جاء تناول أغلب الصحف الغربية للتفجيرات التي وقعت في سيناء وأوقعت ما بين 30 – 125 قتيل بين الجيش والشرطة، بحسب تقديرات متضاربة في ظل عدم وجود بيان رسمي، لتسلط الضوء على فشل الحملات التي تقوم بها قوات الجيش في مصر، واعتبرت أنها مؤشر علي تنظيم وقوة «ولاية سيناء»، وبخاصة أن هذا الهجوم  يعد الأول من نوعه من إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» بيتعه للبغدادي وتحويل اسمه إلى «ولاية سيناء».

صحيفة «نيويورك تايمز» قالت تحت عنوان «هجمات العريش كشفت فشل الجيش»، أول أمس الجمعة أن مستوي سلسلة الهجمات المتزامنة التي استهدفت المنشآت الأمنية توضح أن «المتشددين لا تزال ليدهم القدرة على العمل رغم القمع».

ووصفت الصحيفة الهجمات بأنها الحلقة الأولى الكبرى في مسلسل العنف منذ أن أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس ولاءه لـ«الدولة الإسلامية» وسمى نفسه بـ«ولاية سيناء»، مضيفة أن التفجيرات «تثير المخاوف من فشل الحكومة المصرية»، ورجحت أن «ولاية سيناء» ربما يكون شرع في تنفيذ هذه الهجمات كنوع من الترويج لنفسه، أو استجابة لأوامر تلقاها من «الدولة الإسلامية».

ونوه التقرير إلى أن المتشددين الإسلاميين وجدوا مرتعا في شبه جزيرة سيناء نتيجة ضعف حكم الدولة هناك، حيث استفادوا من تهميش جهاز الشرطة والاستياء المتزايد منه.

وأضافت الصحيفة أنه بعد أن تعرض الجيش لحرج في الرابع والعشرين من أكتوبرالماضي عقب عملية قتل 31 من أنصاره في «كرم القواديس»، بدأت عملية إخلاء قسري للمنازل تم خلالها تدمير أكثر من 8 آلآف منزل، بعرض كيلو متر على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، إضافة إلى تدمير العديد من الأنفاق.

معاناة الجيش في سيناء

أما صحيفة «الجارديان» البريطانية فكتبت تحت عنوان: «الجيش يصارع في سيناء ويزعم النجاح» أن الجيش المصري يعاني في سيناء بسبب الهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أن «هجوم الخميس أظهر أن الجيش يصارع في الحقيقة من أجل احتواء التمرد في المنطقة، على الرغم من اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب».

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة قد أصدر بيانا عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك» برر فيه الهجمات بأنها: «نتيجة للضربات الناجحة التى وجهتها القوات المسلحة والشرطة ضد البؤر الإجرامية، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية في إشعال مصر في ذكرى 25 يناير».

ونوهت الصحيفة إلى أن التمرد المسلح لم ينتشر إلى المراكز السياحية في جنوب سيناء، بل انتشر في جيوب شمال سيناء حيث بدا الجيش عاجزاً عن إيقاف المسلحين الذين شرعوا في إقامة الحواجز الخاصة بهم والتي يقومون من خلالها باستهداف رجال الشرطة.

وقالت إن الشرطة أخفقت – رغم خطة إخلاء رفح – في إيقاف التمرد المسلح أو تقليص دعم السكان المحللين للمسلحين، حيث يشكو السكان البدو من تجاهل السلطات المصرية لهم وعدم استفادتهم من المنتجعات السياحسة المقامة في الجنوب الأكثر أماناً .

هجمات بحرفية عالية وتنسيق غير مسبوق

من جهتها وصفت وكالة «أسوشيتد برس» الهجمات الأخيرة في شبه جزيرة سيناء بأنها تمت على مستوى غير مسبوق من التنسيق والحرفية.

وأوضحت أن الهجمات واسعة النطاق تعيد للأذهان هجوم «كرم القواديس»، وهوعبارة عن هجمات مسلحة قامت بها تنظيم أنصار بيت المقدس وراح ضحيتها 24 جنديا في العريش في أكتوبر الماضي.

بيت المقدس أخطر أفرع «الدولة الإسلامية»

وفي تقرير لها بعنوان (بيت المقدس أخطر أفرع الدولة الإسلامية في المنطقة)، أشادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بقدرة تنظيم «أنصار بيت المقدس» على تأسيس فروع له حتى في سيناء التي يشن فيها الجيش حرباً شعواء.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها الخميس إلى قيام تنظيم «ولاية سيناء» بإنشاء نقطة تفتيش وهمية، حيث قامت بخلالها باستهداف من وصفتهم بأعوان الحكومة المرتدة، وقالت إنه من الصعب أن تميز إن كان هذا المقطع في مصر أم أنه في سوريا والعراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن سيناء تبدو حتى الآن أخطر أفرع التنظيم الإرهابي، المعروف بوحشيته، ونقلت عن «ساندر العمرانى» مدير منطقة شمال إفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية، أن ما يجري في سيناء يشبه كثيراً ما كان يجري في العراق منتصف العقد الماضي.

وأضاف أن هناك سبباً للقلق لأنه «داعش» لديه منهجية وشبكة من الخبرة في إحداث الإنقسامات في المجتمع من وهي الطريقة التي استخدمها في سوريا والعراق.

 ويتابع أن هناك تاريخا طويلا من المظالم بين الحكومة والسكان المحليين في سيناء، كما نقلت عن محللين استياء أهالي سيناء من التدابير الأمنية القاسية والتعامل الوحشي لقوات الأمن مما يشكل حاضنة قوية للتنظيمات المتطرفة.

أمريكا راضية عن قمع السيسي

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحية بعنوان: (الولايات المتحدة راضية عن قمع السيسي)، قالت فيها «إن الإرهاب يتصاعد في عهد السيسي» الذي شهد تزايد معدلات العنف من قبل تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«الدولة الإسلامية».

وأضافت الصحيفة أن نظام «السيسي» قد أظهر طبيعته العنيفة مجدداً خلال فاعليات إحياء الذكرى الرابعة للثورة، حيث قتل أكثر من 20 متظاهراً برصاص الشرطة، من بينهم الناشطة الليبرالية «شيماء الصباغ» التي قتلت بينما كانت تحمل الورود.

وعلى الرغم من وعد «السيسي» بالإفراج عن الصحفيين والنشطاء في الذكرى الرابعة لثورة يناير، لم يتم الإفراج عن أي من عشرات الصحفيين المحبوسين من قبل النظام ومن بينهم الأسترالي «بيتر جريستي» -الذي صدر اليوم الأحد عفوا رئسيا من السيسي عنه-، والكندي «محمد فهمي» ، كما لم يتم الإفراج عن نشطاء ثورة يناير المحبوسين على خلفية قانون التظاهر، أوي أي من 167 برلماني مصري محتجزين في السجون.

وبدلا من ذلك، أفرِج عن نجلي «مبارك» الذين كانا يُحاكمان بتهم الفساد بعدالثورة، فضلا عن إسقاط تهم أخرى عنه شخصياً، أما «السيسي» نفسه فقد حذرفي خطاب له المصريين بتوخي الحذر عند المطالبة بالحقوق.

وقالت الصحيفة أن وجهة نظر السيسي يتشاركها معه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يخضع مطالبته بحقوق الإنسان في مصر لعلاقته الأمنية مع النظام المصري، حيث نجحت الإدارة الأأمريكية في الحصول على موافقة الكونجرس باستئناف المساعدات إلى مصر رغم أن النظام لم يتخذ أي خطوات تجاه استعادة الديمقراطية.

الاضطرابات تؤجل قطف ثمار قناة السويس

وقالت إذاعة «صوت أمريكا»، الرسمية للولايات المتحدة الامريكية إن استمرارالاضطرابات التي تشهدها مصر في الوقت الراهن ربما يزيد من التكلفة المرتبطة لقناة السويس الجديدة ويزيد الفترة التي ربما يستغرقها الموضوع قبل أن يؤتي ثماره.

وذكرت «صوت أمريكا» في تقريرها الذي نشرته الجمعة على موقعها الإلكتروني نقلا عن البروفيسور «أندرو لامبرت» أن سوء الأوضاع الأمنية في سيناء قد تسهم في تباطؤ الوتيرة التي يسير بها الموضوع بشكل أكبر.