدي لتصعيد حقيقي في الشمال

مقتل الجنرال الايراني سيُعقد الوضع في الجبهة الشمالية

قائد الحرس الثوري الإيراني يتوعد بـ«رد مدمر» على عدوان القنيطرة