الخليج الجديد
أثار قرار منع تداول كتب الداعيين السعودي «سلمان العودة»، والكويتي «طارق السويدان» في المكتبات السعودية، جدلا بين المثقفين والكُتاب والمتابعين للمشهد، خاصة بعد سحب جميع كتبهم ومنشوراتهم من المكتبات.
ودشن ناشطون على موقع «تويتر» حملة تحت وسم «#سحب_كتب_سلمان_العودة»، وعلّق الشيخ «سلمان العودة» عبر حسابه قائلا: «اللهم لك الحمد..كلما سلبتني نعمة أعطيتني ماهو خير منها..الرضا والإحساس بقربك ولطفك». وأضاف في تغريدة أخرى: «ليت الوسم كان «#سحب_كتب_السويدان_والعودة_من_مكتبة_جرير» فى إشارة إلي أن السحب طال كتب «السويدان» هو الآخر، وأن «هذا هو الواقع حتى الآن». بحسب قوله.
وعبر ناشطون ومغردون عن غضبهم من هذا القرار على كلا الوسمين، وقال الكاتب والناشط السعودي «كساب العتيبي» في تغريده له أن قرار حظر كتب الداعيين هو سلوك لا تُمارسه إلا الأنظمة البوليسية التي تخاف من ظلّها، وتغار من عقول مُجتَمعها. بحسب تعبيره. مضيفا: «يسرقون مئات الملايين من ميزانية البلد، ويُحاربون مُفكرا لأنه استغنى عنهم بفكره وجمال عقله!!».
في حين علّق معارض سعودي ليبرالي حول مغزى منع الكتب، قائلا: «لماذا تمنع؟ وهي كتب توعوية تنورية ثقافية فكرية تقدمية عقلانية ؟!». مضيفا أنها لو كانت كتب إنحراف فكري لم تكن لتمنعها السلطات السعودية.
ومن ناحية أخرى قالت الكاتبة والباحثة الأكاديمية «مضاوي الرشيد» مُعلقة على حظر الكتب في المملكة، وهي التي طالها قرار بحظر كتبها هي الأخري فى وقت سابق: «نظام فاشي لم يجد معركة الا مع الكتب، أين ذهبت الكلمة الاولى "إقرأ" أيها النظام المتخلف خارج الزمان والمكان؟ بدون التعددية الفكرية لن تنجو السفينة من الغرق»
وأبدت «الرشيد» تعاطفا مع العودة قائلة: «ياصبر هذا الشيخ على القمع والأذية رغم انه لا يقول الا ٥% مما يجول في خاطره والله أعلم». كما أضافت: «الفكرة لا تسحب من السوق بل تبقى محفوظة في الذهن، أنصحكم بكتاب أسئلة الثورة موجود على النت وليذهب النظام السعودي الى الجحيم».
يُذكر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية كانت قد أرسلت تعميما إلى كبرى مكتبات المملكة بسحب مؤلفات «العودة» و«السويدان» «فورا»، ويشير أحد مدراء مكتبة جرير الشهيرة في لقاء له مع صحيفة «الحياة» أن هذا التعميم دعاهم إلى تطبيق التعليمات الواردة بهذا الخصوص، مشيرا إلى أنه ليس التعميم الأول بسحب الكتب، وأنه وردت العديد من ذات التعميم في أوقات سابقة، كما أشار أن كتب الداعيين الإسلاميين المشار إليهما تعتبر «من أفضل الكتب مبيعا».
