انتخابات العراق.. «الصدر» يعود لقيادة المشهد السياسي

الأحد 13 مايو 2018 10:05 ص

أظهرت النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية العراقية اتجاه رجل الدين الشيعي البارز «مقتدى الصدر» إلى تصدر الانتخابات النيابية العراقية، ما يعيده مرة أخرى إلى الساحة السياسية في العراق بعد أداء قوي في الانتخابات البرلمانية لينهي بذلك سنوات من التهميش من قبل منافسيه المدعومين من إيران.

ويقول مراقبون للشأن العراقي إن الانتخابات النيابية كشفت عن مفاجآت تراجع النفوذ الإيراني والأمريكي أيضا، وذلك في ظل تصدر «مقتدى» العائد من بين الظلال بعد سنوات من التهميش.

وبات تحالف رجل الدين الشيعي هو الأوفر حظا في الانتخابات الوطنية، بعد فرز ما يزيد قليلا على نصف محافظات البلاد.

وتتواتر نتائج الانتخابات ليلة الأحد بعد يوم من إغلاق صناديق الاقتراع في جميع أنحاء العراق، حيث ظهرت النتائج 10 مقاطعات من محافظات البلاد البالغ عددها 19 مقاطعة، بما في ذلك بغداد والبصرة ذات الثقل الانتخابي الكبير.

وجاء تحالف المرشحين المدعوم من المليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) في المرتبة الثانية في حين كان أداء رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» سيئة في غالبية المحافظات الشيعية التي كان ينبغي أن تكون قاعدة الدعم له.

وتميزت الانتخابات بانخفاض نسبة الإقبال، رغم أنها أول انتخابات منذ إعلان العراق انتصاره على تنظيم «الدولة الإسلامية» والرابعة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين».

ووفقا للنتائج الرسمية، فقد أدلى في الانتخابات 44% فقط من الناخبين المؤهلين بأصواتهم، بينما لم تشهد الانتخابات منذ عام 2003 نسبة إقبال أقل من 60%.

وألقى مسؤولو لجنة الانتخاب باللوم على انخفاض نسبة الإقبال على مجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة، واللامبالاة الناقدة والمخالفات المرتبطة بنظام التصويت الإلكتروني الجديد.

وصنع الصدر اسمه من قيادته انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق، ليستقي بذلك دعم الأحياء الفقيرة في بغداد ومدن أخرى، ووصفت الولايات المتحدة «جيش المهدي»، وهو فصيل شيعي مسلح موال للصدر، بأنه أكبر تهديد لأمن العراق.

وبينما صوت كبار الساسة في فندق فاخر ببغداد أمس وهم يرتدون سترات حديثة، ظهر «الصدر» بعباءته وعمامته التقليديتين وهو يسير إلى مركز اقتراع للإدلاء بصوته.

وعززت لقطات تلفزيونية لـ«الصدر» صورته كمتمرد يجد هوى في نفوس المحرومين العراقيين.

لكن الصدر الذي قاتل الأمريكيين، يعد أيضا واحدا من الزعماء الشيعة القلائل الذين يحتفظون بمسافة بينهم وبين إيران صاحبة النفوذ القوي في العراق، وهو ما دفع مراقبين لاعتبار تقدم الصدر خسارة للإيرانيين والأمريكان على حد سواء.

وظهر «الصدر» في واجهة الأحداث خلال الاضطرابات والفوضى التي اندلعت في العراق بعد إطاحة القوات الأمريكية بحكم «صدام حسين» عام 2003.

وتحدى الفصيل المسلح التابع للصدر، والذي يتسلح أغلب أفراده ببنادق الكلاشنيكوف والقذائف الصاروخية، أقوى جيش في العالم لدى محاولته إعادة الاستقرار للعراق.

ويستمد الصدر الكثير من سلطته من عائلته. فوالده هو آية الله العظمى محمد صادق الصدر الذي اغتيل في عام 1999 لتحديه صدام حسين. وقتل صدام أيضا ابن عم والده محمد باقر في عام 1980.

وما زال بإمكان الصدر حشد الآلاف من أنصاره للضغط لتحقيق أهدافه وتشكيل تحالف بعيد الاحتمال مع الشيوعيين وأنصار علمانيين مستقلين آخرين للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لإنهاء الفساد.

قال نائب في البرلمان المنتهية ولايته، «جمعة البهادلي»، من كتلة الصدريين إن «برنامجنا يتضمن بناء مؤسسات دولة فاعلة وخالية من الفساد، ويتضمن إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية كالطبابة والتعليم للفقراء».

ويمتد التأييد للصدر إلى مدينة البصرة معقل الشيعة في جنوب البلاد وبالقرب من حقول النفط الرئيسية بالبلاد.

بينما اعتبر أحد أنصار تيار «الصدر» (يدعى مهند محمد صاحب - 38 عاما) بعد أن صوت لقائمة سائرون أن «اليوم يعد انتصارا على الفاسدين الذين حكموا العراق منذ 2003، اليوم اثبت التيار الصدري وأتباع الصدر أنهم هم الشعب».

 

  كلمات مفتاحية

انتخابات العراق مقتدى الصدر أمريكا إيران

الانتخابات العراقية.. «الصدر» و«الحشد الشعبي» يتقدمان على «العبادي»

العراق.. «الصدر» يعزز تقدمه بالانتخابات بصدارة محافظتين أخريين

مشاورات بين «الصدر» و«العبادي» و«الحكيم» لتشكيل الحكومة العراقية

تحالف وشيك بين أربع كتل فائزة بانتخابات العراق