رغم الانتقاد المتعاظم في اسرائيل والولايات المتحدة ضد خطابه المرتقب في الكونغرس الامريكي في بداية شهر مارس/آذار، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاعلان بانه رغم الخلافات، فان خطابه هام لأمن إسرائيل. ومع ذلك أكد رئيس الوزراء بانه "يوجد اليوم لاسرائيل خلاف جدي مع الادارة الامريكية ومع باقي القوى العظمى على العرض الذي طرح على ايران".

"وجود دولة اسرائيل ليس موضوعا لجدال حزبي – لا في اسرائيل ولا في الولايات المتحدة"، قال رئيس الوزراء في تصريح أطلقه أمس، "هذا لا يعني أن بين الحين والاخر لا يكون خلافات، بل وخلافات جدية، بين حكومات اسرائيل وبين الادارات الامريكية على الطريق الافضل لضمان أمن اسرائيل".

وواصل رئيس الوزراء فضرب سلسلة من الامثلة من الماضي على الخلافات بين زعماء اسرائيل والادارة الامريكية، مثل اعلان الدولة، بدء حرب الايام الستة وقصف المفاعل العراقي، ولكنه ادعى: "أيا من هذه الخلافات لم يؤدِ الى شرخ في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، بل العكس، على مدى الزمن باتت العلاقات بيننا اقوى".

وبينما واصل رئيس الوزراء الشرح قائلا: "اني لا آتي للخصام مع أوباما"، فان محافل في محيطه تدعي بان الرئيس الامريكي يخفي عن الكونغرس كامل تفاصيل الاتفاق على النووي الايراني، وعليه فثمة أهمية لخطاب نتنياهو في واشنطن. وادعى رئيس الوزراء أمس بان "هذا العرض سيسمح لايران بتهديد وجود اسرائيل. هذا نظام ملتزم بشكل صريح، معلن، بابادة اسرائيل، وبأن يكون بوسعه في غضون وقت قصير الانطلاق نحو القنبلة، وفي غضون بضع سنوات، تطوير سلاح نووي بحجم صناعي لتحقيق هذا الهدف. اقدر جدا دعم الرئيس لاسرائيل في مجالات عديدة"، اضاف نتنياهو، "وبذات القدر، انا واثق بان الرئيس يفهم بان واجبي الاعلى هو ضمان أمن اسرائيل. ونا اعتزم الحديث في هذا الموضوع قبل الموعد الهدف للاتفاق، 24 اذار اذ يحتمل أن يكون للكونغرس دور هام ومؤثر على الاتفاق النووي مع ايران".

غلئون: فليعلن عن عدم قدرته على الحكم

هذا وتوجه نتنياهو بنفسه أمس الى رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي سليم جبران، وطلب منه السماح ببث الخطاب المخطط في 3 اذار، في قنوات الاتصال في اسرائيل. ورد رئيس الوزراء بذلك على التماس رفعته رئيسة ميرتس النائبة زهافاغلئون التي طلبت من القاضي جبران اصدار امر احترازي ضد سلطة البث، السلطة الثانية للتلفزيون والاذاعة، مجلس بث الكوابل وبث القمر الاصطناعي وضد رئيس الوزراء. وتطلب غلئون منع بث خطاب رئيس الوزراء امام الكونغرس الامريكي بدعوى أن هذه دعاية انتخابية ممنوعة في الستين يوما قبل الانتخابات للكنيست.

أما نتنياهو فنقل من خلال المحاميين دافيد وشاؤول شومرون رده على الالتماس مدعيا ان لا أساس للادعاء بان هذه دعاية انتخابية. "لا يدور الحديث عن نشاط قبيل الانتخابات هو دعاية، كما يقول الملتمسون، بل عن نشاط سياسي هام لا مثيل له لامن دولة اسرائيل".

وعقبت النائبة غلئون على ذلك بقولها: "اذا كان نتنياهو يعتقد بان احدا ما سينشغل بالجوهر وليس بفعل مثير للشفقة لجعل الكونغرس ساحة دعاية، فانه يعاني من نقص متطرف في التفكير السليم ومن الافضل له أن يعلن عن عدم قدرته على الحكم".

 هذا وسيجرى النقاش في الالتماس وفي رد رئيس الوزراء يوم الأحد القادم أمام القاضي جبران.