أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مساء الثلاثاء، توقيع اتفاق مع إيران لتزويد الأخيرة بالنفط مقابل إمداد العراق بالغاز اللازم لمحطات الكهرباء.

وقال السوداني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "تم الاتفاق مع إيران على تزويدها بالنفط الأسود مقابل الغاز، والقرار سيضمن استمرارية توريد الغاز، وبه ستنتهي الأزمة الحالية".

وأضاف: "تم استئناف توريد الغاز الإيراني وستتصاعد الكميات بدءا من مساء اليوم؛ إذ سيتدفق 10 ملايين متر مكعب وستعود إلى ذات الكميات السابقة، وتم توقيع اتفاق بهذا الشأن".

وأوضح السوداني أنه "بسبب عدم ورود الموافقات الأمريكية على تحويل المبالغ لإيران، تم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق وانحسرت بنسبة تتجاوز الـ50%".

وأكد أن "العراق سدد جميع مستحقاته الخاصة بالغاز الإيراني، البالغة 11 مليار دولار، وأودعت في حساب الشركات الإيرانية، وحولنا 1.8 مليار يورو لإيران لسداد مستحقات الغاز".

وعانى العراق مؤخرا من أزمة كهرباء خانقة نتيجة قطع إيران إمدادات الغاز إثر تأخر بغداد في دفع المستحقات المالية.

والإثنين قال وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، إن هناك مباحثات معمقة مع الجانب الإيراني بشأن إمدادات الغاز، موضحا أن وزارة الكهرباء سددت الديون بالكامل، إلا أن القضايا المتعلقة بمصرف الـ"TBI" بسبب العقوبات الأمريكية تمنع تحويل المبالغ.

وسبق تصريحاته قول المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقي أحمد موسى، الأحد، إن "إيران قطعت الغاز عندما بلغت درجة الحرارة 51 درجة مئوية دون سابق إنذار، ومحطاتنا أصبحت (طابوكة) كوننا لا نمتلك الغاز الكافي".

بينما نفى مدير شبكة التوزيع في شركة الغاز الوطنية الإيرانية محمد رضا جولايي، قطع بلاده صادرات الغاز إلى العراق، موضحا أن هناك "تعطلا في شبكة الغاز غرب البلاد تسبب بانخفاض الصادرات إلى العراق بحدود 5 ـ 10 ملايين متر مكعب يوميا في الأيام القليلة الماضية".

لكن السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق، أدلى بتصريحات مغايرة عندما حمّل فيها الولايات المتحدة مسؤولية "التعامل السياسي" بملف الكهرباء واستغلاله لـ"ضرب الشعوب".

وعرقلت العقوبات الأمريكية على النفط والغاز الإيرانيين، دفع العراق ثمن الواردات؛ مما جعل ديونا ضخمة تتراكم عليه، وأدى إلى رد إيران بقطع تدفقات الغاز على نحو متكرر.

والشهر الماضي، أكد مسؤول كبير بوزارة الخارجية العراقية أن بغداد وافقت على دفع نحو 2.76 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء إلى إيران، بعدما حصلت على إعفاء من العقوبات من الولايات المتحدة.

وبسبب عقود من الصراع والعقوبات، يعتمد العراق على الواردات من إيران في الكثير من احتياجاته من الغاز.