إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي بعد عقد من الانقسام.. ماذا يعني؟

الاثنين 21 أغسطس 2023 12:26 م

بعد نحو عقد من الانقسام إلى فرعين في الغرب والشرق بسبب حرب أهلية في البلد الغني بالنفط، أعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي "الصديق عمر الكبير"، الأحد، أن المصرف عاد "مؤسسة سيادية موحدة".

وجاء هذا الإعلان اللافت في مقر المصرف بالعاصمة طرابلس (غرب)، عقب اجتماع مع نائب المحافظ مرعي مفتاح رحيل ومدراء إدارات فرعي البنك في طرابلس وبنغازي (شرق).

  • منذ عام 2014، انقسم المصرف المركزي إلى فرعين في الغرب والشرق، في ظل حرب أهلية انزلقت إليها البلاد بعد الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011) بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
  • أعاق وجود فرعين للمصرف متنافسين تنفيذ سياسة نقدية واحدة، فيما انخفض الدينار الليبي بشكل حاد منذ ثورة 2011 وسقوط نظام القذافي.
  • حظي المصرف المركزي في العاصمة طرابلس باعتراف من المجتمع الدولي. وفي يناير/ كانون الثاني 2022، أُعلن الانطلاق الفعلي لعملية إعادة توحيد المصرف، وتم حينها توقيع عقد لتقديم خدمات استشارية مع شركة "ديلويت" لدعم تنفيذ خارطة لإعادة التوحيد.
  • كان "عمر الكبير" يتخذ طرابلس مقرا له، فيما اتخذ مفتاح رحيل من بنغازي في الشرق مقرا للفرع المنافس، وفي أعقاب إعادة توحيد المصرف، تولّى رحيل منصب "نائب المحافظ".
  • يدير المصرف في طرابلس عائدات النفط والغاز في أكثر دول أفريقيا وفرة باحتياطات النفط، وهو الذي يخصص الأموال لمؤسسات الدولة، بما فيها الحكومة في بلد تتنافس فيه حكومتان على السلطة منذ عام، هما حكومة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة (معترف بها دوليا)، وأخرى في الشرق يدعمها قائد قوات الشرق اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
  • توحيد المصرف المركزي يمثل محطة مهمة في سبيل تعزيز أداء هذه المؤسسة السيادية، ويأتي في إطار جهود لتوحيد مؤسسات وهيئات أخرى منقسمة، لاسيما المؤسسة العسكرية.
  • من شأن إعادة توحيد المصرف المركزي أن تعزز الجهود الليبية والأممية لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال العام الجاري تقود إلى تسليم السلطة وإنهاء الفترات الانتقالية والنزاعات المسلحة والسياسية.
  • الدبيبة رحب بإعادة توحيد المصرف وأكد "استمرار التزام الحكومة بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح التي تبنتها"، فيما أعربت الأمم المتحدة عن أملها أن تساعد هذه الخطوة على "إعطاء زخم جديد لجهود توحيد جميع المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد، تلبية لتطلعات الشعب الليبي".
  • كذلك رحب رئيس الحكومة الموازية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد (مقرها في بنغازي)، بإعادة توحيد المصرف، مشيدا بكافة "الجهود المبذولة الداعمة لتوحيد المصرف، الذي على ضوئه ستتم مُعالجة الآثار الناجمة عن الانقسام".
  • اعتبرت الولايات المتحدة أن "هذا العرض للوحدة يقدم مثالا مهما للمصالحة عبر جميع مؤسسات الدولة لبناء الأساس نحو الانتخابات"، داعيةً إدارة المصرف إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة نحو التكامل الكامل للأنظمة المالية والرقابية، بما فيها تعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ومعالجة الإصدارات السابقة للعملة المزيفة والإنفاق الموازي".

موضوعات متعلقة