استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحرب البرية لاجتثاث «الدولة الإسلامية» باتت وشيكة كما بشرنا الجنرال الامريكي ألن

الثلاثاء 10 فبراير 2015 03:02 ص

بدأت الولايات المتحدة الامريكية تقرع طبول الحرب البرية للقضاء على «الدولة الإسلامية»، وأعلن الجنرال جون ألن منسق التحالف الدولي أن الهجوم البري سيبدأ قريبا دون أن يحدد موعدا.

الأردن من أكثر الأطراف العربية حماسة للدخول في هذه الحرب، وأعلن عن استعداده لخوضها بريا وجويا كرد فعل على طريقة الحرق الوحشية لطياره معاذ الكساسبة على أيدي عناصر من الدولة، مستغلا حالة الغضب الشعبي التي تتمثل في الدعوات للثأر والانتقام، حتى ان قائد السلاح الجوي الاردني تحدث بكلمات غير مسبوقة مثل “السحق” و”المحق” عندما ظهر في مؤتمر صحافي غير مسبوق ايضا للحديث عن استراتيجية الحكومة الأردنية الانتقامية هذه.

قبل يومين، وصباح يوم السبت الماضي على وجه الخصوص، التقيت بمسؤول عراقي سني كبير في بهو أحد فنادق لندن بمحض الصدفة، حيث كنت ازور صديقا وصل لتوه، وسألته عن توقيت هجوم التحالف البري على الموصل معقل «الدولة الإسلامية» في العراق فقال «الصيف المقبل» بكل تأكيد.

بيننا وبين طلائع الصيف بضعة اشهر، ويمكن ملاحظة حالة من الاستعجال الأمريكي لهذا الهجوم، فالجنرال الن الذي يتنافس مع رئيسه الجنرال ديفيد بترايوس على حقوق ملكية تأسيس الصحوات في العراق، قال ان قيادة بلاده العسكرية اقامت اربعة مراكز تدريب للقوات العراقية ورجال العشائر السنية في الأنبار والتاجي وأربيل وبسمايا، حيث يوجد مدربين من استراليا والدنمارك وأسبانيا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، بينما أعلن هلكورد حكمت الناطق الرسمي باسم وزارة البشمرغة في حكومة إقليم كردستان العراق أن أمريكا ستقيم قاعدة عسكرية جوية قرب أربيل، ترى هل أخذت القيادة العسكرية الأمريكية إذن السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق قبل اقامة هذه القاعدة؟ وهل البرلمان العراقي ناقش هذه المسألة واقرها؟ وماذا عن السيد نوري المالكي والتحالف الذي تزعمه الذي عارض اعطاء امريكا اي قواعد في العراق بعد انسحاب قواتها؟ ولماذا هو وحزبه يلتزمون فضيلة الصمت؟

***

من المؤكد ان الهجوم البري سيكون من قوات عربية فقط، وبالتحديد من قبل 12 لواء عراقيا، وقوات اردنية خاصة ونظامية، بينما تكتفي الولايات المتحدة وباقي الدول العربية والاوروبية المنخرطة في التحالف بالقصف والاسناد الجوي من علو شاهق.

لا شك انها قوة جبارة تلك التي ستهاجم مواقع «الدولة الإسلامية» تقودها القوة الاعظم في عصرنا الحالي، ومن المؤكد ان ضحاياها، سواء في القوة المهاجمة او التي سيستهدفها الهجوم في الموصل وغيرها هم من العرب والمسلمين، سواء كانوا من المدنيين سكان هذه المناطق او من مقاتلي «الدولة الإسلامية».

نسأل، وبكل براءة، عن الثمن الذي سيحصل عليه العرب والمسلمين في حال نجاح هذه القوات في القضاء فعلا على «الدولة الإسلامية» من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، هل ستكون المكافأة تحرير فلسطين مثلا واستعادة المسجد الاقصى للسيادة الاسلامية؟ هل سنرى مشروع مارشال لاعادة اعمار الدول التي دمرها التدخل الامريكي المباشر، او غير المباشر، مثل اليمن والعراق وليبيا وسورية؟ وهل ستعم الديمقراطية وحقوق الانسان وقيم التعايش في العالم العربي؟

«الدولة الإسلامية» دولة متوحشة، وتقطع الرؤوس، وترجم الزناة والشاذين، وتقطع ايدي اللصوص، وتطبق الحدود على المرتدين، حسب توصيفها قتلا وتعزيرا، ولكن هل نرى نظما ديمقراطية، وعدالة اجتماعية، وقضاء عادل مستقل، على انقاضها على يد الدول التي تشارك في هذا التحالف، عربية كانت ام غربية، بحيث نرى عالما عربيا مختلفا؟

قالوا لنا ان العالم الاسلامي سيكون دولة افلاطون الفاضلة بعد نجاح الحرب على الارهاب، وبشرونا بدولة فلسطينية مستقلة بعد اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، واقامة عراق مزدهر يكون نموذجا للديمقراطية وحقوق الانسان، والشيء نفسه في ليبيا واليمن وسورية، و”لعلعت الفضائيات الداعمة للتدخلات العسكرية الأمريكية هذه في تسويق هذه النبوءات والوعود للمواطن العربي المغلوب على أمره، الذي صدقها وانتظر الفرج القريب، وها نحن ننتظر منذ 14 عاما ترجمة هذه الوعود على ارض الواقع رغم خسارتنا اكثر من مليون انسان عربي ومسلم في الحربين على الارهاب وعلى صدام حسين.

كل عشر سنوات نحن موعودون بحرب جديدة في المنطقة، إما بقيادة الولايات المتحدة أو من قبل حليفتها اسرائيل او الاثنين معا، وفي كل حرب يقال لنا أنها تأتي لاكمال ما فشلت في تحقيقه الحرب التي سبقتها، ونحن ندفع الثمن دائما من دمنا ومالنا وبترولنا وكرامتنا.

للمرة الألف نقول وبلا تردد أن «الدولة الإسلامية» دولة ارهابية، ولكن هل قتلت هذه الدولة واحد على ألف ممن قتلتهم الدولة الحضارية الأمريكية أثناء حروبها السابقة او اللاحقة في البلدان العربية؟ ألم تحرق الصواريخ الامريكية التي أطلقت على العراقيين جنودا ومدنيين الآلاف من امثال الطيار معاذ الكساسبة؟

***

الحرب البرية ستبدأ قريبا مثلما وعدنا وطمأننا الجنرال جون الن، ولكنه لم يقل لنا وهو الخبير كيف ستكون هذه الحرب، وكم عدد ضحاياها، وكم ستستغرق من الوقت، وهل ستتكرم علينا ادارته بتقديم احصاءات دقيقة لعدد القتلى العرب، مثلما فعلت وتفعل لضحايا الحرب في سورية؟ ام انها ستكرر ما فعلته في العراق وليبيا، اي احصاء القتلى الامريكيين فقط باعتبارهم من نسل بشري مقدس، ومن الدرجة الاولى الممتازة، اما الضحايا العرب والمسلمين فهم من درجات متدنية لا يستحقون حتى الاحصاء.

الحرب الجوية الأمريكية ستكون سهلة وآمنة لأن الطيارين يخوضونها من ارتفاعات شاهقة، وهي بمثابة الالعاب الكمبيوترية بالنسبىة اليهم، حرب تسلية، فالخصم لا يملك صواريخ قادرة على الوصول اليها، ولكن الحرب البرية التي سيخوضها الجنود العرب لن تكون كذلك، فالموصل والرقة ودير الزور وغيرهما غابات من الاسمنت، ولذلك سيكون عدد الضحايا كبير جدا في الجانبين العربيين، المهاجم والمهجوم عليه، ناهيك عن المدنيين الابرياء الذين سيحاصرون وسط النيران.

ندرك جيدا ان كلامنا هذا لا يروق للكثيرين المتحضرين، ولكن نجد لزاما علينا ان نقوله، وبأعلى صوت ممكن، ونحيل من يعترض الى الحروب الامريكية في العراق وليبيا وافغانستان لعل في ارثها الدموي، والخداع الذي رافقها ما يمكن ان يجيب نيابة عنا.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

التحالف الدولي جون آن الدولة الإسلامية الحرب البرية

مسؤول أمريكي: لا نصر دون حرب برية على «الدولة الإسلامية»

«أوباما» يطلب تفويضا لمحاربة «الدولة الإسلامية» والجمهوريون ينتقدون تقييده العمليات البرية