مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي، وتكهنات مرتبكة بإعلان تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا خفض الإنتاج خلال اجتماع التكتل مطلع الشهر المقبل، تتجه أسعار النفط الجمعة لتحقيق أولي مكاسبها الأسبوعية خلال 5 أسابيع.

ويعقد اجتماع "أوبك+" في الخامس من شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل، بينما لا تزال التكهنات بشأن قراراته مرتبكة بعض الشيء، في ضوء الخفض الرمزي الأخير للإنتاج، في مطلع الشهر الجاري.

ووسط هذه الحالة من الترقب في أسواق النفط العالمية لقرارات "أوبك+" ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر/تشرين الثاني بمقدار 95 سنتا، أو 1.07%، إلى 89.44 دولار للبرميل بحلول الساعة 0948 بتوقيت جرينتش.

وصعدت العقود الآجلة لشهر ديسمبر/كانون الأول 81 سنتا إلى 87.99 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 72 سنتا، أو 0.89%، إلى 81.95 دولار للبرميل.

بينما صعد كل من برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة ويتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 4%، وهو أول ارتفاع أسبوعي لهما منذ أغسطس/آب، بعد تسجيل أدنى مستويات في تسعة أشهر خلال الأيام الماضية.

وارتفعت أسعار النفط مدعومة بانخفاض الدولار في وقت سابق من الأسبوع من أعلى مستوياته في 20 عاما. ويجعل تراجع الدولار النفط المقوم بالعملة الأمريكية أرخص لحائزي العملات الأخرى مما يحسن الطلب.

 ويتوقع المحللون أيضا زيادة حجم الشراء مع إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية إليها الجمعة في خطوة قد تدفع واشنطن إلى تشديد العقوبات على موسكو.

حل وسط

ويتوقع المحللون خفض "إنتاج أوبك+" لأن مخاوف الطلب المرتبطة بالركود الاقتصادي العالمي المحتمل وارتفاع أسعار الفائدة أثرت على أسعار النفط الخام.

ومن المرجح أن تنهي أسعار برنت وغرب تكساس الوسيط الربع الثالث من العام بانخفاض كبير نسبته 23%.

ونقلت وكالة "رويترز" مصادر في تحالف "أوبك+" قولها إن مشاورات الدول المنتجة بشأن خفض مستويات الإنتاج في اجتماع 5 أكتوبر/ تشرين الأول أصبحت تتركز على خفض يتراوح بين 500 ألف ومليون برميل يوميا، وذلك بهدف دعم السوق.

ويأتي ذلك بعد أيام من تقارير أوردتها الوكالة أفادت أن موسكو قد تقترح خفضا يصل إلى مليون برميل يوميا،

بينما توقع مصدر في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن يكون الخفض المحتمل قريبا من 500 ألف برميل يوميا كحل وسط. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات حتى قبيل الاجتماع.

وقال مصدر في أوبك+ "ربما يتضح الأمر أكثر خلال مطلع الأسبوع أو يوم الاثنين. فالمشاورات عادة ما تنتهي قبل الاجتماع مباشرة".

وسبق أن اتفقت "أوبك+"، التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا، على خفض الإنتاج المستهدف بمئة ألف برميل يوميا في اجتماعهم في سبتمبر أيلول، في أول خفض منذ 2020.

ويأتي انعقاد اجتماع الأسبوع المقبل وسط تقلبات حادة في السوق وانخفاض كبير لأسعار النفط عن مستويات سجلتها في مارس آذار والتي كانت الأعلى في عدة سنوات.

ولامس خام برنت أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 83.65 دولار للبرميل الاثنين.

ويتوقع المحللون أن تتفق دول أوبك+ على مزيد من الإجراءات لدعم السوق.

وقال "ستيفن برينوك" من (بي.في.إم) للوساطة في أسواق النفط "الاحتمالات تصب في اتجاه أن أوبك+ ستخفض إنتاجها... فمستوى التسعين دولارا هو أمر غير قابل للتفاوض من جانب قيادات "أوبك+"، وبالتالي فإنهم سيتحركون للدفاع عن هذا الحد الأدنى للسعر".

وكانت السعودية، وهي أكبر منتج في أوبك، أشارت في أغسطس/آب إلى إمكانية خفض الإنتاج لمواجهة تقلبات السوق.