أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) بالدوحة، السبت، مهرجان (محاصيل) في نسخته الثانية، بمشاركة 22 مزرعة قطرية و6 شركات وطنية في قطاع الإنتاج الغذائي.

وقال المدير العام لـ(كتارا)، «خالد بن إبراهيم السليطي»، إن (محاصيل) أصبح من أهم المهرجانات التي تجمع الأبعاد الاقتصادية والتثقيفية والتوعوية والترفيهية.

ولفت إلى أن المهرجان بات يشكل منصة تسويقية مهمة ينتظرها أصحاب المزارع والشركات والمستهلكين على حد سواء، وذلك لتوفيره منتجات غذائية من محاصيل المزارع الوطنية الطازجة من خضراوات وفواكه، تتميز بجودة إنتاجها العالية وخلوها من المبيدات، بالإضافة إلى منتجات الدواجن واللحوم والحليب ومشتقاته، والبيض والعسل، مؤكدا أن كتارا حققت نجاحاً في مبادرتها الهادفة إلى دعم المنتجات الوطنية، ما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

من جهته، قال الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية في وزارة البلدية والبيئة، الشيخ «فالح بن ناصر آل ثاني»، إن مهرجان محاصيل يتميّز هذا العام بمشاركة عدد كبير من المزارع القطرية التي تعرض أصنافاً متنوّعة من أجود المنتجات التي تتميّز بأسعارها المناسبة.

وأشار إلى أن جميع المعروضات بالسوق تحظى بإشراف ومتابعة يومية من قبل الوزارة، سواء على صعيد التحقّق من جودتها العالية أو مطابقتها معايير الإتقان، ومراقبة خلوها من بقايا الأسمدة الكيميائية، مؤكداً أن وزارة البلدية نجحت، بالتعاون مع كتارا عبر هذا البرنامج، في خدمة المجتمع ونشر الثقافة الغذائية الصحية.

من جهة أخرى، أشار رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان محاصيل، «سلمان النعيمي»، إلى أن النسخة الثانية من المهرجان تحفل بمجموعة من الفعاليات والأنشطة المصاحبة مثل المحاضرات التعريفية بالزراعة وتربية النحل والتغذية الصحية التي تشمل كيفية تخزين الخضراوات والفواكه وزراعة الحدائق المنزلية.

ويفتح المهرجان أبوابه للجمهور والمتسوّقين من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساء يومياً لمدة أسبوع، على أن يتواصل أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع إلى نهاية شهر مارس/ آذار 2018.

الاكتفاء الذاتي

وتسعى قطر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من السلع الضرورية، وضخّت الحكومة والقطاع الخاص استثمارات كبيرة في المجال الزراعي، وجرى إنشاء مشروعات ثروة حيوانية وألبان.

وبحسب تقارير رسمية، فقد اتجهت قطر إلى تفعيل عمل المزارع التي يبلغ عددها نحو 1400 مزرعة حالياً، كذلك تستهدف الحكومة الوصول بها إلى نحو ثلاثة آلاف مزرعة خلال السنوات المقبلة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من السلع الزراعية من خضراوات وفواكه بحلول عام 2030، وفقاً لخطط الدولة الاقتصادية.

وكان وزير المالية القطري «علي شريف العمادي»، قد أكد في وقت سابق أن ميزانية بلاده لعام 2018 ستركز على تطوير الصناعات المحلية والقطاع الخاص، مع محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مواجهة الحصار الذي تتعرض له الدوحة منذ يونيو/ حزيران الماضي.

وفي نمو واضح وقدرة على مواجهات التحديات التي خلّفها الحصار، أظهرت بيانات رسمية ارتفاعاً طفيفاً في الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملة الصعبة لدى مصرف قطر المركزي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي دفع مراقبين لاعتبار أن الاقتصاد القطري تجاوز أهداف ما تسعى إليه دول الحصار.

ودخلت الحكومة القطرية منذ بدء الحصار، في حركة متسارعة للانتقال من اقتصاد استهلاكي، يعتمد بنسب قياسية على الاستيراد لسد احتياجات السوق المحلية، نحو اقتصاد منتج، يمضي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وهو الهدف الذي بات أولوية وطنية في برنامج الحكومة القطرية.

وحفز الحصار المفروض على قطر برا وجوا وبحرا الحكومة والقطاع الخاص على إيجاد بدائل تعزز قوة الاقتصاد القطري، وتجعله في منأى عن تهديدات مماثلة مستقبلا، جراء اعتماده على الاستيراد شبه الكلي لتلبية احتياجات السوق الوطنية.