حروب محدودة بحسب الطلب

الأحد 1 مارس 2015 05:03 ص

ظنّ «باراك أوباما»، في عام 2013، أنه في الطريق لإحراز الانتصار على تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وباكستان، وأن الحرب الكونية على الإرهاب قد وجدت نهايتها. وقال حينها إن «هذه الحرب، كسائر الحروب، يجب وضع حد لها. هذا ما تعلّمناه من التاريخ». وأعلن أيضاً أنه بالاشتراك مع الكونغرس، يريد أن يغيّر في الإعلان الرئاسي الذي مُنح لجورج بوش الإبن، وأنه يريد تعريفاً جديداً لاستخدام القوة العسكرية الأميركية في صراعات العالم.

لكن «أوباما» الذي بدأ ظهوره السياسي بمعارضته للحرب على العراق في العام 2003، عاد اليوم لمطالبة الكونغرس باعتماد إعلان رئاسي جديد يخوّله استخدام القوة العسكرية الأميركية، بما فيها القوات البرية، لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وحلفائه. وفي ذلك يقول أيضاً «إني على يقين بأن الولايات المتحدة لن تنجرّ إلى حروب أخرى في الشرق الأوسط»، مؤكداً أنه ينوي استخدام القوة العسكرية في حال فشل حلفائه في محاربة القوى المتشددة والإرهاب فقط.

لم تجرِ الأمور كما أراد لها أوباما أن تجري. إذ واجه انتقادات من نواب حزبه الديموقراطي، الذين قالوا إن الإعلان الرئاسي الجديد غامض، ولا يحدّد المدى الجغرافي ولا الجدول الزمني الذي سيعمل في إطاره. أما النواب الجمهوريون، فقالوا إن الإعلان يفتقر إلى استراتيجية عسكرية شاملة وإلى أداة تنفيذية قوية. وقد أتى ذلك الإعلان بعد بداية الحرب الجوية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

واعتمد «أوباما» في ذلك على إطار واسع من مفهوم استخدام القوة ضد تنظيم «الدولة» وحلفائه، وعلى الحق في الدفاع عن النفس. وحثّ الكونغرس على التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الأمر.

ويسمح إعلان «أوباما» الجديد باستخدام القوات البرية في عمليات محدودة تقوم بها القوات الخاصة. كما يبيح الإعلان استخدام المستشارين العسكريين لإعطاء النصائح للقوات الحليفة لأمريكا.

لم يقنع ذلك كله بعض الصقور من قادة الحزب الجمهوري، وفي مقدّمتهم السيناتور ليندسي غراهام، الذي طالب بجلسات استماع مستمرة حول سياسة أميركا في الشرق الأوسط، وبتوضيح ما إذا كانت الضربات الجوية ستستهدف أيضاً نظام بشار الأسد في سوريا. وقد شدّد الأخير على أن القوة العسكرية الأميركية تستطيع إنجاز الكثير من الانتصارات في منطقة الشرق الأوســــط. أما أعضاء مجلـــس الشيوخ من الديموقراطيين، فقالوا إن الإعلان يتيح لأوباما أو خليفته إرسال قوات برية أميركية في المستقبل.

ويوجد حالياً في العراق 2630 جندياً أميركياً. وهم يقدمون المشورة العسكرية للقوات العراقية ولقوات «البيشمركة» الكردية. وتستعد القوات الأميركية للبدء بأعمال تدريب لمعارضين معتدلين لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الأميركيين يعتبرون التنظيم تهديداً لهم، لكنهم يعارضون إرسال قوات برية إلى العراق حتى في حال فشلت الغارات الجوية في تحقيق أهدافها. ويعتبر جاك سميث، الأستاذ في جامعة هارفارد، أن الإعلان الجديد هو توسيع لسلطات رئيس أميركا، وأنه قابل للاستخدام في أي وقت. 

 

  كلمات مفتاحية

أمريكا سوريا العراق الحزب الجمهوري أوباما

أوباما لن يتنازل عن الاتفاق مع ايران

«أوباما» يدفع المنطقة نحو الهاوية

هل يخاطر أوباما بصدام عسكري مع روسيا؟

أوباما: لا حلول عسكرية!

أوباما وخامنئي وأفكارهما المُؤسِّسة