بعد تحدي تنظيم «الدولة الإسلامية» لمصر من ليبيا وقتل 21 مسيحي مصري ذبحا وقيام مصر بغارات جوية علي ليبيا، تساءلت مجلة «كومنتاري» الأمريكية اليهودية عما إذا كان «الدولة الإسلامية» سيجعل ليبيا هي نقطة هجومه علي مصر، مشيره إلي أن مصر شأنها في ذلك شأن الأردن، ستكون هي الجبهة القادمة لتوسع التنظيم.
وتحت عنوان: «هل ستستخدم الدولة الإسلامية ليبيا كنقطة انطلاق لمهاجمة مصر؟»، قالت إن تنامي سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأراضي الليبية قرب حدود مصر يمثل تهديدا كبيرا لمصر.
وأوضح التقرير نه في ظل تهاوي ليبيا في أيدولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية» وبعد أن بات الوضع الأمني فيها هشا، وفي ظل سيطرة التنظيم على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، تبدو مصر الآن وكأنها الجائزة الكبرى لـ«الدولة الإسلامية».
وأرجعت المجلة ذلك إلى أن مصر تضم حوالي ربع إجمالي سكان الوطن العربي داخل منطقة الشرق الأوسط، كما أنها مهد انطلاق جماعة «الإخوان المسلمين»، مما يجعلها أفضل جائزة ينالها التنظيم بعد أن حقق مكاسب في دول أخرى.
ووصفت المجلة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» بأنه أصبح «أتاتورك العرب»، بعدما أصبح يعد بديلا للحكم الإسلامي بحسب قولها، وقالت إنه «يقود دولة يتم فيها احترام الإسلام لكنه بعيد عن الحكم، وتتضح رغبته في محاربة الجهاديين في مصر».
وأشارت المجلة إلى أن ما كان «غير معقول» قبل سنوات قليلة تحول الآن إلى حقيقة، فسوريا وليبيا كانتا الأكثر استقرارا في المنطقة، رغم أن نظاميهما كانا الأكثر قمعا، أصبحتا الآن «الأكثر فوضوية في المنطقة»، كما أصبح الشيعة القوة الغالبة في اليمن، مما خلق الهاجس الرئيسي في المنطقة، وباتت «إسرائيل» قضية هامشية في المناقشات بالعواصم العربية، أي لم تعد هي العدو للعرب.
ومضت المجلة تقول إنه في ظل انحدار ليبيا إلى الفوضى المستمرة وتحقيق تنظيم «الدولة الإسلامية مكاسب في الدولة الغنية بالنفط، فليس من المستبعد تجدد الجهود لزعزعة استقرار مصر، وربما دفعها لصراع حقيقي.
وشدد تقرير المجلة علي أن الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يمكن قصرها ببساطة على سوريا والعراق، فهزيمة التنظيم في أي من الدولتين لا تعني نهاية هذه الحرب، كما أن مصر، شأنها في ذلك شأن الأردن، ستكون هي الجبهة القادمة لتوسع التنظيم، وأصبح من الضروري دعم وتعضيد قدرات مصر لمحاربة الإرهاب، ليس فقط في سيناء، وإنما الأهم من ذلك جهود مكافحة التهديد الكامن في إقامة فرع لـ«الدولة الإسلامية في غرب مصر».