هل صنعت الأموال أسطورة «جوارديولا» مع مانشستر سيتي؟

الاثنين 18 ديسمبر 2017 10:12 ص

يقدم مانشستر سيتي الإنجليزي بقيادة مدربه الإسباني «بيب جوارديولا» هذا الموسم 2017-2018، أداء خياليا على المستويين المحلي والقاري، فهو يغرد منفرداً على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليغ» بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه، كما تأهل إلى دور الـ16 من دوري الأبطال متصدرا لمجموعته.

وخلال الموسم الجاري، خاض مانشستر سيتي 26 مباراة في مختلف البطولات حقق الفوز في 24 وتعادل في واحدة وخسر مثلها، على عكس الموسم الماضي 2016-2017 خاض خلاله 56 مباراة فاز في 33 وتعادل في 13 وخسر 10 مباريات وفشل في تحقيق أي بطولة، وقدم أداء متوسط ونتائج متذبذبة.

وخلال سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة تعاقد مانشستر سيتي بناءً على طلب من «جوارديولا» مع 8 لاعبين مميزين في صفقات بلغ مجموعها 249.30 مليون يورو كأكثر أندية العالم إنفاقا خلال الميركاتو، ما جعل البعض يرجع الطفرة والتطور الملحوظ في أداء ونتائج الفريق هذا الموسم إلى إنفاق الأموال الطائلة والتعاقد مع أفضل اللاعبين بكل مركز في العالم.

لكن يبقى السؤال، هل هذه الفرضية صحيحة بأن «جوارديولا» صنع مجده الحالي مع مانشستر سيتي بالأموال؟، هذا ما نجيب عليه في السطور التالي:

منذ أن انتقلت ملكية مانشسر سيتي إلى الإماراتي «الشيخ منصور بن زايد» عام 2008، أنفق النادي ما يزيد عن مليار يورو، لأن الفريق كان حينها معدوم الهوية وكان من الفرق غير المصنفة على الإطلاق، ما اضطره للإنفاق ببذخ من أجل ضمان الاستمرارية، فلم يمتلك النادي أي أدوات جذب سوى إنفاق الأموال مع مشروع تطوير أكاديميات ناشئين وجلب مدربين كبار تقنع النجوم على اللعب والدفاع عن ألوان قميصه.

حرصت إدارة مان سيتي على بناء مشروعها الحقيقي بالاعتماد على عمل مؤسسي ضخم من إدارة منظمة بقيادة فتعاقدوا مع «تكسيكي بيجريستين» الذي عمل لسنوات طويلة مع برشلونة الإسباني.

وحقق مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2016، وعلى الرغم من ذلك كانت شخصيته الكروية الأوروبية مهزوزة، رغم الأموال التي أنفقت.

منذ عقود طويلة، بات الإنفاق في عالم كرة القدم أمراً عادياً لكن تختلف قيمته بسبب اختلاف الزمن، فنجد نادي آ سي ميلان الإيطالي كان فريقاً هابطاً في فترة الثمانينيات وقام «بيرلسكوني» بشرائه وتدشين الصفقات الكبرى ليصبح سيد العالم، وكذلك برشلونة الإسباني عندما تعاقد مع «ستويشكوف» و«روماريو» في بداية التسعينيات، ومن بعدهما دخل «فلورنتينو بيريز» بثقله مع ريال مدريد الإسباني وغير شكل الميركاتو وأبرم الصفقات الكبرى، ثم جاءت الأندية الإنجليزية، الجميع ينفق لكن يختلف الأمر بحسب الثقة في المدرب وبحسب وصول الفريق للمنافسات الأوروبية، فنجد مانشستر يونايتد مثلا بعد اعتزال مدربه الأسطوري «فيرجسون» تعاقد مع العديد من النجوم بأسعار فلكية.

وبمقارنة لاعبي مانشستر سيتي الحاليين نجد أنهم ليسوا من ضمن أهم النجوم في العالم، بالطبع لاعبين عظام ولكن ليسوا الأفضل فمثلا لو خيرنا المدربين بالتعاقد مع «ميسي» و«نيمار» أم «ساني» و«سترلينج» سيكون الاختيار بالطبع للثنائي الأول، وكذلك لخط الدفاع ليس الأفضل في العالم من ناحية الأفراد أو من ناحية المجموعة بل مثلا فريق مثل الميلان المنهار هذا الموسم يمتلك مدافعين أفضل.

تعاقد مانشستر سيتي مع مدربين كبار أمثال «روبيرتو مانشيني» و«بيلجريني» وغيرهما، لكن لم يحقق أي منهما الأداء الأسطوري الذي يقدمه «جوارديولا».

  كلمات مفتاحية

مانشستر سيتي بيب جوارديولا ميسي نيمار ساني سترلينج

«أغويرو الجديد».. ضمن أسباب تفجير «غوارديولا» لثورة «مانشستر سيتي»

«مانشستر سيتي» يضم حارس «بنفيكا» مقابل 40 مليون يورو

«غوارديولا» و«مانشستر سيتي» يواصلان تربعهما على عرش «بريمرليج»