عبّر نشطاء ودعاة إسلاميون ورموز من التيار الليبرالي السعودي عن توقعهم أن يكون قرار رفع حظر السفر عن الداعية السعودي «سلمان العودة» المفروض عليه قبل أربع سنوات، خطوة أولى سيكون لها ما بعدها، على مستوى الحريات في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز»، داعين للإفراج عن باقي أسرى الحرية ومعتقلي الرأي ومنحهم حرية السفر والتنقل والاجتماع والتعبير.

وبينما جدد نشطاء الدعوة للإفراج عن دعاة مازالوا قيد الاعتقال أبرزهم الشيخ «خالد الراشد»، والدكتور «سعود مختار الهاشمي»، دشن النشطاء والمحبون للداعية «سلمان العودة» وسمًا تحت عنوان «#رفع_حظر_السفر_عن_الشيخ_سلمان_العودة» ووسوم أخرى، بعد أن تم تجديد جواز سفره في 16 فبراير/شباط الماضي، بعد رفع اسمه من قائمة المنع من السفر، المفروض عليه منذ أن تم إيقاف برنامج «حجر الزاوية» الذي كان يقدمه الشيخ على قناة «MBC» في رمضان 2011.

وكتب الشيخ «سلمان العودة» عبر حسابه على «توتير»، «أشكر لكل حبيب فرح للسماح لي بالسفر.. وشكرا لمن تسبب ولو بدعوة صادقة..اللهم لاتحرمني صدق إخائهم».

ووفقًا لوصف متابعيه، يمتلك الداعية «سلمان العودة» أسلوبا مميزا يعتمد فيه على الفسلفة والتعامل مع المنطق في الوعظ والدعوة، حتى أن واحدا من أبرز جمهوره هو الليبرالي السعودي «عبدالله الغذامي» الذي كتب ضمن المهنئين «الأخبار الجميلة تتوالى، زاد الله بلدنا فسحة من الحب والتآلف».

وللشيخ «سلمان العودة» خلفية مع اضطهاد السلطات، ففي عام 1994 أعتقل المشائخ الثلاثة: «ناصر العمر»، و«سفر الحوالي»، و«سلمان العودة» وسجنوا لمدة خمس سنوات، قبل أن يخرجوا في عام 1999م، وكان «سلمان العودة» (58 عاما)، أكثرهم إنتاجا، وأحدث نقلة نوعية في مسار الوعظ والدعوة.

دمت حرا

ووجه عدد من المغردين المقربين من الشيخ التهاني له حيث كتب الداعية الكويتي «طارق السويدان» عبر حسابه على «فيسبوك» قائلا: «تواصلت مع أخي وأستاذي الدكتور سلمان العودة مهنئا..ووجدته كعهدنا به مثالا للخلق في العفو والتسامح والحرص على مصلحة بلاده والأمة ونسأل الله أن يستمر هذا النهج في التفاهم ليكون خيراً للبلاد والعباد».

واتفق د.«عبدالإله العرفج» مع ما قاله «السويدان» وغرد قائلا: «ما زال الشيخ محلقا متساميا، وسيكون دافعا قويا لمواصلة الإبداع»، بينما كتب الشيخ «عبدالرحمن السديس» إمام الحرم المكي مهنئًا: «ألف مبروك..نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك».

وكتب الناشط الإماراتي «حمد الشامسي»: «كنت مقيدا لا تستطيع السفر، ومع ذلك انتشر فكرك وعلمك، نفع الله بك يا شيخ سلمان ودمت حراً». في حين علق د.«سعود الفنيسان» معتبرا أن «بوادر الخير على المخلصين تترا..دمتَ موفقا أبا معاذ».

واعتبر الخبير الاقتصادي «عصام الزامل» إن ذلك «خبر سار يبعث على التفاؤل للفترة القادمة، ألف مبروك للدكتور سلمان». أما الداعية د.«علي العمري» فقال: «أهنئ أخي الشيخ الدكتور سلمان العودة على حصوله على حرية السفر.. وقد صبر وظفر. وهذه دلائل تصرفات رشيدة».

دلالات القرار

فيما اتجه مغردون إلى النقاش حول دلالات القرار، حيث قال الأكاديمي السعودي «محمد الحضيف»: «احترام الحريات، سمة الأنظمة الراقية.. ومؤشر استقرار»، فيما أضاف المغرد «فهد العوهلي» واصفا القرار بالصواب وأنه «مؤشر خير تجاه لحمة وطنية يكللها إفراج عن معتقلي الرأي بحول الله».

وقال الداعية «محمد الشنار»محب إن «الأمور تُبشر بخير بإذن عزوجل على زيادة الة والثقة بين الراعي والرعية» وعلق قائلا: «أبعد الله كل من أفسد هذا الود».

وذهب «عبدالله الأسمري» إلى أن «خروج لجين وميساء، وإعادة محاكمة #رائف_بدوي، ورفع الحظر عن الدكتور سلمان مؤشرات جيدة لمرحلة مقبلة».

بينما غرد إمام الحرم المكي الشيخ «عادل الكلباني» على حسابه «أبارك للشيخ سلمان العودة رفع حظر السفر عنه، وأسأل الله أن يكون بداية رفع الحظر عن محاضراته وبرامجه».

وقال الشيخ «عائض القرني» إن «مثل هذا القرار يزيدنا ثقة وتفاؤلاً واجتماعاً على الخير وتعاوناً على البر والتقوى جزى الله خيراً من أصدره»، أما شقيقه «د.عوض القرني» فأعتبر أنه «قرار موفق ليس له أثر يذكر عمليا، لكنه من الناحية النفسية أعطى للناس رسالة إيجابية بالغة الأثر شكرا لمن أصدره»، وأضاف «لمعرفة الناس بشخصية خادم الحرمين وثقافته العالية ارتفع سقف توقعاتهم في قضايا المعتقلين ويتلهفون لخطوات كبيرة».

أما الأكاديمي الموريتاني «محمد المختار الشنقيطي» فرأى أن القرار«عودةٌ إلى الرشد، ورجوعٌ إلى الحق.. فلا مستقبل لأمةٍ يُهان خيارُها، ويُقيَّد أحرارُها».

مبعث تفاؤل

جانب من النشطاء توجه إلى شكر العاهل السعودي الملك «سلمان» بالمصاحبة لتهنئة الشيخ «سلمان العود»ة واعتبروها بشرى خير، ومنهم «د. حمد الغماس» صديق الشيخ «العودة»، حيث كتب بيتًا من الشعر يقول «إذا اشتدتْ رياحُ اليأس فينا.. سَيعْقُبُ ضيقَ شِدّتِها الرخاءُ، فبــعد العَتْمَةِ الظَّلماءِ نورٌ..وطولُ الليلِ يعقبهُ الضياءُ».

ورأى المحلل السياسي الأردني «ياسر الزعاترة» أنه «خبر طيب بالفعل، والأمل لأن يتواصل الانفراج». أما قراءة الشيخ والداعية «عبد الوهاب الطريري» فكتبها في «تغريدته»: «أقرأ في هذا الخبر طلائع بشائر خير مقبلة..اللهم ألف القلوب وأجمع الكلمة وأصلح الأحوال».

وكتب المحلل السياسي السعودي «مهنا الحبيل» إنه «قرار مهم رغم جزئيته، لرمز وطني كبير من أبرز شخصيات الاعتدال الإسلامي يعزز رسائل الملك سلمان للعهد الجديد», مضيفا «كما قلنا عند تولي الملك سلمان، فهذا القرار  يعزز فرص الإفراج عن كل معتقلي الرأي السلميين».

وأعتبرت د.«نورة خالد السعد» أنه «قرار متوقع في صفحات هذا العهد المبارك والعقبى لبقية المعتقلين»، بينما كتب الناشط الإماراتي «حميد النعيمي»:  «وللحرية طعم .. فالممنوع من السفر كمن يعيش في سجنٍ كبير».

وغرد «د.عبدالعزيز بن ذياب» وحسابات على تويتر شاكرين الملك «سلمان»: «شكراً للقائد الملك سلمان الذي أدخل البهجة والسرور إلى كل منزل»، وشاركه الرأي حساب «جامع الكتب والبحوث» الذي كتب «ألف شكر لخادم الحرمين الملك سلمان بلادي تعود لعهدها المشرق».

هل من مزيد؟

كانت شعار بعض المغردين، الذين  طلبوا المزيد من الحريات تعود بالنفع على البلاد والعباد، فـ«حجاج بن فهد العجمي» قال :«الفال لنا اللهمَّ ارزقني زيارة بيتك الحرام عاجلًا غير آجل»، وخصّ «عبدالقادر آل طلحة» تمنياته بـ«الفال للشيخ سفر الحوالي».

وتمنى الشيخ «خالد العلكمي» أن تكون «العقبى لمعتقلي الرأي بإذن الله أخبار تبعث على التفاؤل». وشاركه «عبدالله النغيمشي» حيث أعرب عن تمنيه أن «يتبع هذه الخطوة الإفراج عن عامة معتقلي الرأي وإن لا يعتقل صاحب رأي، وأن يظل الرأي خارج المعتقل حرًا».

ولمزيد من الخطوات المتوقعة كتب «محمد الخليوي»: «عقبال إطلاق سراح جميع المعتقلين ورفع منع السفر عن الممنوعين وإيقاف قمع حرية الرأي والتعبير».

بينما قال الناشط السعودي «عمر بن عبدالعزيز»: «ليش كان ممنوع أصلا ؟  يسجنونك ظلم واذا فكوك لازم تشكرهم ! يمنعونك من السفر واذا سمحولك لازم تشكرهم!»، وقال مستخدم آخر:«للأسف أصبح آخر تطلعات شعب بلاد الوحي أن يرفع عن أحدهم حظر السفر، أي شعب هذا!؟».