أعلن وزير المالية القطري، الإثنين الماضي، أن الحصار الاقتصادى الذى تقوده السعودية فشل فى عزل قطر، التى وجدت سبلا لحماية نفسها من الضغوط الخارجية.

وقال وزير المالية «علي شريف العمادي»، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الحصار الذي دام ثمانية أشهر لم يتسبب في ضربة قاسية لبلاده.

وقال «إذا كانت استراتيجية الحصار تتمثل في عزلنا اقتصاديا  فقد فشلت تماما ولن تنجح».

ولم يرد المسؤولون السعوديون على طلبات للتعليق.

يذكر أن قطر كانت نقطة محورية لمقاطعة إقليمية تقودها السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، التى قطعت الطرق الجوية والبحرية والبرية إلى قطر، فى يونيو/حزيران الماضى، لمحاولة الضغط على الدوحة لتقليص علاقاتها مع إيران والإخوان المسلمين وتركيا.

وقد سعت الولايات المتحدة للتوسط من أجل التوصل إلى حل لإنهاء المواجهة، لكن هذه الجهود توقفت.

ويتوجه كبار المسؤولين القطريين، هذا الأسبوع، إلى واشنطن، لعقد سلسلة من الاجتماعات بهدف تعزيز العلاقات بين الدوحة وإدارة «ترامب».

ومن المتوقع أن يوقع المسئولون، الثلاثاء، اتفاقا للمساعدة فى تسوية نزاع بين قطر وصناعة الطيران الأمريكية (حدث فعليا).

وذكرت الإمارة أن الخطوط الجوية القطرية ستفتح حساباتها المالية خلال عام، وذلك وفقا لنص الاتفاق الذي اطلعت عليه صحيفة «وول ستريت جورنال».

وكان هذا بمثابة رد على المخاوف طويلة الأمد التي أعربت عنها بعض شركات الطيران الامريكية من أن شركة الطيران قد استفادت من الإعانات الحكومية غير العادلة.

ويزعم منافسو الولايات المتحدة أن الخطوط الجوية القطرية، وشركتين مملوكتين للدولة في الإمارات العربية المتحدة، هما «الاتحاد للطيران» و«شركة طيران الإمارات»، تستفيد من حوالي 50 مليار دولار من الإعانات الحكومية، مما يسمح لهم بتقديم أسعار رخيصة، ويمكنهم من التوسع بسرعة، وأخذ حصص السوق من شركات الطيران الأمريكية، التي أنفقت الملايين من الدولارات، هي وشركائها الأوروبيين، الذين قالوا إنهم تكلفوا بسبب ذلك فقد الآلاف من الوظائف الأمريكية.

وقال المديرون التنفيذيون لدى شركات الطيران الأمريكية إن الخطوة الرامية إلى تحسين الشفافية المالية الواردة في الاتفاق مع قطر كانت مجرد خطوة أولى في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بخصوص دعم شركات الطيران المملوكة للدولة.

ومن المقرر ان تبدأ واشنطن  محادثات  غير رسمية مع الإمارات حول شركات الطيران في 7 فبراير/شباط المقبل، وقال محللون إن محاولة تأمين تنازلات بشأن خطط النمو لشركات الإمارات والاتحاد قد يحتاج وقتا أطول بكثير من الخطوط الجوية القطرية.

وقد رفض مسؤولو الخطوط الجوية والحكومة التعليق.

وستتيح محادثات هذا الأسبوع في واشنطن لقطر فرصة لتبييض صورتها في الولايات المتحدة وتعزيز علاقاتها مع إدارة «ترامب».

وقد أشار الرئيس الأمريكي في البداية إلى دعمه لحملة مقاطعة قطر، التي قادتها السعودية في يونيو/حزيران الماضي، لكنه خفف من انتقاداته بعد ذلك، حيث أوضح أعضاء في إدارته أن الولايات المتحدة لديها مصالح استراتيجية في قطر.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لديها أكثر من 10 آلاف من أفراد الخدمة المتمركزين فى قطر، بقاعدة «العديد» الجوية، التى تعد مركزا رئيسيا للغارات الجوية الامريكية فى العراق وسوريا وأفغانستان.

والإثنين، قال وزير المالية القطري «العمادي» إنه يأمل فى أن تساعد الولايات المتحدة فى الوساطة لانهاء الأزمة.

وأضاف: «إذا اعتقدوا (دول المقاطعة) أنهم يستطيعون أن يعزلوننا فعليهم أن يعيدوا حساباتهم.. لقد فشلوا بالفعل».

طالع أصل التقرير على «وول ستريت جورنال».