«التايمز»: مستقبل السعودية على المحك وملامح الصراع على السلطة بدأت تظهر

الأربعاء 21 يناير 2015 09:01 ص

نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية مقالا للكاتب «هيو تملينسون»، تناول فيه مستقبل المملكة العربية السعودية في ظل تدهور الحالة الصحية للملك «عبدالله بن عبدالعزيز» والخلاف المتوقع بين أفراد العائلة حول خلافة الملك.

وقال «تملينسون» إنه: «مع تدهور صحة الملك عبدالله في السعودية بدأت تظهر ملامح الصراع على السلطة في أكبر بلد منتج للنفط في العالم»، وأضاف أن «مستقبل المملكة على المحك، لاسيما أنها على مفترق طريق انتقال الحكم إلى جيل جديد»، مشيرًا إلى أن الملك «عبدالله» (90 عامًا) الذي أدخل إلى المستشفى منذ أسبوعين للمعالجة من الالتهاب الرئوي، يحاول تأمين أولاده بإسنادهم مراكز رئيسية في الحكم.

ونقل «تملينسون» في مقاله عن أحد المستشارين الحكوميين السعوديين، أن الجميع في حالة انتظار، مضيفًا أن الوريث لكرسي الحكم معروف، إلا أن المناصب الأخرى غير واضحة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المشاجرات الحادة تجري بين الجميع خلف الكواليس.

وأوضح كاتب المقال أن ولي العهد الأمير« سلمان» سيخلف الملك «عبدالله» مما يجعل الأمير «مقرن» الوريث المقبل للعرش، مضيفًا أنه «مع أن الأمير مقرن معروف كرئيس سابق للمخابرات إلا أنه لا ينظر إليه بأنه الوريث الحقيقي؛ لأنه من أم يمنية، وقال كاتب المقال إن: «سلمان يعاني من المرض؛ إلا أنه لا يعرف مدى حدة هذا المرض».

وقال الكاتب إنه حال وفاة الملك «عبدالله فإن عائلة «سلمان، وهم من أبناء السديريين ستكون لديهم خطط أخرى، ولعل أهمها إعادة وضع يدهم على الحكم في البلاد.

من جهتها قالت الباحثة «هيلين أوغدن» في مقال لها بعنوان «الجيل الثاني»: إن «مقرن يتحرك صعودًا في صفوف الخلافة السعودية، وإن الملك فاجأ الأسرة المالكة في هيئة البيعة باختيار «ولي ولي العهد»، مضيفة أن العاهل السعودي الذي دخل عقد التسعينيات قام بتعيين الأمير «مقرن بن عبد العزيز» في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء، في 1 فبراير/شباط 2013، وهو المنصب الذي يعتبر تقليديًا المركز الثالث في ترتيب ولاية العرش، موضحة أن الملك قام بخطوة مفاجئة ولم تكن متوقعة على نطاق واسع، عندما أقال العاهل السعودي الأمير «مقرن» من قيادة جهاز المخابرات العامة، في 19 يوليو/تموز 2012، لافتة إلى أنه كانت هناك بعض التكهنات بأن نفوذه قد يضعف، وأنه توارى عن المشهد السياسي، ليس فقط لتعزيز الإخوة غير الأشقاء، فهو أصغر الباقين على قيد الحياة من الجيل الثاني من الإخوة، ولكن ربما أن لدى الملك «عبدالله» عددًا من الأهداف.

في مقدمة هذه الأهداف -وفقًا لـ«هيلين»-:

أولًا: أن العاهل السعودي أراد أن يؤخر الكثير من الصعوبات، وقرار الانقسام المحتمل حول من سيكون الخليفة من الجيل القادم في نهاية المطاف.

ثانيًا: لقد شغل الموقع بعضو شاب نسبيًا من نفس جيله لإحداث بعض التوازن قبالة ولي العهد الأمير «سلمان».

ثالثًا: تأتي هذه الخطوة تماشيًا مع طموحات الملك وبمعنى أوسع لكي يستطيع الملك العجوز تدبير شؤونه.

وقالت الباحثة «هيلين أوغدن»: «قبل هذا كان النائب الثاني لرئيس الوزراء، يصعد في نهاية المطاف إلى الموقع بشكل تلقائي، حيث شغل المنصب كل من «عبد الله»، و«سلطان» قبل أن يأتو أولياء للعهد، وشغل «فهد» أيضًا المنصب في الفترة 1968-1975 قبل أن يصبح وريثًا (السعودية النشرة الإخبارية 18 يونيو/حزيران 1979)، ومع ذلك يمكن أن يكون المنصب أكثر من مجرد وسيلة للخلافة، في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر الإقليمي والقضايا الخطيرة في الوطن، فمن الواضح أن الملك «عبدالله» وولي العهد الأمير «سلمان» في حاجة إلى نائب مناسب وقادر من ذوي الخبرة في التعامل مع القضايا الحساسة، فلم يعد «سلمان» سياسيًا حيويًا كما كان من قبل، فهناك تقارير متواترة عن تدهور حالته الصحية منذ منتصف عام 2012، وشائعات بأنه يذهب إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي أول عطلته».

وأضافت الباحثة: «لم تكن فكرة وجود نائب ثان لرئيس الوزراء، بوصفه بحكم الأمر الواقع قائمًا بعمل نائب حاكم دون سابقة، فقد عين ولي العهد الراحل الأمير «نايف بن عبدالعزيز» أولًا في المنصب في عام 2009، باعتباره شخصًا يمكن أن يدير الحكومة يومًا بعد يوم في ظل غياب الملك (في قمة مجموعة العشرين)، وولي العهد الأمير «سلطان» المريض بشدة في ذلك الوقت، ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن «سلطان» تولى المنصب شكلًا فقط لفترة طويلة، بعد تولية الملك «فهد»، تم تسمية «عبدالله» وليًا للعهد، في حين «فهد» كان لا يزال ملكًا نشيطًا، لم يكن الرجل الثالث يؤخذ في الاعتبار».

وأضافت «هيلين»: «اختيار مقرن مرتبط بحقيقة أن هناك عددًا قليلًا من المرشحين المناسبين المتبقين بين الجيل الثاني: نواف، متعب (وزيران سابقان لشؤون البلدية والقروية)، وأحمد (وزير الداخلية السابق) زادت جذوة شهرتهم في الماضي، لكنهم تراجعوا بشدة في الآونة الأخيرة خارج دائرة الضوء، فيعتبر مقرن واحدًا من أصغر إخوة الجيل الثاني، والذي ولد مابين 1942 و1945 من «بركة» الخليلة اليمنية للملك «عبدالعزيز»، ونال مقرن درجة في مجال الطيران والعلوم العسكرية، وأصبح طيارًا في سلاح الجو السعودي في عام 1968، وتخرج «مقرن» وصار مدربًا للطيران في عام 1973، وكان ضابط قائد سرب في منتصف 1970 ونائب مدير العمليات والتخطيط في عام 1979، وليس من المستغرب في هذه السنوات أن ينظر إليه على أنه «محمي» من ولي العهد الراحل الأمير «سلطان»، الذي تولى حقيبة الطيران والدفاع، في عام 1980 عين أميرًا لمنطقة لحائل، وهو المنصب الذي شغله لمدة 19 عامًا، وتعد والدة كل أبنائه من عائلة «آل رشيد»، الذين يقطئون أرض حائل تقليديًا.

ثم عين «مقرن» أميرًا للمدينة المنورة من عام 1999 إلى أكتوبر 2005، ثم حل محل الأمير «سعود بن فهد» رئيسًا لجهاز المخابرات العامة، وتم إبعاده عن رئاسة المخابرات العامة في صيف 2012، وعين في منصب المستشار والمبعوث الخاص للملك، مما عزز الشكوك حول ما إذا كان نجمه قد خبا، كما ذكرت «جاف ستاتس نيوز» في ذلك الوقت، وبدا أن أهميته ستبقى إذا ما احتفظ به الملك، ويبدو أن «مقرن» الذي يعتبر لفترة طويلة قريبًا من الملك يفتقر إلى كل من شبكات وسائل الإعلام والدعم الذي يجلبه الإخوة الأشقاء، في حين يعتبر «مقرن» موثوقًا من جانب الواجبات الأسرية والقبلية الحساسة، وتم التعامل معه بصفته مفوضًا رئيسًا للشؤون الحكومية والدبلوماسية، وعلقت مصادر في الماضي على حساسيته تجاه الرغبة العامة الضمنية لقيادة وطنية أكثر فعالية، قليلة البذخ ظاهريًا على غرار الملك «عبدالله»، على عكس بعض الأمراء الآخرين، مثل رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل، ولا يعرف عن مقرن امتلاكه مجموعة واسعة من الأعمال والمصالح».

وذكرت الباحثة أن: «مقرن، مفضل بشكل متزايد لدى السلك الدبلوماسي الغربي، ولطالما رآه البعض كخليفة محتمل».

المصدر | الخليج الجديد + التقرير

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك عبدالله الأمير سلمان الأمير مقرن ولي العهد السعودي

«السيسي» يصل إلى الرياض للاطمئنان على صحة الملك «عبدالله»

«أردوغان» يهاتف الأمير «سلمان» للاطمئنان على صحة «الملك عبدالله»

رئيس الوزراء الباكستاني يبحث مع ولي العهد السعودي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين

فاينانشيال تايمز: الصراع على السلطة في السعودية سيبدأ عقب تولي الأمير سلمان الحكم

ولي العهد السعودي يطمئن الحكومة على صحة الملك عبدالله

العاهل السعودي يدخل المستشفى: أزمة الخلافة تلوح في الأفق

«مجتهد»: «الملك عبدالله» نُقل إلى المستشفى ليلا بعد تدهور حالته الصحية

الأمير سلمان يبحث مع أبومازن أوضاع الأرض المُحتلة

تعيين نائب لولي العهد يثير فورة معارضة نادرة بالسعودية

الأمير سلمان يدعو لتعزيز التعاون العسكري مع واشنطن

«مجلس العلاقات الخارجية»: تقييم استراتيجي لحالة الاستقرار السياسي في السعودية