استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل يتصدع الغرب الرأسمالي ويتفكك؟

الثلاثاء 12 يوليو 2016 06:07 ص

عندما جاء تصويت الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، طرح الكثير من المحللين العديد من التوقعات والتنبؤات، لما يكون عليه الغرب مستقبلاً، في ظل التفسيرات الكثيرة، من أن يحصل تفكك للغرب، كما حصل للاتحاد السوفييتي في نهاية القرن الماضي، عندما أقدم ميخائيل غورباتشوف على ما أسماه، إعادة البناء، (البيروسترويكا) التي طرحها بعد تسلمه الحكم عام 1985م، وهي ما ساهمت في انهياره، وسقوط المعسكر الاشتراكي كله، وانتهاء النظام الشمولي برمته في هذا المعسكر بعد ذلك، وانضمام بعض دوله إلى الاتحاد الأوروبي. 

نحاول هنا المقارنة بين ما حصل للاتحاد السوفييتي من تفكك وانهيار للنموذج الاشتراكي الشيوعي، وبين ما يحدث في الغرب الليبرالي الرأسمالي، رغم ما بينهما من مساحات كبيرة للاختلاف البين، لأن النموذج الرأسمالي، لم يجر تجديده، بإلغاء التوحش والاستغلال الذي اتسمت به الرأسمالية منذ القرن التاسع، رغم هامش الحريات والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، بعكس النموذج الشيوعي الذي تجمّد وتحجّر عن تغيير وتعديل نموذجه، ما جعل شعوب هذا المعسكر تفقد الثقة في هذا الفكر.

وجاءت «البيروسترويكا»، لتفتح الباب واسعاً لتغيير لتحولات هائلة، سقطت معها أنظمة عديدة، وتوحدت ألمانيا من جديد بعد اقتسامها بين المعسكرين بعد الحرب الكونية الثانية.. وكانت الفكرة الماركسية حاملة لأسباب فشلها، فقد انتقت الماركسية بعض مراحل التاريخ وصورته فيما أسمته بـ"الحتمية التاريخية" كما يقول المرحوم د. مصطفى محمود «فهم لم يأخذوا التاريخ كله كنموذج ليستنبطوا منه فنون حركته، وإنما أخذوا بعض مراحل التاريخ وفقرات هي التي وجدوا فيها مصداقية كلامهم وأغفلوا الباقي..

وما كان لأحد أن يحيط بالتاريخ كله ولو أراد، وما وصلنا من التاريخ ربما بعضه خضع للأهواء والميول. فالمادة التاريخية مادة خادعة وهي بطبيعتها متعددة المصادر ومتناقضة ومتضاربة ولا يمكن استيفاؤها كلها ولا جمعها كلها بيقين كاف كي يقول فيلسوف التاريخ بنظرياته، أو أنه استنبط منها قانوناً مطلقاً، وقول هذا الكلام هو السذاجة بعينها. ولكن الفكرة الموضوعية العلمية الأمينة لا تقول بأكثر من الترجيح والاحتمال».

فهل النموذج الرأسمالي الغربي، أصابه بعض التصلب والتحجر، كما جرى للنظام الشيوعي؟ لا شك أن سنن حياة الإنسان والدول تمر بمراحل من الصعود والسقوط، أو التقدم والتراجع، أو تشيخ مع مرور الزمن إن لم يتم التجديد في النموذج، وسد مواطن الخلل والفساد، ما يجعلها تنكمش وربما تتفكك، وهذه معروفة عند الكثير من المؤرخين.

ومن أسبق هؤلاء الذين تحدثوا عن هذه التحولات، العلامة ابن خلدون الذي أشار إلى دورة الحضارات في عمرها الافتراضي في الصعود والسقوط، وسماه "طبائع العمران" في التغير الذي يصيب الدول والمجتمعات، ويؤذن بتراجعها وانهيارها، والدورة الحضارية من ضمن السيرورة التاريخية، في حياة الأمم والدول، لكن يمكن تلافي هذه السيرورة الطبيعية من خلال التجديد والتغيير في حركة مداواة العطب التاريخي للسيرورة، عند ظهور الأعراض، لكن هل ما جرى في الغرب الليبرالي، ينطبق على مثل هذه الأسباب؟

ابن خلدون قال إن «الظلم مؤذن بخراب العمران»، والغرب تحدث عن المبادئ التي يحملها بعد عصر الأنوار في الحرية والمساواة والحقوق العادلة، لكنه لم يتمسك بتلك المبادئ التي يتحدث عنها، وتجد الكثير من المظالم تعشش في ظلم قوانين ونظم تم تسميتها لكل الإنسانية في هذا العالم، لذلك فإنه في ظل غياب تلك المبادئ عن التطبيق تظل الدول في حالة من التوترات والحروب والصراعات التي تعد من المقدمات لفساد العمران وانحلاله.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

الغرب الخروج البريطاني الاتحاد الأوروبي الاتحاد السوفياتي الرأسمالية الماركسية ابن خلدون طبائع العمران

عجزة الرأسمالية أقوى من لوبياتها وشبابها

أميركا اللاتينية ونهاية الرأسمالية!

الرأسمالية والديمقراطية ليستا نهاية التاريخ

«شارلي إيبدو» وفشل الليبرالية الغربية

الغرب يدفع ثمن تناقضاته الأخلاقية والسياسية

هل ستنتعش رأسمالية الكوارث في بلاد العرب؟

مأساة العرب في مرآة الغرب