أوباما لن يتنازل عن الاتفاق مع ايران

الثلاثاء 24 فبراير 2015 03:02 ص

الخطوة الانتقامية المتمثلة بمقاطعة مؤتمر اللوبي الإسرائيلي بواشنطن "إيباك"، والتي وفقا لتقرير الأسوشيتيدبرس يتم الآن دراستها كجزء من الجهود لتقزيم قدر الامكان الخطاب المرتقب لرئيس الحكومة نتنياهو في الكونغرس، وإبعاد الأنظار عنه، لم تهدف الى معاقبة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بل لإرسال إعلان قاطع بأن شيئا لن يثني البيت الابيض عن التوصل الى اتفاق مع إيران. 

هذا لا يعني أن الاتفاق يجب أن يوقع حتى التاريخ الهدف وهو 24 آذار. حسب التقديرات في الامم المتحدة في نيويورك فانه من شبه المؤكد أن الاطراف ستقرر مواصلة المفاوضات حتى الربيع، لكن مع ذلك من الواضح أن الرئيس براك اوباما مصمم على انهاء السنتين الاخيرتين من ولايته بما يراه انجازا مركزيا، وربما الوحيد المهم في سياسته الخارجية – انهاء عهد العداء بين الولايات المتحدة وايران.

في البيت الابيض لم ينفعلوا من الملاحظة الواردة في تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي نشر أول أمس والذي جاء فيه أن "ايران لن تعطي توضيحات بشأن فحص المواد المتفجرة ووسائل اخرى من شأنها أن تستخدم في بناء القنبلة النووية". شخصيات امريكية لها علاقة بالاتصالات مع ايران تشير الى أن الولايات المتحدة ستصر على أن كل اتفاق سيتم التوصل اليه سيتضمن معايير وشروط تضمن ألا تستطيع ايران انتاج السلاح النووي. تجدر الاشارة الى أن التقرير يتضمن ايضا ملاحظة ايجابية، وحسبها فان ايران توقفت عن توسيع تجاربها بشأن اجهزة الطرد المركزي، وفقا للتوافقات التي تم التوصل اليها حتى الآن في المحادثات.

مهما كان الامر، حتى اذا قرر نتنياهو الظهور أمام الكونغرس، فان خطوة كهذه لن تقوم باصلاح شيء من الجو المتعكر بين رئيس الحكومة والرئيس الامريكي، ولن تقوم باصلاح الدمار الذي وقع بين اسرائيل وزعامة الادارة الامريكية. هذا ضرر كبير لذخر استراتيجي مهم لاسرائيل، لكن يمكن اصلاحه – فقط بشرط ألا يكون رئيس الحكومة القادم لاسرائيل هو نتنياهو.

ما يجري الآن هو مواجهة مباشرة بين رجلين وكلمة المفتاح لوصف تصرفهما هي "الآن بالتحديد". الرئيس اوباما يصر على أن يثبت أنه بالتحديد في السنتين الاخيرتين من ولايته، التي حسب العرف غير المكتوب تكون ضعيفة، يتهيأ لاظهار حضور فاعل وتدخل شديد بهدف تحقيق اهداف، خصوصا في السياسة الداخلية، لكن ايضا في مجال السياسة الخارجية.

في المقابل، نتنياهو الذي يعتقد أنه ايضا على خلفية الفضائح وما تم كشفه من امور مربكة، سيتم انتخابه ثانية، مقتنع بأنه بالضبط على خلفية النقاش الحاد وموجة الانتقادات ضد ظهوره في الكونغرس – هو الذي سيقوم بمهمة نبي الغضب ويبين للعالم الخطر والتهديد الكامن في ايران نووية. نظرا لقوة البيت الابيض ودعم اغلبية الامريكيين للسياسة الخارجية المسالمة لاوباما – فان لـ "بالضبط" الخاصة باوباما لها احتمالات اكثر للنجاح من "بالضبط" الخاصة بنتنياهو.

من كل هذه القصة غير الجيدة فان "ايباك" تخرج مسكينة وحزينة وجريحة. الجالية القديمة، التي فقدت في السنوات الاخيرة الكثير من زخمها كمنظمة مُحكمة وناجعة، تمت معاقبتها. قرار نتنياهو الاستجابة لدعوة رئيس الجمهوريين في البيت الابيض، جون باينر، والجدل الشديد بأن ظهوره المرتقب كان مستفزا – أضرا كثيرا بـ "ايباك".

هذه منظمة تتركز معظم نشاطاتها في تلة الكابتول وهدفها عمل تكتل لصالح اسرائيل في وسط رجال التشريع جميعهم، الجمهوريين والديمقراطيين معا. رئيس الحكومة المعروف بتأييده للجمهوريين، يعتبر اليوم مثل الابن العزيز لزعامة الحزب، وبطل الاغلبية الديمقراطية في تلة الكابتول – في نفس الوقت يعتبر محل غضب كبار المشرعين الديمقراطيين. هذا تموضع بائس لزعيم اسرائيل، الذي يخالف بصورة واضحة اهداف "ايباك" ويخرب اعمالها.

حسب اقوال مصادر دبلوماسية في نيويورك فان الولايات المتحدة ليس فقط اصبحت تستبعد اسرائيل من ابلاغها عن اسرار المفاوضات مع ايران، لكن ايضا نظرائها في مجموعة الدول الست العظمى (التي تجري رسميا المفاوضات مع ايران). بتوجيه من البيت الابيض وبالتنسيق مع وزير الخارجية جون كيري، فان البعثة الامريكية برئاسة وندي شيرمان تجري محادثات مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، التي لا يتم ابلاغ ممثلي الدول العظمى بها.

وحسب أقوال المصادر "الامريكيون يتركون للاوروبيين معالجة الازمة المستمرة في اوكرانيا، لكنهم اخذوا على عاتقهم ادارة المفاوضات مع ايران. الرئيس اوباما يتوق الى أن يكون الاتفاق مع ايران انتصارا منفردا للولايات المتحدة".

 

  كلمات مفتاحية

خطاب نتنياهو مواجهة مباشرة أوباما نتنياهو الولايات المتحدة إيران اتفاق نووي

استئناف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران غدا في جنيف

مسؤول أمريكي تعليقا على خطاب «أوباما» بشأن النووي الإيراني: «يبدو أنه كتب في ‏‫طهران»‏

«أوباما» يرفض إقرار عقوبات جديدة على إيران ويتعهد مجددا بإغلاق «غوانتانامو»

«أوباما» لا يستبعد فتح سفارة أمريكية في طهران حال الوصول لاتفاق بشأن البرنامج النووي

وراء الإطاحة بـ«هيغل».. توترات بسبب سوريا وفريق «أوباما»

«أصدقاء الشيطان»: العلاقات الأمريكية الإيرانية أبعد من مجرد اتفاقٍ نووي

«إسرائيل»: إيران استخدمت موقع «بارشين» العسكري لاختبار تكنولوجيا تفجير نووي

حروب محدودة بحسب الطلب