تظاهرت منظمات وهيئات أهلية تركية، مساء أمس الثلاثاء، أمام القنصلية المصرية في إسطنبول، احتجاجا على أحكام الإعدام التي أصدرها القضاء المصري أمس، ضد الرئيس السابق «محمد مرسي» وآخرين من قادة جماعة« الإخوان المسلمين».

وشارك في المظاهرة الجناح الشبابي لحزب «العدالة والتنمية»، و«حزب السعادة»، وجمعية «شباب الأناضول»، إلى جانب العديد من المنظمات الأخرى، والنشطاء والحقوقيين الأتراك، إذ أكدوا جميعا رفضهم لتلك الأحكام شكلا وموضوعا.

ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «لا نعترف بمحاكم القضاء»، و«العالم أكبر من خمس دول -في إشارة إلى الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن-، و«الشعب المصري ليس وحيدا»، وذلك وسط هتافات مناهضة لتلك الأحكام رددوها وهم يحملون الأعلام المصرية والتركية، وأخرى ترمز لإشارة «رابعة».

كما ردد المتظاهرون شعارات أخرى مناهضة لنظام الحكم في مصر، وذلك من قبيل «السيسي سيدفع الثمن»، و«الصهاينة الكلاب سيدفعون الثمن»، و«يسقط السيسي، ونحن معك يا مرسي».

وأشار بيان صحافي تلاه أحد المسؤولين عن تنظيم المظاهرة، إلى أعمال القتل والاعتقال التي ارتكبها الانقلابيون ضد الشعب المصري منذ الإطاحة بالرئيس «محمد مرسي»، منددا بـ«صمت الدول الكبرى المسيطرة على النظام العالمي، حيال ما يجري في مصر من ظلم، وتأييد بعض الدول علناً لهذه الأعمال».

وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، في وقت سابق أمس الثلاثاء، أحكاما أولية، بإعدام 16 في القضية المعروفة إعلاميا بـ«التخابر الكبرى»، بينهم 3 قياديون في جماعة «الإخوان المسلمين»، منهم «خيرت الشاطر» نائب مرشد جماعة «الإخوان»، كما أصدرت حكمها بالسجن المؤبد  على 17 متهما في القضية نفسها، في مقدمتهم الرئيس السابق «مرسي»، ومرشد الجماعة «محمد بديع».

وحكمت ذات المحكمة بالإعدام بحق «مرسي»، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«اقتحام السجون»، إلى جانب 5 آخرين حضوريا، و94 غيابيا، بينهم الشيخ «يوسف القرضاوي» رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، ووزير الإعلام الأسبق «صلاح عبد المقصود».

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داوود أوغلو» إننا ننتظر رد فعل الدول الغربية تجاه ما يجري في مصر، وذلك في تعليق له على حكمي المؤبد والإعدام الصادرين بحق «مرسي» علاوة على سلسلة أخرى من أحكام الإعدام لعدد من قيادات جماعة «الإخوان المسلمين».

وأوضح «أوغلو» خلال اجتماع الكتلة النيابية في مقر حزب «العدالة والتنمية»، أن الآن هو بمثابة «وقت الامتحان بالنسبة للدول الغربية»، مضيفا: «سنرى ماذا سيكون رد فعلها، حيال سير أحد أهم رموز حركة سياسية لم تلجأ للعنف أبدا، على درب الإعدام، كما أن المنادين بالديمقراطية والحريات في تركيا، هل سيرفعون صوتهم يا ترى؟ أما نحن فضميرنا حي وسجلنا مشرف».