اعتقل جهاز الأمن الإماراتي مواطنا أمريكيا يعمل في شركة مقرها أبوظبي عد عودته من إجازة في فلوريدا بسبب «تدوينة وضعها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أثناء وجوده في الولايات المتحدة».
وكان «رايان بيت» الذي يعمل فنيا في شركة لصيانة طائرات الهليكوبتر قد كتب تدوينة علق فيها بعد جدل مع إدارة شركة «غلوبال أيروسبيس لوجيستك» التي يعمل فيها بشأن إجازة مرضية طلبها بسبب معاناته من آلام في الظهر وحاجته لإجراء فحوصات طبية.
وبعدما رفضت الشركة طلبه، كتب على فيس بوك تعليقا حول الشركة التي مقرها في أبو ظبي، انتقد في تدوينته الشركة وحذر من التعاقد معها، كما اشتكى من الحياة في الإمارات واستخدم إشارات عنصرية بشأن سكان المنطقة.
وحين عاد «بيت» إلى أبو ظبي بهدف الاستقالة، طلب منه مراجعة أقرب مركز للشرطة، حيث جرى احتجازه في الـ16 من فبراير/ شباط بتهمة انتهاك قوانين الإنترنت في الإمارات العربية المتحدة وتم إطلاق سراحه في 24 من الشهر ذاته بكفالة لحين موعد المحكمة في الـ17 من مارس/ آذار الجاري، وقد يواجه حكما بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة كبير إذا أدين.
تعاطف أمريكي
ووجدت قضية «بيت» تعاطفا من عضو الكونغرس «ديفيد جولي»، الذي اتصل بوزارة الخارجية الأمريكية والمدعي العام في الإمارات العربية مطالبا بإغلاق القضية.
وقال «جولي» «إنه لشيء مزعج أن يحاكم بيت في الإمارات العربية بسبب أمر فعله في وطنه»، كما يسعى عضو الكونغرس للاجتماع بالسفير الأمريكي لدى دولة الإمارات لطلب مساعدته في القضية.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن سفارتها في أبوظبي ساعدت «بيت» في الحصول على استشارات قانونية وطبية.
وقال «بيت» في مقابلة مع صحيفة أمريكية «أود الاعتذار لكل من تسببت له بضيق أو حرج، لم أكن أقصد ذلك، لكن انفعالاتي تمكنت مني».
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد انتقدت الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري في الإمارات وقال «جو ستورك» نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «لقد اعتادت الإمارات أن تمر انتهاكاتها المتسلسلة للحقوق دون تعليق من المجتمع الدولي الذي يبدو خانعاً أمام دبلوماسيتها الهجومية. وكلما طال هذا الصمت، زاد ظهور المجتمع الدولي بمظهر من يرسل رسالة تفيد بعدم الاكتراث».