حرق «الكساسبة» يعطي مبررا للحرب على «الإرهاب» أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الخميس 5 فبراير 2015 08:02 ص

اتفقت المقالات الافتتاحية لصحف الإمارات الصادرة صباح اليوم على إدانة حرق تنظيم «داعش» الإرهابي للطيار الأردني «معاذ الكساسبة».. داعية المجتمع الدولي للاستنفار الكامل لمواجهة هذا «الطوفان» الإرهابي بكل الوسائل الفكرية والعسكرية والاستخباراتية.. متجاهلة مجتمعة أيضا الرد أو تناول ما كشف عنه مسؤولون أمريكيون من تعليق الإمارات لضرباتها الجوية على داعش منذ عملية أسر «الكساسبة» في ديسمبر/كانون الأول 2014.

وفي غفلة عن قراءة متأنية للتاريخ، صدرت صحيفة «الخليج» افتتاحيتها الاعتذار للبرابرة وهولاكو والمغول – ويوم سقوط بغداد في يد هولاكو شاهد على تهويل الصحيفة رغم الخلاف مع ما اقترفته يد داعش- وقالت الصحيفة نظلمهم جميعا إذا ما وصفنا «داعش» وأمثالها من مجموعات الإرهاب بهؤلاء..

وأضافت أن ما ترتكبه هذه المجموعات من إرهاب وما تبتدعه من وسائل قتل لم تأت عليها كتب التاريخ إلا فيما ندر.. فالطريقة التي تم فيها قتل الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» وتلك التي تم فيها دفن مئات من البشر وهم أحياء أو الذين جرى نحرهم وجز رقابهم وقطع رؤوسهم أو أكل أكبادهم أو إطلاق الرصاص عليهم ورميهم في الأنهار وتكليف أطفال صغار بممارسة عمليات إعدام..

وأوضحت أننا أمام حالة يمثل فيها الانحراف في السلوك الاجتماعي والسياسي والإنساني ذروة التدني ليس فيما يتعلق بفرد إنما بجماعات انتهجت منهجا لا يمكن للعقل البشري أن يرصده أو يفهمه..

وختمت «الخليج» افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه يجب على جميع شعوب وحكومات ومجتمعات الاستنفار الكامل للمواجهة الشاملة وبكل الوسائل والإمكانات..

وتحت عنوان «إيبولا الفكر» قالت صحيفة «البيان» إنه بعد الجريمة الدنيئة التي ارتكبها الإرهابيون بحق الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» لم يعد هناك من منطقة رمادية في الحرب الواجبة لاجتثاثهم من جذورهم كل متردد أو متوجس من المشاركة في الجهد الدولي لضرب معاقل الإرهاب مخطئ تماما في تصوره أن بإمكانه أن يتجنب أذى خوارج العصر.

وأضافت أن القضية الأساس في منطقتنا التي استشرى فيها الإرهاب والعنف هي كيفية التغلب على «إيبولا الفكر» الذي يغيب العقل إلى مدى يتمكن معه الوباء ويستشري حتى يصل إلى مستوى الخيالات المرضية التي نراها في تصرفات «داعش» الوحشية.

ورأت أن الحرب العسكرية والاستخباراتية أمر لا مفر منه كما تؤكد الآراء الحصيفة لكنها ليست كافية وحدها.. مشددة على ضرورة تجديد الخطاب الديني.. وتوعية المجتمع لوقف عملية غسيل الدماغ التي تحصل وتؤدي بالبعض لتبني هذا الفكر الضال..

وخلصت «البيان» في ختام افتتاحياتها إلى أن الحرب على فيروس الإرهاب يجب أن تكون شاملة على كل الصعد عسكرية وأمنية وسياسية وفكرية واجتماعية تتضافر فيها الجهود في كل دولة ومجتمع لأن تمكن هذه الظاهرة السوداء من مجتمعاتنا..

وفي سياق متصل، قالت صحيفة «الوطن».. إن وجدان العالم اهتز حزنا و بكاء واعتصر ضميره وجعا وأرقا عندما شاهد صور القتل الشنيع والجريمة المسعورة والهمجية التي يصعب وصفها بأي من اللغات والمفردات في عصر الحقوق والإنسانية والحضارة البشرية..

وأكدت تحت عنوان «تحية للأردن ولبطلها الشهيد» أن صور قتل «الكساسبة» تنبئ بأن بين البشر ذئاب متوحشة وجنون لم يسبقه جنون حيث رأى العالم أفراد تنظيم «داعش» يستمتعون بحرق أسير في قفص صبوا عليه الوقود وأشعلوا فيه النار دون أن ترتعش لهم يد أو يوجف لهم قلب لأنهم بلا قلب وبلا فكر وبلا قيم..

وأضافت أن حملة «الوباء» الإرهابي يعتقدون بأنهم بجرائمهم البشعة وعملياتهم الوحشية سيرهبون العالم ولكن دلت التجربة أن كل عمل إرهابي يضاعف الإرادة والعزيمة لاستئصاله من شافته.

مشيرة إلى أن الأردن أكدت بلا تردد أو مراجعة عن موقفها المبدئي في محاربة الإرهاب بل زادت تأكيدا عندما أعلن المتحدث باسم الحكومة الأردنية «أن بلاده ستكثف جهودها مع التحالف الدولي الذي يقاتل تلك الجماعات المتوحشة»..

وشددت على أن صور الجريمة أثارت غضبا عالميا سينعكس قوة وعزيمة لدى كل الدول التي تحالفت وستتحالف لدحر تلك الجماعات دون تمييزها جغرافيا..

وختمت الوطن مقالها بالترحم على «الكساسبة» منبهة إلى أن استشهاده البطولي عزيمة لنا لمواصلة الواجب الإنساني والحضاري للتخلص من كل شرور المنحرفين والضالين والمضلين.وتحية خالصة للأردن ولشعبها ولبطلها الشهيد..

وتحت عنوان «همجية مقيتة» جاءت افتتاحية «الاتحاد» الظبيانية ممثلة في نشرة «أخبار الساعة» وقالت إن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يكفه كل ما ارتكبه من فظائع وجرائم منذ ظهوره المشؤوم في العراق وسوريا، فلجأ إلى أسلوب همجيّ لا ينتمي إلا إلى عصور مظلمة طوت الإنسانية صفحتها منذ قرون طويلة..

وأشارت النشرة إلى غياب أي وازع من دين أو ضمير أو رحمة، بالإقدام على حرق «معاذ الكساسبة» الذي وقع في أسره منذ فترة، وصوّر هذه العملية الهمجية وينشرها على الانترنت ليصاب العالم كله بالصدمة والفزع..

وأوضحت أن الإسلام، الذي يدَّعي «داعش» زورا وبهتانا أنه يعمل تحت رايته وينطق بأحكامه وأوامره ونواهيه، يدعو إلى العدل والإنسانية، ويحفظ حقوق الناس وكرامتهم ويصون آدميتهم في أوقات الحرب كما في أوقات السلم، ويحض على الرحمة حتى عند القتل، ويمنع إيذاء الحيوان، فما بالك بالبشر الذين كرّمهم الله وأعلى شأنهم؟!.

وتساءلت النشرة إلى أي فكر أو ملة ينتمي هؤلاء؟! وأي فقه منحرف يدفعهم إلى ارتكاب مثل هذه الفظائع وتصويرها لكي يراها الناس عبر وسائل الاتصال الحديثة، سواء تعلق الأمر بالذبح أو الحرق أو التهجير على الهوية وسبي النساء واستعبادهن وبيعهن في أسواق النخاسة؟! ومن نصّبهم قضاة يحكمون على الناس بالحرق والذبح والتنكيل والإبـادة؟

وقالت النشرة -التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – إن ما قام به التنظيم مع «الكساسبة» تجاوز كل حدود الهمجية والإجرام، وسوف يظل مشهد حرقه بهذه الطريقة اللاإنسانية عالقا في أذهان العالم كله، ودليلا على عدالة الحرب ضد الإرهاب وأهمية الاستمرار فيها إلى النهاية مهما كانت التضحيات والتحديات، لأنه لا خيار أمام العالم لإنقاذ الحضارة من سرطان العصر إلا الاستمرار في المواجهة بروح واحدة.

وخلصت النشرة في ختام مقالها الافتتاحي إلى أن صدمة العالم بمشهد حرق الطيار الأردني، يجب أن تكون دافعاً لمزيد من القوة والوحدة في التصدي لخطر الإرهاب الذي يستهدف الجميع ولا يتورّع عن فعل أي شيء من أجل تحقيق أهدافه الشريرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

والد «الكساسبة» يتهم «المنصوري» بإسقاط طائرة ابنه .. ومفتي السعودية يطالب بتداول مقطع الاعدام

والد الكساسبة: الملك أبلغني بإغارة 30 طائرة أردنية على معاقل داعش بالرقة ووعدني بالثأر

أن تكون مع محور المقاومة!