قام مسلحون من ميليشيات الحوثيين بإطلاق الرصاص لتفريق تجمعا لمتظاهرين في دوار الكرامة بالعاصمة صنعاء، وذلك في اليوم الثاني علي التوالي التي تتواصل فيه التظاهرات الاحتجاجية الرافضة لبسط الحوثيين سيطرتهم على مقاليد الدولة.
في غضون ذلك، اقتحم العشرات من الحوثيين مظاهرات للطلاب في جامعة صنعاء حاملين لافتات وشعارات المليشيات، وقد قاموا باستخدام السلاح الأبيض والعصي ضد المتظاهرين.
وكان جنود يمنيون ومسلحون حوثيون قد قطعوا منذ ساعات فجر اليوم الإثنين، الطرق المؤدية لساحة التغيير وجامعة صنعاء، حيث دعت حركات شبابية مختلفة من بينها حركة «رفض»، لتنظيم مظاهرة للتنديد بما أسمته «انقلاب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي»، وذلك إثر اعتقال العشرات من طلاب الجامعة والناشطين داخل جامعة صنعاء والإفراج عنهم في وقت متأخر من ليلة أمس الأحد.
وأسفرت الاعتداءات على الطلبة المتظاهرين في جامعة صنعاء وبدوار الكرامة الواقع بالقرب من الجامعة، أسفرت عن جرح عدد من المشاركين المحتجين، واعتقال عدد آخر.
وقال الصحفي «شادي ياسين» من صنعاء في إتصال مع قناة الجزيرة، إن ميليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، قد قدموا إلى منطقة تجمع الشباب قبل وصول المتظاهرين مدعومين بمليشيات مسلحة ترتدي الزي المدني، حيث لاحقوا المتظاهرين في الأزقة والأحياء.
وأشار «ياسين» إلى أن المتظاهرين لجؤوا إلى المنازل هربا من الملاحقة، وأن عددا منهم من بينهم فتيات ما زالوا محتجزين في تلك المنازل.
وكان مراسل الجزيرة نت في العاصمة أفاد أمس أن مسلحي جماعة الحوثيين كثفوا انتشارهم في ساحة التغيير بصنعاء، تحسبا لأي تحركات شعبية ردا على قمع مظاهرات جامعة صنعاء.
كما أفادت مصادر لشبكة «الجزيرة» إن المسلحين الحوثيين فرقوا بالقوة أمس أيضًا، تظاهرة في صنعاء احتجاجا على سيطرة المليشيات على مفاصل الدولة، مما أدى إلى وقوع إصابات.
وأكدت الشبكة أن مسلحي المليشيات أطلقوا النار لتفريق مظاهرة طلابية أمام جامعة صنعاء، ونفذوا حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من الطلبة والنشطاء، ولاحقوا متظاهرين في عدد من الشوارع القريبة من ساحة التغيير بصنعاء. مضيفًة أن المسلحين ضربوا الطلبة والطالبات بأعقاب البنادق، كما جرت محاولات دهس بالسيارات أسفرت عن إصابات خفيفة لبعض المتظاهرين، وما زالت الاحتجاجات مستمرة وسط حالة غضب كبيرة لدى الشباب، وفق قولها.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأناضول عن ناشط يمني قوله إن الحوثيين أفرجوا عن 18 من بين 24 ناشطًا اعتقلتهم مليشيات الحوثيين الأحد أثناء تفريق مظاهرة رافضة لهم في صنعاء، مشيرًا إلى أن الحوثيين وعدوا بإطلاق المخطوفين الستة المتبقين.
كما أعلنت نقابة الصحفيين في اليمن أمس الأحد، أن الميليشيات الشيعية اعتقلت اثنين من الصحافيين خلال تفريق بداية تظاهرة معارضة للحوثيين في صنعاء.
وقال «محمد السياغي»، المصور الصحفي العامل مع وكالة رويترز، إنه اعتقل مع الصحافيين ثم أطلق سراحه بعد ساعة من الاستجواب. فيما أكد الأمين العام لنقابة الصحافيين اليمينين «مروان دمج» أن المعتقلين هما صحافيان يعملان في وسائل إعلام محلية. وهما «صامد السامعي»، محرر الشؤون السياسية في صحيفة «الأولى»، و«يحيى القباطي»، الصحافي في موقع «الاشتراكي.نت» الإخباري.
وأكد «دمج» أن عناصر الميليشيات «اعتدوا بالضرب» على الصحافية المستقلة «هدى الذبحاني».
كما أكد «السياغي» لوكالة فرانس برس أن «الحوثيين تصرفوا اليوم (الأحد) بجنون ضد المتظاهرين وضد الصحفيين وأطلقوا الرصاص الحي بشكل عشوائي وتم الاعتداء علينا وعلى المتظاهرين بالضرب بأعقاب البنادق». وأضاف «تم توقيفي ساعة وسألوني مع أي جهة أعمل».
ولا يوجد في اليمن منذ الخميس رئيس ولا حكومة بعد استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة تحت ضغط ميليشيات الحوثيين الذين استولوا على القصر الرئاسي وحاصروا العديد من المباني الحكومية. فيما تظاهر آلاف اليمنيين في شوارع صنعاء السبت الماضي في أكبر تجمع ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر/أيلول 2014.
