تصاعدت أزمة نقص البنسلين، في محافظات مصر، وسط انتعاش كبير في السوق السوداء، وارتفاع ثمن الحقنة الواحدة من 19 إلى 150 جنيها (نحو 8 دولارات).

وكشف مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية، عن أن الكميات الواردة من وزارة الصحة لا تمثل سوى 10% من الطلب على العقار الذى يمثل ضرورة لمرضى الصدر والقلب والأطفال.

وقال عضو مجلس النواب المصري، «إيهاب عبدالعظيم»، فى طلب إحاطة لوزير الصحة، إن سعر الأنبول ارتفع بالسوق السوداء لـ150 جنيها، بدلا من سعرها الحقيقى البالغ 19 جنيها فقط.

وحمل الدكتور «محمد عز العرب»، مستشار مركز الحق فى الدواء (حقوقي مستقل)، وزارة الصحة المسؤولية عن تفاقم الأزمة المندلعة منذ يوليو/تموز الماضي.

وقال «عز العرب»، إن «الأزمة مفتعلة، لتنشيط السوق السوداء، بدليل أن البيانات الرسمية لوزارة الصحة تؤكد توافر الكميات التي تكفي الاستهلاك المحلي، لكن على أرض الواقع يتم تسريب هذه الكمية للسوق السوداء».

وأضاف «عز العرب»، أن «المشكلة تكمن في الشركات المسؤولة عن توزيع الأدوية، فالشركات تنتج الدواء وتسلمه للشركات الموزعة، ولا يوجد علاقة مباشرة بين الشركات المنتجة والصيدليات».

وتابع: «لحل هذه الأزمة لابد من التتبع الدوائي (الباركود) سواء كان للأدوية المحلية، أو الأدوية المستوردة، ولابد من اتباع سياسة حاسمة تضمن أن المخالف سيعاقب أشد العقاب».

وقال مواطنون لصحيفة «المصري اليوم»(خاصة)، إن حقن البنسلين مختفية لأكثر من 5 أشهر متواصلة، ولم يجدوا سبيلا للحصول عليها إلا من خلال السوق السوداء بأضعاف ثمنها الحقيقي.

وعبرت «أمل» عن معاناتها فى الحصول على حقن البنسلين لنجلها الذى يبلغ من العمر 8 سنوات، المصاب بالحمى الروماتيزمية، وسرعة الترسيب، ومن ثم يضطر لأخذ حقنة مرتين شهرياً، بالقول: «كل يوم بلف على صيدليات المنطقة كلها، عشان ألاقى علبة بنسلين واحدة، ولو لقتها بشتريها بأضعاف ثمنها، وبتكون حجة الصيدلى إنها ناقصة، ووزير الصحة قال إنها هتتوفر بداية من شهر أغسطس، وعدى أكثر من 3 شهور ولسة مش موجودة، وبجد خايفة على ابنى يحصله حاجة عشان الجرعة اللى فاتت لم يأخذها».

وقال آخر: «بحثت عن حقن البنسلين فى العديد من الصيدليات، ولم أجدها، ووجدت حقنة واحدة فى صيدلية فى العجوزة(قرب العاصمة)، وأخرى فى أكتوبر(غرب القاهرة) بـ30 جنيهًا، ولكننى لم أستطع توفيرها بشكل منتظم، ومن ثم كان نجلى يحصل على حقنة كل 20 يومًا، بدلاً من 10 أيام، والطبيب حذرنى من عدم الانتظام فى أخذ الحقنة، لكن ما باليد حيلة».

وأضاف: «لفيت فى أكثر من 40 صيدلية، وكل لما أدخل واحدة يقولوا مش موجودة، مش عارف أعمل إيه بالضبط أسيب البلد وأمشى، أنا لو أطول أبيع هدومى عشان يتعالج هعمل كده، ووزير الصحة قال إنه زود سعر الدواء لكى يوفره، ولا حاجة اتوفرت، والدواء لسة ناقص»

وكان المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية «خالد مجاهد»، نفى وجود نقص في العقار، مشيرا إلى أنه خلال الشهر الماضي، تم ضخ أكثر من 300 ألف عبوة.

وجراء تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، تعاني مصر أزمات دوائية، حيث يوجد نقص واختفاء الكثير من الأدوية الضرورية والأساسية من السوق، فضلاً عن اختلاف أسعار النوع الواحد من الدواء من صيدلية إلى أخرى.