لقاء وزيري خارجية مصر وإيران في نيويورك.. ماذا يعني؟

الاثنين 25 سبتمبر 2023 11:29 ص

في تطور لافت على مسار جهود مستمرة منذ عامين للاستئناف الكامل للعلاقات بين البلدين، التقى وزيرا خارجية مصر سامح شكري وإيران حسين أمير عبد اللهيان، في مقر البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء الماضي، على هامش اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية.

وعانت العلاقات بين البلدين من التوتر والجمود طيلة أربعة عقود؛ فعقب اندلاع ثورة الخميني في إيران عام 1979، توترت هذه العلاقات ثم انقطعت رسميا في 1980 إثر توقيع الرئيس المصري آنذاك أنور السادات على اتفاق سلام مع إسرائيل، واستؤنفت لمدة 11 عاما، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح.

  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال السبت إن عبد اللهيان وشكري "راجعا وضع العلاقات مع التركيز على المستقبل"، واللقاء يمثل "تطور جديد في العلاقات بين البلدين، وفي إطار الاتجاه الإيجابي للعلاقات الإقليمية بين إيران وجيرانها"، مضيفا أنه "فتح آفاقا جديدة" للعلاقات الثنائية، ومعربا عن أمله في اتخاذ "خطوات إيجابية جديدة".
  • قالت الخارجية المصرية إن اللقاء "تناول قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيسا على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
  • ثمة عقبات على طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، إذ تختلف مصر وإيران في رؤيتهما لقضايا إقليمية، مثل القضية الفلسطينية والوضع في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
  • تتخوف إسرائيل من أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران سيعزز نفوذ الأخيرة في المنطقة. وربما يمثل التطبيع بين مصر وإيران انتكاسة لجهود إسرائيل لتعزيز العلاقات القائمة بالفعل مع دول عربية وإقامة علاقات مماثلة مع دول أخرى، ولاسيما السعودية.
  • مصر طلبت من إيران، وفقا لمحللين، أن تلعب دورا إيجابيا لتقريب وجهات النظر لإنهاء الحرب وإحلال سلام دائم في اليمن بين الحكومة الشرعية (مدعومة من السعودية) وجماعة الحوثي (حليفة إيران)، بالإضافة إلى قضايا سوريا والعراق، حيث تمتلك طهران نفوذا كبيرا.
  • تتخذ القاهرة موقفا حذرا تجاه دور ونفوذ إيران الإقليميين، إذ تعتبرها تهديدا محتملا لمصالحها الإقليمية، فعلى الرغم من مشاكلها الاقتصادية وتراجع دورها الاستراتيجي، لا تزال القاهرة تطمح إلى الحفاظ على وضعها كقوة إقليمية.
  • كما تخشى القاهرة من احتمال أن تتغلغل إيران (ذات أغلبية شيعية) تدريجيا داخل المجتمع المصري السُني وصولا إلى المطالبة بفتح حسينيات وترميم المقامات والمطالبة بحرية ممارسة الشعائر الشيعية وتدريس المذهب الجعفري.
  • على الرغم من تلك العقبات، إلا أن التغييرات الإقليمية الأخيرة، ولاسيما استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة الصين في مارس/ آذار الماضي، خلقت بيئة أكثر إيجابية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران. لكن في الوقت نفسه، ترى مصر أن هذه المصالحة لا تزال تحت الاختبار، وبحاجة إلى وقت لإثبات جدية طهران في التهدئة.
  • طالما العلاقات بين إيران وكل من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل متوترة، فلن تعود العلاقات بين مصر وإيران، بحسب خبراء. لكن قبل أيام نفذت واشنطن وطهران صفقة لتبادل سجناء والإفراج عن أرصدة مالية إيرانية كانت مجمدة في كوروبا الجنوبية بموجب عقويات أمريكية، ضمن ما تبدو أنها مساعٍ أمريكية لاحتواء طهران بدلا من مواجهتها، وهو ما قد يدعم جهود التطبيع بين القاهرة وطهران.

موضوعات متعلقة