فورين بوليسي: هذه أبرز مكاسب جنوب أفريقيا بتحديها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

السبت 3 فبراير 2024 02:13 م

دخلت جنوب أفريقيا بنجاح ورشاقة بين فجوات النفاق الغربي إزاء ما يحدث في غزة، وخلقت حالة دولية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، عندما أقامت دعوى تتهم فيها الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني بشكل جعلها في وضع صانع السلام وبطلة الإنسانية، أمام العالم، لا سيما دول الجنوب العالمي.

منارة أخلاقية للعالم

وترى ساشا بولاكو سورانسكي، نائبة رئيس التحرير في مجلة "فورين بوليسي"، أن أبرز مكاسب جنوب أفريقيا الجيوسياسية تمثلت في استعاة بريتوريا سمعتها كمنارة أخلاقية للعالم، بعد أن كانت أوراق اعتمادها كلاعب عالمي جاد موضع تساؤل، بسبب رفضها اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب طلب من المحكمة الجنائية الدولية واستقبال قادة مثار جدل في العالم، مثل محمد حمدان دقلو، المتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور وبقية السودان.

وقد حازت قضية محكمة العدل الدولية على الأوسمة في جميع أنحاء الجنوب العالمي؛ حيث تدخلت حكومات من بنجلاديش إلى ناميبيا رسميًا لدعمها، ولم تعد حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي خائفة من معارضة واشنطن وتحديها علنًا.

وبعد استضافة قمة "بريكس" في أغسطس/آب الماضي، أوضحت بريتوريا أنها ليست راضية عن مجرد اتباع الخط المناهض للغرب الذي حددته موسكو وبكين، وباتت كأنها تسعى إلى قيادة الكتلة في حد ذاتها.

المعايير المزدوجة

وتقول الكاتبة إن المعايير المزدوجة الفاضحة للقوى الغربية الكبرى إزاء أحداث غزة، جعلت دول العالم، لا سيما الجنوب العالمي، سعيدة بتحرك جنوب أفريقيا نحو محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكما قال الكاتب البرازيلي أوليفر ستونكل مؤخراً في مجلة "فورين بوليسي"، فإن "العديد من البلدان النامية ترى في موقف الغرب بشأن إسرائيل وفلسطين دليلاً على أنه يطبق القواعد والمعايير الدولية بشكل انتقائي ــ وفقاً لمصالح جيوسياسية وليس بطريقة عالمية".

وكانت هذه الشكوك موجودة قبل فترة طويلة من الحرب الحالية في غزة.

وكان التصور بأن واشنطن وحلفائها يهتمون بالمعاناة الأوكرانية على أيدي الخصم، وليس معاناة الفلسطينيين على أيدي حليف، هو الدافع وراء موقف عدم الانحياز الذي تبنته العديد من الدول - بما في ذلك البرازيل وجنوب أفريقيا.

لكن القصف الإسرائيلي لغزة، والذي أدى إلى نزوح 1.9 مليون إنسان وقتل ما لا يقل عن 26 ألف شخص، كان سبباً في تغذية هذه المشاعر وجعل زعماء العديد من البلدان أكثر تشككاً في أي مناشدات من واشنطن أو العواصم الأوروبية لأسباب إنسانية.

إن معظم القادة الأجانب - والسكان - خارج أوروبا وأمريكا الشمالية لا يأخذون الآن النداءات الأمريكية أو الأوروبية لدعم أوكرانيا لأسباب إنسانية على محمل الجد نظراً للمعايير المزدوجة التي يرونها واستياءهم من التسلسل الهرمي للتضامن في الغرب، والذي يمنح الامتيازات بشكل واضح. ضحايا خصومها على ضحايا حلفائها، تقول الكاتبة.

اتهام إسرائيل بأريحية

تظل القضية الإسرائيلية الفلسطينية بمثابة المسار الثالث في السياسة البريطانية والأمريكية. (وفي هذا الأسبوع فقط، تم تعليق عضوية أحد الساسة العماليين في بريطانيا بسبب تلميحه إلى أن قصف غزة يرقى إلى مرتبة الإبادة الجماعية).

ولكن بالنسبة لأغلب دول العالم، فإن هذه لعبة عادلة.

ومن خلال رفع هذه القضية، جعلت جنوب أفريقيا من المقبول اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم خطيرة في إطار دولي رسمي كبير، تقول الكاتبة.

علاوة على ذلك، اضطرت إسرائيل إلى الرد قانونيا وليس خطابيا.

وتضيف: لأن محكمة العدل الدولية تفتقر إلى سلطة التنفيذ، فمن المرجح أن يكون الضغط الأمريكي على إسرائيل للتصرف بشأن التدابير المؤقتة للحكم هو الطريقة الوحيدة التي ستدخل حيز التنفيذ.

المصدر | ساشا بولاكو سورانسكي / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جنوب افريقيا محكمة العدل الدولية الابادة الجماعية غزة

نيكاراجوا تعتزم مقاضاة 4 دول غربية لدعمها جرائم إبادة جماعية محتملة بغزة

انتخاب القاضي اللبناني نواف سلام رئيسا لمحكمة العدل الدولية

حرب غزة.. 5 حقائق توضح موقف الدول الأفريقية من إسرائيل

قضية الإبادة الجماعية في غزة أمام "العدل الدولية".. فوز كبير ولكن ما التأثير؟

قضية جديدة أمام العدل الدولية ضد إسرائيل.. ورفح تثير جدلا بين تل أبيب وبريتوريا

حراك قانوني متصاعد.. محاكم عالمية تزدحم بقضايا ضد إسرائيل بسبب حرب غزة

محام جنوب أفريقي: إسرائيل فشلت باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية في غزة  

اليمين الإسرائيلي يفشل في عزل النائب عوفر كسيف لدعمه دعوى جنوب أفريقيا