تعاون إيراني روسي مكثف في قطاع الغاز الطبيعي.. ماذا يعني؟

الاثنين 28 أغسطس 2023 09:45 ص

بوتيرة متسارعة، تكثف إيران وروسيا تعاونهما في قطاع الغاز الطبيعي ضمن شراكة متصاعدة في مجالات متنوعة أبرزها القدرات العسكرية، وهو ما يقلق الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يفرض عقوبات على البلدين.

تلك العقوبات يفرضها الغرب على روسيا جراء حرب تشنها على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022 وتبررها بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تهدد الأمني القومي الروسي، فيما يعاقب إيران بسبب برنامجها النووي الذي تقول إنه مصمم للأغراض السلمية.

وتبلغ احتياطات روسيا من الغاز الطبيعي 38 تريليون متر مكعب، وفي 2022 أنتجت 573 مليار متر مكعب، بينما تمتلك إيران 32 تريليون متر مكعب، أي 16% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، وفي 2020 بلغ إنتاجها 234 مليار متر مكعب؛ إذ واجهت تحديات في تطوير هذه الصناعة بعد انسحاب الشركات الغربية العملاقة في أعقاب استئناف العقوبات الأمريكية.

  • في 24 أغسطس/ آب الجاري، دعت "بريكس" 6 دول هي إيران والسعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا والأرجنتين إلى الانضمام للمجموعة. ومن شأن انضمام طهران، المنتظر مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، أن يعزز التعاون بين إيران روسيا، إحدى الدول المؤسسة للمجموعة عام 2006، في مجالات عديدة ولاسيما الغاز الطبيعي.
  • من المقرر أن تشارك روسيا في معرض النفط الإيراني، في سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو معرض بارز لصناعة النفط والغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط. وإيران هي ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي بعد الولايات المتحدة وروسيا.
  • يمتلك البلدان موارد طاقة وبنية تحتية تدعم كل منهما الأخرى، إذ تمتلك روسيا معرفة متقدمة وقدرات تقنية في تصنيع الغاز الطبيعي المسال وبناء خطوط أنابيب الغاز، فيما تمتلك إيران مخزونا كبيرا من الغاز الطبيعي والنفط الذي يحتاج إلى جهود التطوير والتحديث.
  • في 7 أغسطس/ آب الجاري، كشفت طهران عن مقترح روسي لبناء مركز للطاقة يتضمن إنشاء مشروع مشترك لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال المستخرج من حقل غاز جنوب بارس المشترك مع قطر في مياه الخليج، والذي يحتوي نسبة مهمة من احتياطات الغاز الإيراني.
  • أعلن البلدان، في يوليو/ تموز الماضي، عزمهما إنشاء سوق تشمل منتجي ومصدري الغاز البارزين، وبينهم روسيا وإيران وقطر وتركمانستان والجزائر، بهدف مزامنة سياسات الغاز الخاصة بها واستراتيجيات التسعير.
  • في مارس/ آذار الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين باكستان وروسيا للتعاون في مجال الطاقة يتضمن بناء خط أنابيب غاز يمتد من إيران إلى باكستان، مع امتدادات محتملة إلى الهند والصين. وسيسهل الخط تصدير الغاز الطبيعي الإيراني إلى هذه الدول مع فرض رسوم عبور لباكستان وروسيا.
  • أبرمت إيران وروسيا، في فبراير/ شباط الماضي، اتفاقية تعاون استراتيجي تغطي مجالات مثل الطاقة، وبينها الغاز، والقوات المسلحة والتجارة والأمن والبرنامج النووي المدني الإيراني.
  • في يونيو/ حزيران 2022، وقّعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة غازبروم الروسية مذكرة تفاهم بقيمة نحو 40 مليار دولار، وهي أكبر صفقة استثمار أجنبي في تاريخ صناعة النفط في إيران، وتشمل تطوير 3 حقول غازية و6 حقول نفطية إيرانية.
  • على الرغم من فرض الغرب قيودا على مشاركة إيران وروسيا في سوق الطاقة العالمية، إلا أنه من خلال تعاونهما يمكنهما التحايل على بعض هذه القيود وتعزيز آفاق التجارة والاستثمار.
  • إيران وروسيا تسعيان إلى إنشاء تحالف للدول المصدرة للغاز الطبيعي من شأنه أن ينافس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من حيث نفوذها وهيمنتها داخل سوق الطاقة العالمية.
  • تريد إيران وروسيا كسب مزيد من النفوذ على الدول الغربية، ولاسيما أوروبا، التي تُظهر اعتمادا كبيرا على واردات الغاز الطبيعي، لكن الأمر يعتمد على مدى تعاون البلدين وردود أفعال الاتحاد الأوروبي وأصحاب المصلحة الآخرين.

موضوعات متعلقة