جدد زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل «عبدالله أوجلان» اليوم السبت دعوته إلى إنهاء التمرد ضد الدولة التركية، وذلك في إطار مساعيه لإيجاد حل سلمي للمشكلة الكردية.
وفي رسالة تُليت بمناسبة رأس السنة الكردية (عيد النوروز) أمام أكثر من مائتي ألف شخص في ديار بكر جنوب شرق تركيا، أعرب« أوجلان» عن أمله بتنظيم مؤتمر للبت في أمر إلقاء المقاتلين الأكراد السلاح.
وقال«أوجلان» «أرى من الضروري تنظيم مؤتمر لنتمكن من إنهاء الكفاح المسلح المستمر منذ عقود ضد الجمهورية التركية»، كما عبر عن أمله بأن تبدأ حركته «عصرا جديدا» عبر إعداد «إستراتيجية سياسية ومجتمعية».
وتابع «أوجلان» «نسير باتجاه مستقبل تفرض المعايير الديمقراطية العالمية نفسها فيه»، داعيا إلى إقرار «دستور ديمقراطي جديد يأخذ في الاعتبار حرية المواطنين والمساواة بينهم».
وكان عشرات الآلاف من الأكراد قد احتشدوا في مدينة ديار بكر لسماع رسالة زعيمهم، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في سجن إيمرالي ببحر مرمرة، ووضعت شاشات كبيرة على جانبي مسرح وعليها صورة لـ«أوجلان» ولوَّح الحشد بأعلام حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.
وأشعل حزب العمال الكردستاني تمردا في 1984 من أجل الحصول على حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا، وقد أسفر النزاع عن مقتل 40 ألف شخص.
وكان «أوجلان» قدم دفعا كبيرا للمفاوضات التي كانت تراوح مكانها، بطلبه في 28 فبراير/شباط من مؤيديه الدعوة إلى مؤتمر للبت في وقف القتال، وقال في رسالة مكتوبة حينذاك «نقترب من تسوية هذا النزاع الذي يبلغ عامه الثلاثين عبر إقرار سلام نهائي»
وظل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي شارك في تأسيسه الرئيس الحالي «رجب طيب أردوغان» يعمل طيلة السنوات الماضية على إيجاد حل للمشكلة الكردية.
ويقضي «أوجلان» عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون التركية منذ عام 1999، بعد اتهامه بالخيانة.
وأعلن أيضا عن وقف إطلاق النار في عام 2013، والذي دخل حيز التنفيذ على الرغم من حالة عدم الثقة التي تسيطر على الموقف بين الطرفين، لكن العقبات لا تزال موجودة، وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قد أغضب بعض الأكراد أخيرا بقوله «إن البلاد لم تشهد مشكلة كردية على الإطلاق».