تداول مغردون ونشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر خبرا مساء أمس بعودة رجل الأعمال التركي -الفلسطيني الأصل- «عامر الشوا» إلى بيته في اسطنبول بعدما أفرجت عنه السلطات الإماراتية دون مزيد من الايضاحات أو حتى بتصريح رسمي منه.

وكانت السلطات الإماراتية اعتقلت «الشوا» في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في مدينة أبو ظبي واقتادوه إلى دبي. ولم يسمحوا له بالحديث مع زوجته التركيَّة «أمل» إلّا ثوانٍ معدودة استطاع من خلالها أن يخبرها أنه قد اعتقل وأن الذين اعتقلوه ذهبوا به إلى مدينة دبي، من دون إبداء أي أسباب أو مبررات.

وسارعت حينها وزارة الخارجية التركية إلى تفعيل الإجراءات الدّبلوماسيّة مع القيادات الإماراتيّة بخصوص هذا الشّأن، وكلّفت الخارجية التركية سفيرها في الإمارات بالاستفسار عن وضع ومكان وجود «الشّوا»، إضافة إلى ذلك قام وزير الخارجية «مولود تشاويش أوغلو» بالاهتمام شخصياً بهذه القضية.

إلا أن الجانب الإماراتي لم يُعر لهذه القضية الاهتمام الكافي. فلم يقدّموا للجانب التركي أيّة معلومات عن سبب اعتقال «الشّوّا» ولا عن مكان وجوده ولا عن الجهة التي قامت باعتقاله، وحتّى هذه اللحظة لم تصدر السّلطات الإماراتيّة أيّ تصريح رسميٍّ حول هذا الموضوع.

وأدانت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والاقليمية اعتقال «الشوا» ومنها تقارير منظمتي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية كما أدانت منظمة الحقوق للجميع السويسرية اعتقال «الشوا»، ورأت أن تم دون إذن قضائي مسبق يمثل صورة من صور الاعتقال التعسفي، وأكدت أنه يعد انتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أنه يمثل مخالفة لقانون العقوبات الاتحادي نفسه، ودعت المنظمة، السلطات الإماراتية إلى سرعة الكشف عن مصير «الشوّا»، والسماح لمحاميه بالتواصل معه، وإطلاق سراحه ما لم يثبت عليه القيام بأي مخالفة للقانون.

كما دعا مركز الشؤون الفلسطينية في لندن دولة الإمارات إلى إنهاء عمليات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب لأكثر من مائتي معتقل لديها من 13 دولة.

وأعرب المركز في بيان له اليوم الجمعة 9 يناير/كانون الثاني الماضي بمناسبة مرور 100 يوم على اختطاف رجل الأعمال والأكاديمي التركي عامر الشوا من مطار دبي في 2 أكتوبر/تشرين أول الماضي، عن أسفه لغياب الشروط الدنيا لحماية حقوق «الشوا».

وتضمن البيان: «100 يوم من الاخفاء القسري بدون تهمة، وبدون محاكمة، وبدون محامي، وبدون تمثيل قنصلي، بدون اتصال مع العالم الخارجي، وبدون زيارة من الأهل، وهي جريمة تضاف لمئات غيرها من الاخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب في سجون الامارات طالت أكثر من مائتي شخص من 13 دولة».

وقال ذوو «الشوا» إنه جاء لأبوظبي لحضور حفل زفاف ابن اخيه، ولا يزال سبب احتجازه مجهولا على الرغم من أنه محتجز منذ أكثر من 5 أشهر ولم توجه ضده أية اتهامات.

ومن المعروف منذ زمن بعيد، أنّ دولة الامارات تعتبر بئراً مظلماً يختفي فيها مواطنو الدّول الأخرى من دون استجواب أو مبرّرات قانونيّة باستثناء مواطني الدّول التي تحتمي بالولايات المتّحدة الأمريكية وإسرائيل.

حر طليق

من جانبهم، عبر عدد غير قليل من الأصدقاء والنشطاء والمهتمين بالشأن الحقوقي عن فرحتهم وعبر آخرون عن استغرابهم حيث قال«Anas Mekdad» : «الإفراج عن عامر الشوا بعد اعتقال دام في سجون الإمارات عدة أشهر دون تهمة أومحاكمة صورته من اسطنبول الآن»، وقال: «وضعه جهاز الأمن الإماراتي صباح اليوم على طائرة متجهة الى اسطنبول دون ابلاغ احد .. وتفاجؤوا أهله به بينهم».

وكتب «عدنان حميدن»: «يعتقل رجل محترم مثل  الشوا في الإمارات 4 شهور بلا تهمة أومحاكمة ثم يُخلى سبيله بحمد الله لا تدري لماذا يعتقل و لا تدري كيف أُطلق سراحه»، بينما  كتب «د.يوسف السند» عبر حسابه على تويتر: «اللهم كما أفرحت أهل عامر الشوا بعد إطلاق سراحه من السجون الإماراتية.. فأفرح دعاة الإصلاح ووالديهم وبنيهم وذويهم بإطلاق سراحهم غانمين سالمين».

وعلق «Tariq Yousef» قائلا: «والعقبى لبقية الإخوة أصحاب الحرية وكلمة الحق»، وكتب الإعلامي الفلسطيني «عزام التميمي»: «عامر الشوا حر طليق بعد أشهر من الاختفاء القسري في سجون الامارات».

وقال «حمد الشامسي»: «بعد ٥ أشهر من الاعتقال التعسفي، عامر الشوا يعود إلى وطنه حرا»، وكتب الناشط  «خالد طه»: «بفضل الله..وصلني الان خبر الافراج عن الأخ العزيز عامر الشوا أبو الأمين...أبارك لوالدته المصابرة وزوجته وعائلته»، كما أكد «رائد الصلاحات» خبر وصوله فقال «حمدلله على السلامة اخي عامر الشوا اصبح حر طليق وقد وصل اسطنبول»،  فيما بارك «Omar Alhamss» خبر الإفراج عنه  قائلا: «عودة الشوا إلي اسرته سالما غانما، بعد اكثر من 130 يوم من الاسر في سجون الامارات».