فلسطين.. نقل السفارة مرفوض عربيا ودوليا ودعوات لـ«جمعة غضب»

الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 08:12 ص

شددت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، على أن موقف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بشأن نقل سفارة بلاده إلى القدس، مرفوض عربيا ودوليا.

يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه حركة «حماس» إلى انتفاضة شعبية ضد القرار الأمريكي المرتقب، الجمعة المقبلة، وحذر رئيس مكتبها السياسي، «إسماعيل هنية»، من خطوة نقل السفارة، واعتبرها تجاوزا للخطوط الحمراء.

واليوم، أبلغ «ترامب» قادة عرب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، نيته نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس، في إشارة إلى الاعتراف بها عاصمة لـ(إسرائيل)، متحديًا بذلك الرفض الدولي والغضب الفلسطيني الواسع من القرار.

قرار مرفوض

وفي بيان نقلته وكالة «معا»، قالت الرئاسة الفلسطينية، إنها تنتظر إعلان الإدارة الأمريكية قرارها رسميا بشأن نقل سفارتها إلى القدس، معتبرة موقف «ترامب» مرفوض عربيا ودوليا.

وأضافت الرئاسة أن «عباس»، سيدعو القيادة الفلسطينية للاجتماع لبحث قرار «ترامب»، محذرة من خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس.

وتابعت: «لا يمكن السيطرة على مشاعر الفلسطينيين فيما يتعلق بالقدس، ولا يمكن السكوت عن قرار الإدارة الأمريكية لأنه مساس بالقدس».

كما حذرت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية من مخاطر وتداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ودعا المتحدث باسم الحكومة، «يوسف المحمود»، في بيان، إلى التراجع عن محاولات تحقيق أي نوايا في هذا الاتجاه؛ نظرا لعدم شرعيتها ولمخاطرها على المنطقة وعلى العملية السياسية، وعلى مجمل عملية السلام.

وشدد «المحمود»، على أن السلام والاستقرار في المنطقة يتمثل بالاعتراف بوضع مدينة القدس الحقيقي كونها محتلة، وهي مدينة عربية فلسطينية عاصمة فلسطين، تمثل الوجدان والإرث الروحي والتاريخي والحضاري لشعبنا ولأمتنا، وذلك واضح فيما تحمله ملامحها ومعالمها العربية والإسلامية على مر العصور التاريخية.

وجدد التأكيد على أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون تحقيق إرادة الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

جمعة غضب

فيما دعت حركة «حماس»، الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية وشباب الانتفاضة؛ لجعل الجمعة المقبلة، «يوم غضب في وجه الاحتلال؛ رفضا لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني».

وأكدت الحركة، في بيان صحفي لها، اطلع عليه «الخليج الجديد»، ضرورة التوجه إلى كل نقاط التماس الممكنة مع الاحتلال عقب صلاة الجمعة، لإيصال صوت شعبنا بأن أي مساس بالقدس سيفجر الأوضاع ويفتحها على مصراعيها في وجه الاحتلال.

ودعت «حماس» الشباب المنتفض ومقاومة شعبنا في الضفة الباسلة للرد على القرار الأمريكي الذي يستهدف قدسنا بكل الوسائل المتاحة، مشيرة إلى أن «القدس خط أحمر، ومقاومة شعبنا لن ترضى المساس بها مهما كان».

تجاوز كل الخطوط

فيما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «إسماعيل هنية»، أن إقدام الإدارة الأمريكية على الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة واشنطن للقدس «تجاوز لكل الخطوط الحمراء».

وبين «هنية»، خلال رسالة بعثها لزعماء الدول العربية والإسلامية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وهيئات ومنظمات عربية ودولية، أن «شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافة لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمر، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته».

وأضاف أن «الإدارة الأمريكية أثبتت عبر تاريخها أنها منحازة للاحتلال بشكل سافر، من خلال الوقوف في صف أجندته العنصرية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، وعبر تبنيها مواقف حكومة الاحتلال».

وعدّ «هنية» القرار المرتقب، «تحدياً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية، واستفزازا كبيرا لمشاعر الأمة العربية والإسلامية، وسيكون بمنزلة إطلاق شرارة الغضب الذي ينفجر في وجه الاحتلال».

وشدد على أن «نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس تصعيد خطير يشكل غطاء أمام حكومة (بنيامين) نتنياهو المتطرفة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في تهويد مدينة القدس».

ودعا إلى «عدم الاعتراف بهذا القرار الخطير والعمل على رفضه وتجريمه، والعمل من أجل حشد المواقف العربية والإسلامية للضغط على الإدارة الأمريكية لوقف هذا القرار».

ومؤخراً، تداولت وسائل إعلام أمريكية تقارير بشأن اعتزام «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لـ(إسرائيل)، وإعلان نقل سفارة بلاده إلى القدس، خلال خطاب يلقيه غدا الأربعاء.

وكبقية الدول الأخرى في العالم، لم تعترف الولايات المتحدة بالضم الإسرائيلي غير الشرعي لمدينة القدس الشرقية.

ودأبت الإدارات الأمريكية السابقة على اعتبار القدس إحدى قضايا الحل النهائي للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

وفي وقت سابق، اليوم، حذرت جامعة الدول العربية، الإدارة الأمريكية، من العبث بمصير مدينة القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة لـ(إسرائيل).

فيما قال الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، إن بلاده ستدعو إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في حال قررت الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارتها إليها.

ويصر الفلسطينيون على أن أي حل نهائي مع (إسرائيل) يجب أن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

  كلمات مفتاحية

السفارة الأمريكية القدس فلسطين حماس إسماعيل هنية ترامب محمود عباس

(إسرائيل) تهاجم دفاع «أردوغان» عن القدس وتهديده بقطع العلاقات

الجامعة العربية تحذر واشنطن من العبث بمصير «القدس»