خبراء: لهذا تؤكد الإمارات على مواصلة التطبيع مع إسرائيل رغم حرب غزة

الجمعة 3 نوفمبر 2023 06:56 ص

سلط موقع "بريكنج ديفينس"، المعني بالشأن الدفاعي، الضوء على تأكيد رئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، علي النعيمي، على موقف بلاده "الثابت" من استمرار التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم رغم تصاعد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى ترجيحات معاكسة بأن يؤدي الصراع الحالي إلى تجميد المناقشات حول تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النعيمي كان حريصا، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، على نفي تعرض اتفاقات إبراهيم لخطر التمزق، واصفا إياها بأنها "مستقبلنا. فهي ليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة حيث يستمتع الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار".

وأضاف أن تصريحات النعيمي تأتي في الوقت الذي تلتزم فيه الدول العربية الأخرى، بالانتقادات اللاذعة لإسرائيل، بما في ذلك تلك التي قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، مثل الأردن، الذي استدعى سفيره من إسرائيل، يوم الأربعاء.

ويوم الخميس، أفادت تقارير أن البرلمان البحريني استدعى سفيره لدى إسرائيل وأوقف العلاقات الاقتصادية مع دولة الاحتلال، ما مثل أول تراجع لدولة موقعة على اتفاقيات إبراهيم عن علاقتها مع إسرائيل منذ بدء الصراع.

ورغم أن البيت الأبيض أعلن، الثلاثاء، أن السعوديين "ما زالوا ملتزمين" بالتطبيع، إلا أن الترجيحات تصب في صالح "تجميد" الحرب للمناقشات حول التطبيع بين إسرائيل وأكبر قوة سنية في المنطقة، بحسب خبراء "بريكنج ديفينس".

فوائد اقتصادية وأمنية

ونقل الموقع عن مصادره أن تعليقات النعيمي تعكس على الأرجح وجهة النظر الواضحة للإمارات بأن الفوائد الاقتصادية والأمنية لاتفاقيات إبراهيم، بما في ذلك تلك التي يوفرها حلف إسرائيل الوثيق في واشنطن، ستصمد أمام الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن الإمارات تبنت، أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة، علاقات دافئة مع إسرائيل، بما في ذلك الاهتمام بأنظمة الدفاع إسرائيلية الصنع.

وفي السياق، قال أندرياس كريج، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات المخاطر الاستراتيجية "مينا أناليتيكا" في لندن: "لست مندهشًا من تصريحات النعيمي لأن اتفاقيات إبراهيم والعلاقة مع إسرائيل أكثر استراتيجية للإمارات بكثير من حرب واحدة".

ويتفق مع كريج الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الأمنية، ديفيد دي روش، لكنه قال إنه فوجئ "بوقاحة تعليقات النعيمي"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الإمارات قالت، عندما تم التوقيع على اتفاقيات التطبيع، إنها "مشروطة" وستتوقف إذا حاولت إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية.

لكن نص الاتفاقية، كما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، لا ينص على ما أعلنته الإمارات، بحسب دي روش، مضيفا: "الإمارات لديها في الواقع القليل من النفوذ على إسرائيل الذي لم يكن لديها من قبل. ولذا أعتقد أنه قد يكون هناك شيء ما يحدث خلف الكواليس. لكنني لا أعتقد أن الإمارات في وضع يسمح لها فعليًا بمنع إسرائيل من القيام بأي شيء تعتبره في مصلحتها".

وقال كريج إن الإمارات رسمت خطًا أحمرا يسمح لها بانتقاد الانتهاكات في غزة، لكن دون المساس بالعلاقة مع إسرائيل، باعتبارها أكبر شريك لها في الولايات المتحدة.

وأوضح: "الأمر لا يتعلق بإسرائيل ولا بفلسطين. كان الأمر دائمًا يتعلق بإدارة العلاقة مع واشنطن. لذلك كانت اتفاقيات التطبيع في المقام الأول، ولا تزال، أداة لشراء الدعم من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في واشنطن".

وأضاف كريج: "لن يتغير ذلك أبدًا بالنظر إلى موقف الولايات المتحدة التي تقدم دعما لا لبس فيه لإسرائيل (..) الإماراتيون مهتمون بالعلاقات الدولية وعلاقتهم بواشنطن أكثر مما يعتقده العرب".

أنظمة التكنولوجيا الفائقة

وأشار إلى أنظمة التكنولوجيا الفائقة التي تستطيع دولة الإمارات الوصول إليها حاليا بفضل علاقتها مع إسرائيل، موضحا: "لقد زودت اتفاقيات إبراهيم الإماراتيين بشراكة قوية جدًا مع إسرائيل. وهذا أمر مفيد للغاية من الناحية الاقتصادية".

وبعد اتفاقية التطبيع، حجزت شركات السلاح الإسرائيلية جناحًا بمعرض دفاعي ضخم في الإمارات، ومعرض ومؤتمر الدفاع الدولي، آيدكس 2021، وأعلنت مجموعة الدفاع الإماراتية "إيدج" عن صفقات دفاعية مع شركات إسرائيلية لتكنولوجيا مواجهة الطائرات المسيرة والأنظمة الجوية غير المأهولة.

وفي هذا الإطار، قال دي روش: "الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة من دول اتفاق إبراهيم التي تحاول تطوير صناعة دفاعية قوية"، مشيرا إلى أن لديها "خارطة طريق طموحة لتصبح قوة تكنولوجية رائدة في المنطقة، وفي هذا السباق، يمكن لإسرائيل أن تكون صديقا قويا".

وأضاف: "أعتقد أن ما تعلموه، ربما يكون هناك قدر كبير من التعاون الإسرائيلي على وجه الخصوص. تريد الإمارات أن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا وتكنولوجيا الكمبيوتر، وكذلك العلوم الحيوية، وهي أشياء تطرحها إسرائيل كثيرًا على الطاولة، لذلك أعتقد أن الإمارات لديها الكثير لتخسره".

وفي سياق متصل، أشار مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، جوناثان لورد، إلى أن الإمارات أصبحت الإمارات الشريك التجاري السادس عشر لإسرائيل منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، كما وقعت معها اتفاقية للتجارة الحرة.

وأضاف: "ينام الإماراتيون تحت حماية نظامين مختلفين للدفاع الجوي الإسرائيلي، اللذين يحميان الإمارات من صواريخ الحوثيين، إلى جانب نظامي ثاد وباتريوت الأمريكيين".

وتابع: "الحسابات واضحة بالنسبة للإمارات وإسرائيل، ولا مجال للعودة إلى الوراء. فالفوائد التي تعود على كل منهما من التعاون الاستراتيجي تحجب تحديات التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة مع ضآلة الاحتجاجات الشعبية على المستوى المحلي".

المصدر | بريكنج ديفينس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات إسرائيل اتفاقيات إبراهيم التطبيع غزة علي النعيمي

الرئيس التونسي: مَن يتعامل مع العدو الصيهوني "خيانته عظمى"

لدعم غزة بمساعدات إنسانية.. الإمارات تطلق عملية "الفارس الشهم 3"

بموافقة الاحتلال.. مستشفى ميداني إماراتي على أبواب غزة

رويترز عن مصادر: الإمارات تخطط للحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل رغم العدوان على غزة

معرض دبي للطيران يشهد خلو منصتي عرض شركتين إسرائيليتين لتصنيع الأسلحة

خبراء: لهذا نجت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في الشرق الأوسط من حرب غزة

بين شعوب غاضبة وحسابات استراتيجية.. هكذا يتعامل الخليج مع غزة

الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع تتبرأ من سياسة حكومة بلادها مع إسرائيل