قيادي بـ«العمال الكردستاني» يهاجم تركيا على صفحات «عكاظ» السعودية

الاثنين 11 ديسمبر 2017 07:12 ص

أفردت صحيفة «عكاظ» السعودية، صفحاتها لمن يسمى وزير خارجية «حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا)، «رضا آلتون»، لمهاجمة تركيا، معلنا أن الوضع الآن مع أنقرة هو «الحرب».

وقال الصحفي الذي أجرى المقابلة، إنه كان يسعى منذ أشهر لحوار مع أحد المؤسسين الخمسة لـ«حزب العمال الكردستاني» وأحد أبرز قادة الحزب وهو «جميل بايق»، بيد أن الظروف الأمنية حالت دون إتمام اللقاء، الذي عقد في جبال جبال قنديل الشاهقة (شمالي العراق)، حيث مقرات «حزب العمال الكردستاني»، التي تصنفه تركيا إرهابيا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيها صحف سعودية أبوابها لقيادات الحزب الكردي، للهجوم على تركيا، فقد سبق لصحيفة «الرياض»، أن حاورت رئيس الحزب «صالح مسلم»، حيث هاجم فيه السلطات التركية.

حرب مع تركيا

وفي حوار «عكاظ»، المنشور، الإثنين، قال «آلتون»، إن الوضع مع تركيا الآن هو الحرب، و«لا تواصل معها»، إلا أنه استدرك بالقول: «في حال طرحت تركيا الحوار فنحن جاهزون».

وأضاف: «في حال حدوث ذلك، فسيكون المخاطب الرئيسي والعنوان هو عبدالله أوجلان (مؤسس وأول قائد لحزب العمال الكردستاني)».

ويقضي «أوجلان» عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون التركية منذ عام 1999، بعد اتهامه بالخيانة.

وتابع «آلتون»، أن 80% من الأكراد في تركيا «هم من أنصارنا أو الموالين لنا، والكثير من المكتسبات الكردية في تركيا وباكور هي بفضل مقاومتهم».

وأضاف: «أما بالنسبة لإيران وسوريا فهناك تواصل معهما، وهناك طرح لحل القضية الكردية معهما بشكل سلمي وديموقراطي، وفي حال التجاوب فنحن جاهزون، أما عدمه مثلما يحصل الآن، فنحن موجودون عبر القوة العسكرية».

ونفى وزير خارجية «العمال الكردستاني» ثقة حزبه أو مقاتليه من «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بأمريكا، وقال: «لا يوجد ذلك من الناحية الأمريكية أيضا».

وأضاف: «أمريكا تضعنا ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، لذلك تدعم تركيا ضدنا، والحرب ضد تركيا هي حرب ضد أمريكا».

وشدد على إنه «إذا لم يتم الاعتراف من قبل أي حكومة أو القبول بالمفاوضات والحل الديموقراطي، فإن أي صدام عسكري سيكون هو الطريق لحل قضيتنا».

وأضاف: «أما في حال اعتراف هذه الأطراف بالحل وبخطوات ملموسة، فإن وجودنا في الجبل لم يعد له معنى، لكن لا يوجد أي خطوة في هذا الاتجاه لأن هناك إنكارا للحقوق الكردية».

خندق إستراتيجي

وتابع «آلتون»: «نعتبر تواجدنا بالجبل هو خندق استراتيجي»، لافتا إلى أن القضية الكردية هي أعقد مشكلة بالشرق الأوسط، و«ما لم يتم حلها لن نتخلى عن الجبل».

وتابع: «نحن لسنا محصورين بالجبل، فسياساتنا تؤثر على جميع الأماكن التي نتواجد بها، لذا فوجودنا لا يقتصر فقط على الجبل، ففي الوقت الحالي لا يوجد بلد في الشرق الوسط أو العالم إلا ولنا وجود فيه، ولنا علاقات وتواصل مع الأطراف الأخرى ومنفتحون على أي تواصل».

وواصل «آلتون»، هجومه على تركيا، حين قال إنها تريد إنهاء سيطرة مسلحي «حزب الاتحاد الديمقراطي» في سوريا، «لكن روسيا تستخدمه للقضاء على المجموعات المتطرفة التي لا ترغب فيها».

وأضاف: «عن طريق تركيا تم وضع الكثير من هذه المجموعات في إدلب، بعدما تجمعت المجموعات الإسلامية في إدلب أعلنوا مناطق خفض التوتر، وهي سياسة ذكية، كيف أن روسيا وإيران عن طريق تركيا جعلوها تسحب المجموعات المعارضة للنظام السوري دون أي صدام معها إطلاقا، بالمقابل قالت روسيا إن الأكراد لن يذهبوا لغرب الفرات وبهذا الشكل اعتبرت تركيا أنه نصر ساحق لها وهو بالأصل نصر للنظام وروسيا».

وتستنكر أنقرة الدعم الأمريكي العسكري للأكراد في سوريا؛ حيث تخشى من طموحاتهم المعلنة بإنشاء دولة لهم في سوريا، في مرحلة أولى، وتشمل في مراحل تالية أجزاء من جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا والعراق وغربي إيران.

عفرين

وعن الوضع في عفرين، قال «آلتون»: «الروس والإيرانيون يعرفون أنهم إذا فتحوا الباب على مصراعيه لتركيا فهو خطر كبير عليهما».

وأضاف: «ربما، في حال اتفقت كل الدول العظمى، ولا شيء مستحيلا، ولكن على الجميع أن يعلم أن المقاومة ستبقى موجودة لآخر نفس، لن نرضى بالهزيمة بهذا الشكل سنعيش كوباني أخرى».

وفي 29 يونيو/حزيران الماضي، أعطت أنقرة إشارة البدء بعملية عسكرية تهدف إلى «تطويق» مدينة عفرين في محافظة حلب السورية و«تطهيرها من الإرهاب»، في إشارة إلى استهداف «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وردا على سؤال حول إقدام تركيا على إعدام «أوجلان»، قال: «هذا الاحتمال وارد، وفي حال حصوله سيكون منعطفا تاريخيا، وسنصل لنقطة لا رجوع فيها إطلاقا وهي الحرب».

وتابع بالقول: «ما زلنا نقول رغم كل هذا يجب أن يكون هناك حوار ومفاوضات، وفي حال وصولها لهذه المرحلة وإعدام أوجلان سيغلق هذا الباب».

العلاقة بإيران

وعن علاقتتهم بإيران، قال «آلتون»: «كحزب لسنا معنيين بإيران مباشرة، صحيح أننا نتابع التطورات بجميع أجزاء كردستان والمنطقة، لكن نضع ثقلنا أكثر على تركيا باعتبارها تحتوي القسم الأكبر منا وقتالنا مستمر ضدها».

وأضاف: «نحن مهتمون بالتطورات في إيران، خاصة على الصعيد الكردي ونطرح دائما حل القضية الكردية في إيران على أساس ديموقراطي سلمي ونصر عليه، وهناك قوى كردية موجودة تؤمن بهذا النهج وتحاول الكفاح من أجل القضية الكردية ونحن على علاقة بها».

وتابع: «إذا لم تحل القضية الكردية بشكل كلي لا يمكننا الوصول لاتفاق مع إيران التي لا تقبل الاعتراف بالوجود الكردي، وبالمقابل لا نستطيع عقد اتفاق مع أي طرف يرفض الاعتراف بالقضية الكردية».

الوضع بسوريا

وردا على اتهام بأن مقاتلي الحزب سيكونون جزءا من المشكلة في سوريا مستقبلا؟، قال «آلتون»: «أوجلان بقي طويلا في سوريا، وله تأثير على القاعدة الشعبية هناك، وعندما بدأنا مواجهة تركيا هناك، ساعدنا الآلاف من الشعب الكردي وقاتلوا معنا، وعند بداية الأحداث في سوريا عادوا لها للقتال، ونحن نقدم لهم الدعم الأيديولوجي كونهم يعتمدون بشكل كبير على فلسفة أوجلان».

وأضاف: «نحن قريبون جدا وسنستمر بدعمهم عسكريا، وهذا لا يعني أننا نقوم بإدارة الأمور في سوريا، فنحن لا نقبل بذلك، بل هم من يقومون بذلك، نحن ندعمهم وسنحترم قرارهم مهما كان حتى لو لم يعجبنا».

وتابع: «في حال التسوية، فإن عناصر (بي كا كا) الذين يقاتلون هناك، لن يكونوا عائقا في طريق الحل، وطالما هناك كوادر كردية سورية على تلك الأرض، وتعرف ماذا تريد، فلا داعي لوجودنا آنذاك، بالتأكيد سيتم انسحابهم».

وعن العلاقات بين الحزب ونظام «بشار الأسد»، قال وزير خارجية العمال الكردستاني: «نعم هناك تواصل مع منظومة النظام السوري، وسيستمر طالما هم يريدون التواصل، وبحسب ما يناسبنا، نحن جاهزون للتواصل مع كل الأطراف، وقرار الحرب والعداء يكون بحسب الطرف الآخر».

ولفت إلى أن هناك أيضا علاقة بين نظام «الأسد»، ومقاتلي «حزب الاتحاد الديمقراطي».

وتعتبر أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا)، الذي يخوض، منذ عقود، تمردا في تركيا، مصحوبا بهجمات إرهابية، وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة و«الاتحاد الأوروبي» كـ«منظمة إرهابية».

  كلمات مفتاحية

بي كا كا ب ي د أنقرة تركيا آلتون أوجلان سوريا روسيا إيران

«أوجلان» يجدد دعوته للأكراد لإنهاء تمردهم ضد تركيا

روسيا تشترط دعم تركيا لحوار سوتشي مقابل استبعاد «ب ي د»