لقاء وزير خارجية إسرائيل ونظيرته الليبية.. ماذا يعني؟

الثلاثاء 29 أغسطس 2023 11:00 ص

لا يزال الجدل يتصاعد داخل ليبيا وإسرائيل في ظل تضارب الروايات بشأن اجتماع وزيري خارجية البلدين، مما فتح الباب واسعا أمام تساؤلات وترجيحات بشأن "الحقيقة الغائبة" والتداعيات المحتملة في بلدين لا يرتبطان بعلاقات رسمية معلنة.

والأحد، نشبت الأزمة إثر إعلان الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن وزيرها إيلي كوهين التقى نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع في روما الأسبوع الماضي استضافه نظيرهما الإيطالي أنطونيو تاياني.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم مصر والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

  • خلال عقود من حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (1967-2011)، كانت ليبيا مؤيدا قويا لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
  • رفضا للتطبيع مع إسرائيل، اندلعت احتجاجات في شوارع العاصمة الليبية طرابلس ومدن أخرى، ولوح المحتجون بالعلم الفلسطيني. فيما طالب المجلس الرئاسي الليبي، عبر رسالة، حكومة الدبيبة بتوضيح ما حدث، مشددا على أن هذا اللقاء "لا يعكس السياسة الخارجية الليبية ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، وينتهك القوانين الليبية التي تجرم التطبيع".
  • حكومة الدبيبة قالت إن اجتماع روما "كان عرضيا وغير رسمي ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات"، ثم أعلن الدبيبة، خلال وقفة أمام السفارة الفلسطينية في طرابلس (غرب)، إقالة المنقوش من منصبها، فيما أفادت تقارير إعلامية محلية بأنها غادرت إلى تركيا؛ إثر الكشف عن أول مبادرة دبلوماسية من نوعها بين ليبيا وإسرائيل.
  • لكن مكتب المنقوش قال إن اللقاء مع كوهين جاء "بإذن مسبق" من الدبيبة، كما أفاد مصدر إسرائيلي مسؤول بأن اللقاء "جرى التنسيق له على أعلى مستوى واستمر لقرابة ساعتين".
  • ربما يسعى الدبيبة، وفقا لخبراء، إلى تدشين تعاون مع إسرائيل يقود إلى برنامج تطبيع، للحفاظ على مصالحه الشخصية وفتح أبواب إضافية في الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل)، لكن الكشف عن هذا المسار ربما يؤثر على مستقبل الحكومة والدبيبة؛ إذ يرفض الشعب الليبي ومجالس النواب والرئاسة والأعلى للدولة التطبيع مع إسرائيل.
  • المعارضة الإسرائيلية تستخدم أزمة كوهين- المنقوش وقودا لمزيد من الهجوم على حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل نزاع سياسي واستقطاب مجتمعي على خلفية مشاريع قوانين تدفع بها الحكومة بزعم "إصلاح القضاء"، بينما ترى المعارضة أنها "تقوض الديمقراطية".
  • رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قال إن تسريب اللقاء "عمل غير احترافي وغير مسؤول وفشل خطير في الحكم"، مضيفا أن العديد من دول العالم "تتساءل الآن: هل هذه دولة (إسرائيل) يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟". فيما طالبت رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، كوهين بالاستقالة من منصبه، بعد أن "دمّر حياة الوزيرة الليبية".
  • في حال علم الدبيبة مسبقا باللقاء، فإن ما ترتب على الكشف عنه من غضب رسمي وشعبي في ليبيا،ـ من المرجح أن يوقف أي تحركات على مسار التطبيع مع إسرائيل على الأقل على المدى المنظور، وهو بالتأكيد ما لم تكن تأمله تل أبيب.
  • بكشفها عن اللقاء التاريخي بين وزيري الخارجية، يبدو أن حكومة نتنياهو (يمينية متطرفة) أرادت كسب شعبية لحظية، إذ تراهن على توسيع رقعة التطبيع مع العرب لمواجهة أزماتها الداخلية.
  • في ظل صمت رسمي سعودي، تتصاعد منذ أشهر تصريحات أمريكية وإسرائيلية عن تطبيع محتمل للعلاقات بين الرياض وتل أبيب ضمن "اتفاقيات إبراهيم"، التي وقَّعت عليها كل من الإمارات والبحرين والمغرب في 2020، بوساطة أمريكية، لكن رد الفعل الشعبي في ليبيا قد يدفع السعودية وغيرها من الدول في التفكير مليا قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة.

موضوعات متعلقة