كشفت مصادر مصرية مطلعة عن تحريك مصر لحاملة طائرات من طراز «ميسترال»، فجر الأربعاء، باتجاه حقول الغاز شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقالت المصادر، لـ«الخليج الجديد»، إن التحرك المصري جاء ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، الإثنين الماضي، بشأن عدم اعتراف تركيا بالاتفاق المبرم بين مصر وقبرص في ديسمبر/كانون الأول 2013، بترسيم الحدود البحرية بين البلدين للاستفادة من المصادر الطبيعية في شرق البحر المتوسط.

وحذر «جاويش أوغلو» من أنه «لا يمكن لأي دولة أجنبية أو شركة أو حتى سفينة إجراء أي أبحاث علمية غير قانونية أو التنقيب عن النفط والغاز في الجرف القاري لتركيا والمناطق البحرية المتداخلة فيه»، مؤكدا أن الاتفاقية المبرمة بين مصر وقبرص اليونانية في 2013، بهدف استغلال المصادر الطبيعية الممتدة في ما يصفه البلدن بـ«المنطقة الاقتصادية الخالصة لهما» شرق البحر المتوسط، «تنتهك الجرف القاري التركي عند خطوط الطول 32، و16، و18 درجة».

وأضافت المصادر القريبة من أوساط دبلوماسية وعسكرية في القاهرة أن التحركات العسكرية المصرية شملت قطعا بحرية أخرى، في تكتم بالغ حول الخطوة، التي جاءت بتنسيق مع قبرص واليونان و(إسرائيل).

وتزامنت التحركات المصرية مع تحذيرات صدرت عن الخارجية المصرية، من محاولة المساس بالسيادة المصرية فيما يتعلق بـ«المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في شرق المتوسط»، مؤكدة أن ذلك محاولة «مرفوضة وسيتم التصدي لها».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، «أحمد أبوزيد»، إن «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها؛ حيث أنها تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة».

وأضاف، في بيان، أن «محاولة المساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة، تعتبر مرفوضة وسيتم التصدي لها».

وترفض أنقرة قيام قبرص اليونانية (المتحالفة مع مصر) بعمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، من طرف واحد، متجاهلة حق جارتها «قبرص التركية» (المدعومة من أنقرة)، مشددة على أنه «لا يمكن القبول بهذه الأعمال في ظل عدم التوصل إلى حل عادل وشامل في المسألة القبرصية»، وفق بيان خارجية قبرص التركية.

اللافت أن تحركات البحرية المصرية شرق المتوسط، واكبها تصريحات من برلمانيين وإعلاميين مصريين نافذين تذكر أنقرة بقدرات مصر التسليحية، القادرة على ردع الجانب التركي.

وقبل ساعات، حذر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، النائب «يحيي كدواني»، من أن «أي مساس بحقوق الشعبين المصري والقبرصي يترتب عليه صراع عسكري، ومصر قادرة على حماية مقدراتها من أي تدخل تركي فيها».

وأضاف «كدواني»، في تصريح لموقع «مصراوي» (مصري خاص)، أن «القوات البحرية قادرة على حماية تلك المنطقة من أي اعتداءات محتملة بفضل الغواصات الألمانية الجديدة، وحاملتي المروحيات (جمال عبد الناصر)  و(أنور السادات) من طراز الميسترال، اللتين يمكنهما التحرك لمسافات بعيدة».

وفي السياق ذاته، اعتبر الإعلامي المصري، «عمرو أديب»، إعلان «جاويش أوغلو» أن بلاده تخطط لبدء التنقيب عن النفط والغاز شرقي البحر المتوسط، ورفض بلاده اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، بمثابة «إعلان مبدئي بالحرب على مصر».

وفي نبرة تهديدية، قال «أديب»، المقرب من أجهزة سيادية في البلاد، خلال برنامجه «كل يوم»، المذاع عبر فضائية «ON-E» (مصرية خاصة)، إن «شراء القطع البحرية والميسترال يؤكد أن الدولة المصرية كانت تنظر للمستقبل وتتوقع مثل هذه التصرفات التركية»، على حد قوله.

على نفس المنوال، أكد الإعلامي المصري، «عمرو عبد الحميد»، أن محاولة المساس بالسيادة المصرية مرفوضة وسيتم التصدي لها، مذكرا بالأسئلة التي طرحها كثيرون حول الأسباب التي دعت مصر إلى تحديث ترسانتها البحرية وسلاحها الجوي، بالميسترال والرافال».

وأضاف في برنامج «رأي عام» على قناة «TEN» (مصرية خاصة): «الإجابة قدمها وزير خارجية (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان في تصريحات أقل ما توصف به أنها اتسمت بالوقاحة»، حسب تعبيره.

وتعمل القاهرة ضمن تحالف ثلاثي يضم إلى جانبها كلا من قبرص اليونانية واليونان، وذلك في مواجهة تركيا، التي تعتبر النظام في القاهرة غير شرعي وجاء بانقلاب عسكري على الرئيس المصري «محمد مرسي» في 2013.

وحاملتا الطاشرات «ميسترال»، اللتان تسلمتهما مصر من فرنسا، العام قبل الماضي، وأطلقت عليهما اسمي الرئيسين المصريين الراحلين «جمال عبد الناصر» و«أنور السادات»، تعد من أكثر السفن المتطورة في العالم، وتتميز بقدراتها الهجومية والبرمائية العالية.

وتتسلح بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي، ويمكنها حمل 700 جندي، و16 طائرة هليكوبتر، وما يصل إلى 50 عربة مدرعة و40 دبابة، وهي معنية بالتمركز والتأمين وتنفيذ المهام البحرية على سواحل البحر المتوسط.