10 أفلام تساعدك على تجاوز الآلام في عام 2018

الجمعة 29 ديسمبر 2017 08:12 ص

من حقائق الحياة المرة والقاسية أنّها لا تتوقف على فقد شيء أو حتى أحد، فمهما فقدنا من أشخاص أعزاء، وأحلام وأهداف كبيرة في مشوار حياتنا، أو حتى فقدنا أنفسنا في لحظات ضعف ويأس، فهي لا تتوقف، ولا تتمهل، وتستمر في سيرها، ولكنها لا تبخل علينا بأن تمنحنا فرص ثانية خفية لنستعيد التوازن ونبدأ من جديد. لذا، علينا مواكبتها وكلما مررنا بتجارب فقدان أو ضعف وضياع علينا أن نبحث عن إرشادات تكون عونًا على ملامسة طرق جديدة لنقف على أقدامنا، ونستمر على طريق الحياة الذي لا ينقطع إلّا بأنفاسنا الأخيرة.

لقد قدمت السينما أعمالا كثيرة لأبطال استطاعوا تجاوز محنهم الخاصة ومشاكلهم، وأزالوا العثرات عن طريقهم، وكانوا كالعنقاء التي تبعث من رمادها، وأثبتوا أنّ البدايات الجديدة ممكنة، وأن تتجاوز فقدان عزيز وتحمل ذكراه بداخلك لتكون مصدر قوتك وليس ضعفك، وأن تحقق حلمك مهما ظننت أنّك كبير على تحقيقه، وأن تتخطى واقع مؤلم مرير وتثبت تواجدك بمواهبك، وأن تغير من شخصيتك وتكتسب صفات جديدة تجعل حياتك أفضل، كل هذا ليس بمستحيل … وها هي أفلام قدمت بدايات جديدة أكثر إشراقًا لأبطالها، لتحفزنا كمشاهدين.

«Patch Adams  أو باتش أدامز»

الفيلم الأمريكي إنتاج 1998 يتناول نوبة اكتئاب شديدة يقوم إثرها «هنتر آدامز» بمحاولة انتحار فاشلة، يقرر بعدها الدخول لمصحة نفسية لتلقي العلاج والدعم الذي يحتاج إليهما، ولكنه يصدم في المعاملة الجافة وغير المراعية من القائمين على المصحة من أطباء وعاملين، وفي المقابل وجد غايته بين المرضى حين احتك بهم بعيدا عن جلسات العلاج، ليكتشف هدفه في الحياة الذي من الممكن أن يدفعه لترك المصحة، ويبدأ حياته من جديد كطبيب يساعد الناس في أن يعيشوا بشكل أفضل، وأكثر بهجة من خلال استخدام الضحك بجانب العلاج الدوائي، فهو لا يسعى لإنقاذ المريض من الموت لأنه يرى أنه لا يوجد من يستطيع الفوز عليه، ولكنه يرغب في أن يخفف آلام المرضى وتحسين صحتهم بالضحك، ولقد واجه في البداية مقاومة شديدة من المجتمع الطبي وزملاء الدراسة، ولكنه استطاع أن يجذب إليه ولأسلوبه الكثير من الداعمين الذين ساعدوا في تحقيق فلسفته العلاجية وجعلها واقع ملموس.

الفيلم سيرة ذاتية عن الطبيب والناشط الاجتماعي الأمريكي «هنتر باتش آدامز»، إخراج «توم شادياك»، وبطولة «روبن ويليامز»، «مونيكا بوتر»، «فيليب سيمور هوفمان»، «بوب جنتون»، و«دانيال لندن».

«The Pursuit of Happyness أو العلاج بالسعادة»

«كريس غاردنر» زوج وأب لطفل صغير، يستثمر كل مدخراته في أجهزة ماسحات ضوئية للعظام يقوم ببيعها بنفسه، حيث يشرح طريقة عملها للأطباء في المستشفيات والعيادات الخاصة، وعلى عكس ما توقعه في بداية استثماره لاقى مشروعه كسادا تركه في حالة فقر وضيق شديد، مما ساهم في وجود فجوة بينه وزوجته أدت إلى أنّها قررت الانفصال عنه، وفي أحد الأيام يصادف مدير إحدى الشركات الأوراق المالية الكبرى والذي يعجب به لحله مكعب روبيك، ولم يترك «كريس» تلك الفرصة تضيع من بين يديه وسعى ليكسب مكان له في هذه الشركة، وعلى الرغم من تأزم وضعه المالي أكثر فأكثر حتى تم طرده من سكنه، إلا أنه ينجح في اقتناص فترة تدريب نادرة في الشركة لتؤهله ليكون سمسارا بعد اختبار في نهاية فترة التدريب، ويمر بفترة معاناة كبيرة خلال شهرين بلا راتب أو مأوى، وعليه رعاية طفله الصغير بمفرده، ولكنه تحدى كل هذا بإيمان منه أن يستطيع النجاح وخلق حياة جديدة يحصد فيها ثمار مثابرته في ما مضى.

الفيلم سيرة ذاتية مقتبس عن حياة رجل الأعمال ومحاضر التنمية البشرية «كريس غاردنر»، صدر في عام 2006، إخراج «غابرييل موتشينو»، وبطولة «ويل سميث»، »جيدن سميث»، «ثاندي نيوتن»، و«براين هاو».

«Yes Man أو نعم يا رجل»

 «كارل ألين» رجل مطلق، يحمل توقعات سلبية دائمة تجاه الحياة وقدراته وعمله، يرفض كل شيء وأي تجربة أيًا كانت، وأي دعوة لفعل أي شيء، مما بدأ يبعد عنه حتى أقرب أصدقائه، وبعد نصيحة أحد الأصدقاء يحضر «كارل» إحدى محاضرات التنمية البشرية والتي ترفع شعار«نعم» لكل شيء، ولأي تجربة على عكس شعاره في الحياة، في البداية يسخر من الفكرة ويدخل في مشادة كلامية مع المحاضر حتى يصل الأمر إلى أن يتعهد أن يجيب بنعم لكل شيء من الآن، ويخرج من المحاضرة ويبدأ حياته الجديدة مبدلًا «لا» بـ«نعم»، ليخوض تجارب جديدة ومختلفة تشعره بالامتنان لاستجابته الإيجابية تجاه الحياة وعروضها، ومع تطور التجارب التي يخوضها يتعلم ما هو أهم لأجل حياة أفضل عليه أن يعرف متى يقول نعم ومتى يقول لا، وأن لا ينتصر لجهة واحدة طوال الوقت.

الفيلم صدر في عام 2008، إخراج «بيون ريد»، وبطولة «جيم كاري»، و «زوي ديشانيل».

 « Wild أو بري»

 «شيريل سترايد» تفقد والدتها بعد صراع مع مرض السرطان وهي لا زالت في منتصف الأربعينيات من عمرها، ونتيجة لتعلقها الشديد بها، تدخل في اكتئاب حاد وتقبل على إدمان الهيروين، وعلاقات جنسية عشوائية مما يتسبب في تدمير زواجها، وعندما تكتشف أنّها حامل تقرر الإجهاض، ثم تبدأ في ضرورة الخروج من الحالة التي وصلت إليها واستعادة تألّقها من جديد، فتبدأ في السير على الأقدام عبر الصحراء في رحلة تتجاوز الثلاثة أشهر لمحاول اكتشاف ذاتها واستعادة حياتها من جديد، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها لقاء خبرتها، ولبقائِها وحدها فترات طويلة وتفكيرها في التراجع مرات عديدة، إلّا أنّها استمدت من ذكرياتها مع والدتها قوةً ساندتها في كثير من لحظات ضعفها.

الفيلم إنتاج 2014، إخراج «جان مارك فالي»، وبطولة «ريس ويذرسبون»، و«لورا ديرن».

ترشحت «ريس» لجائزة أوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.

«Burnt أو خرق»

 «آدم جونز» الطاهي المتألّق في مطاعم باريس، والذي يسعى للكمال إلى الحد الذي دمر فيه نفسه وجهده بإدمانه على المخدرات والكحوليات، ليختفي لمدة ثلاث سنوات يتخلص فيهم من إدمانه ويعيد تأهيل نفسه، ليبدأ من جديد استعادة ما فقده، وبالاستعانة بصديق قديم بعد محاولات عديدة بدأ في تكوين طاقم مطبخه لبدايته المرتقبة، لم تحقق بدايته رد الفعل الذي كان ينتظره، وواجه صعوبات كثيرة ولكن هذه المرة تعلم أنّه ليس وحيدًا في المطبخ، وأن سعيه للمثالية التي يريدها لن تأتي بعمله منفردا، لم يتعلم ذلك بالطريق السهلة ولكنه استطاع الصمود هذه المرة ولم يضيع فرصته الثانية في الحياة.

الفيلم أُنتج عام 2015، إخراج «جون ويلز»، وبطولة «برادلي كوبر»، «سيينا ميلر»، «دانيال برول»، و«عمر سي».

«Stronger أو أقوى»

«جيف بومان» شاب في منتصف العشرينات، تنفصل عنه صديقته «إيرين» رغم ما تحمله له من مشاعر لعدم التزامه وتحمله للمسؤولية، وفي محاولة لاستعادتها يقرر «جيف» أنّه سيذهب للماراثون المشاركة بها وينتظرها في خط النهاية بلوحة مشجعة صنعها بنفسه، ولكن قبل وصول المشاركين في الماراثون إلى خط النهاية يحدث تفجيران بقنابل يدوية الصنع بين صفوف المشجعين، وكان «جيف» قريب من موقع التفجير مما تسبب في بتر ساقيه لما فوق الركبة، وحين يستعيد وعيه يبلغ أن رأى من تسبب في التفجير، مما يضعه في دائرة الضوء، ويستقبل إعلاميا مقابلة الأبطال، وكان عليه أن يتعامل مع كل هذه التغييرات الكبيرة في حياته التي انقلبت رأسا على عقب، لم يكن الأمر هينا، خاصة مع شخصيته التي لم تتعلم تحمل المسؤولية كما ينبغي، والضغط المحيط به الذي لم يمنحه ترتيب أوراقه بشكل صحيح، ولكن دعم المحيطين به من أسرته وأصدقائِه، ودعم غرباء استمروا في تعزيز إيجابية أن يكون صامدًا ورمزًا للقوة، يستطيع «جيف» تجاوز أزمته ويبدأ صفحة جديدة في حياته أكثر إشراقًا.

الفيلم سيرة ذاتية مقتبسة عن مذكرات «جيف بومان»، الذي تعرض لبتر ساقيه في تفجيرات ماراثون بوسطن في عام 2013، أنتج الفيلم في عام 2017، إخراج «ديفيد جوردون جرين»، وبطولة «جيك جيلنهال»، «تاتيانا ماسلاني»، و«ميراندا ريتشاردسون».

«UP أو فوق»

«كارل» أرمل في الثمانين من عمره، فقد زوجته ورفيقة عمره منذ الطفولة «إيلي»، وعكف في منزله الذي يحمل ذكرياتهما معًا لا يريد تركه، حتى وقف بعناد في مواجهة تحويل المنازل المجاورة له لناطحات سحاب رافضًا التخلي عنه، ولكن بعد خطأ ارتكبه أصاب به أحد العاملين في البناء، يصدر قرار من المحكمة بضرورة بقائه في دار رعاية لكبار السن، وهنا يقرر «كارل» أنّه لن يخضع لهذا القرار ويمضي ما تبقى له من عمر في دار رعاية ويعامل كمسن، وعليه الآن البدء في تحقيق حلمه وحلم زوجته الراحلة في زيارة شلالات أمريكا الجنوبية، ولكي لا يتخلى عن منزله قام بتحويله لمنطاد ضخم باستخدام ملايين البلونات المعبئة بغاز الهيليوم، ولكنه لم يقوم بهذه الرحلة بمفرده كما ظن، لقد صحبه دون علمه في البداية «راسل» طفل الكشافة الذي يسعى لوسام جديد في مساعدة كبار السن ليضاف إلى أوسمته، ليخوضا معًا تجربة جديدة ومثيرة، ينتظرهم فيها مغامرة لم يخططا لها.

الفيلم رسوم متحركة، صدر في عام 2009، إخراج «بيت دوكتر»، و«بوب بيترسون»، والأداء الصوتي بطولة «إدوارد آستر»،  

«The Blind Side أو البعد الآخر»

«مايك أور» فتى أسود في السابعة عشر من عمره، يلتحق بإحدى المدارس الكنسية، بمساعدة مدرب كرة القدم الأمريكية بالمدرسة الذي رأى أنّه يمكن استغلال ضخامته الجسدية.

ولكن «مايك» يعاني من تأخر دراسي، وعدم قدرة على الاندماج في مدرسته ودراسته، نتيجة عدم استقراره أسريًا، فقد فقد والده، ووالدته مدمنة مخدرات مما يجعله ينتقل من أسرة لأخرى ودائمًا ما يهرب ليعود لوالدته، حتى التقى بـ«لي آن توهي» والدة زميليه في المدرسة، والتي تشفق عليه في البداية وتقرر اصطحابه لمنزلها ومنحه الأريكة لينام ليلته، وفي الصباح يصعب عليها التخلي عنه لتجد نفسها متعلقةً به وراغبةً في مساعدته وضمه لعائلتها، ولقد وجد «مايك» في هذا البيت الدفء العائلي والمحبة الخالصة من كل أفراده، حتى استطاع تجاوز تعثره الدراسي والتحق بفريق كرة القدم الأمريكية لتكون مباراته الأولى نقطة تحول في حياته، ليترك الفقر ومستقبل مظلم كان ينتظره، ليصبح طالبًا جامعيًا، ورياضي شهير.

الفيلم مأخوذ عن كتاب «The Blind Side: Evolution of a Game» للكاتب «مايكل لويس»، المستوحى من حياة لاعب كرة القدم الأمريكية «مايكل أور»، صدر في عام 2009، إخراج «جون لي هانكوك»، وبطولة «ساندرا بولوك»، «كوينتون آرون»، و«تيم ماكغرو».

نالت «بولوك» جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.

«Silver Linings Playbook أو المعالجة بالسعادة»

«بات» مصاب باضطراب ثنائي القطب، بعد بقائه في مصحة نفسية لمدة ثمانية أشهر يخرج على مسؤولية والدته، وبقى في منزل والديه، على أن يظل يتابع عند طبيب نفسي؛ بسبب استخدامه العنف الذي كاد يصل للقتل، وفور خروجه يحاول الاتصال بزوجته التي أخذت حكم تقييد ضده حتى لا يقترب منها خوفًا منه.

لم يستطع «بات» تجاوز مشاعره تجاه زوجته، وظل لديه أمل أنّها حين ترى التغير الذي حدث له ستعود له ثانية، ولكنه لم يستطيع التواصل معها على الإطلاق، حتى قابل الأرملة الشابة «تيفاني» والتي تعاني من اكتئاب واضطراب نفسي منذ وفاة زوجها، وتعرض عليه أن توصل رسالة منه لزوجته على أن يساعدها في مسابقة الرقص الذي تمارسه كعلاج ويكون شريكها، يوافق على مضض في البداية، ولكنه يرى أنّها قد تكون الوسيلة التي يؤكد بها لزوجته أنّه تغير وأصبح شخص أفضل، ويبدآن «بات» و «تيفاني» بممارسة تمرينات الرقص وتنشأ بينهما صداقة ومشاعر تساعدهما على تجاوز الماضي، وبدأ صفحة جديدة في حياتهما.

الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، صدر في عام 2012، إخراج «ديفيد أو راسل»، وبطولة «جينيفر لورنس»، «برادلي كوبر»، «روبرت دي نيرو»، و«جاكي ويفر».

«The Secret Life of Walter Mitty أو حياة والتر ميتي السرية»

 «والتر ميتي» حياته رتيبة لا يوجد بها أي جديد، يعيش ما يريد تحقيقه داخل أحلام اليقظة، التي يستطيع فيها أن يكون بطلًا خارقًا، أو يعيش قصة لحظات رومانسية مع من يحب، مما يجعله معزول عن محيطه، يعمل في إحدى المجلات التي تسعى لتحويل مسارها من مجلة ورقية لمجلة إلكترونية، وأثناء تحضير العدد الورقي الأخير يفقد «والتر» Negative الصورة المقرر وضعها على الغلاف، وهي سابقة لم تحدث في تاريخه المهني من قبل، فيقرر أن يتتبع مسار المصور الذي يصعب التواصل معه لمعرفة ماهية الصورة التي لم يستطيع العثور عليها، وخلال رحلته يخرج من قوقعته الخاصة ليعيش تجربة حقيقية على أرض الواقع، تساعده على الخروج من أحلام اليقظة ليرتبط أكثر بالواقع، ليستمتع بلمس جزء من أحلامه يتحقق فعليًا.

الفيلم صدر في عام 2013، إخراج وبطولة «بن ستيلر»، ويشاركه البطولة «كريستين ويج»، «شيرلي ماكلين»، «كاثرين هان»، و«شون بن».

  كلمات مفتاحية

2018 آلام فقد أعزاء أشياء بداية جديدة مسيرة حياة أمل

فيلم «منبوذ».. ساعي البريد لا يطرق أبوابنا بالرسالة مرتين!

فيلم «ملاذ آمن»: هل تجنبنا أرواح الصالحين أخطاء البدايات؟!