استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لعبة تركيا متعددة الأوجه في الطريق إلى عاصمة السنة

الأربعاء 11 مارس 2015 05:03 ص

إحدى التجديدات المتعددة التي ادخلها رئيس تركيا الى قصره الفاخر هو مختبر للاكل مجهز يعمل به بشكل دائم اربعة اشخاص مختصون يفحصون مكونات الاكل الذي يصل الى فم الرئيس. الأمور الصحية ليست على الجدول، ولكن الخوف من التسميم. «رجب طيب اردوغان» ليس رئيس الدولة الوحيد، وبالتأكيد ليس هو الاول، الذي يشغل طاقما لمراقبة وفحص الأكل الذي يصل الى مائدة الزعيم. فقد اعتاد السلاطنة العثمانيون على تشغيل متذوقون للاكل، وكذلك ايضا العديد من الزعماء العرب المعاصرين.

ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك علنا، وعندما كشف الطبيب الخاص لـ«أردوغان»، الدكتور «جودت أردول»، الأسبوع الماضي عن تفاصيل الاجراء، كان في تركيا من فسر ذلك الاعلان عن ذلك كإحدى نزوات «اردوغان» التي تهدف الى إظهاره كمن هو عرضة للخطر.

إلى جانب ذلك، يبدو أن التهديد بالتسميم لم يزعج «أردوغان» الى هذا الحد عندما زار هذا الأسبوع العربية السعودية، والذي وفقا لمصادر تركية، تناول الرئيس الطعام على مائدة «الملك سلمان» بدون أن يقوم أحد بفحص الوجبات. الأمر الذي تم فحصه بدقة، بشكل أساسي في الصحف المصرية، كان الاستقبال الذي حظي به «أردوغان» مقابل ذلك الذي حظي به الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، الذي زار السعودية في نفس الفترة. ففي الوقت الذي استقبل فيه الملك سلمان بنفسه الرئيس «السيسي»، فقد استقبل «اردوغان» في مطار جدة حاكم جدة وبعض مساعديه.

ليس هناك شك في ان السعوديين يعرفون كيفية تمرير الرسائل الدبلوماسية من دون ان تكون ظاهرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن زيارة «اردوغان» للسعودية هي علامة هامة على الطريق في سياسة كلا الدولتين. فمقابل الملك السعودي الراحل «عبد الله» الذي رأى بـ«أدوغان» خصما وبتركيا دولة يجب كبح تأثيرها وقوتها في الشرق الوسط العربي، يبدو ان للملك «سلمان» تفكير آخر. العديد من المحللين السعوديين الذين كتبوا عن الزيارتين الرسميتين، رحبوا بزيارة «اردوغان»، واوضحوا لمصر انها لن تملي على السعودية سياستها الخارجية، او تحدد فيما اذا كانت تركيا ستقوي علاقاتها مع السعودية ام لا.

سعودية الملك «سلمان» تلمح، وليس بمرونة، الى ان سياسة «الملك عبد الله» هي التي تسببت بانتشار تأثير «أردوغان» في المنطقة، وان إيران تعتبر، أكثر من السعودية، هي التي تقاتل بشكل فاعل تنظيم «الدولة الاسلامية» وان تساهل السعودية في اليمن أدى الى سيطرة الحوثيين، المدعومين من ايران، على السلطة في البلاد. ويقدر بعض المحللين ان السعودية  تطالب بتشكيل محور ضد الشيعة وضد ايران الذي من الممكن أن تلعب فيه تركيا دور رئيسي. ولكن محور كهذا لا يمكن بدون ان يضم مصر، التي تعمل مع السعودية ودول الخليج على اقامة قوة عربية مشتركة للتدخل السريع تضم 40 الف جندي. 

إنضمام تركيا لمحور مثل هذا يستوجب تصالحا بين مصر وتركيا. وهذا الامر تم نقاشه بتوسع في اللقاء بين «سلمان» و«اردوغان»، والذي في ختامه قال اردوغان ان «السعودية ترغب بالمصالحة بين تركيا ومصر». واشار الرئيس الى ان السعودية لم تمارس عليه ضغوطا لتحسين علاقاته مع مصر واضاف انه «لا يجوز ان تقام علاقة تركيا والسعودية في ظل العلاقات بين مصر وتركيا».

كما قال «اردوغان» ايضا ان «مصر، تركيا والسعودية تشكل مثلث دول هامة في المنطقة». ولكن على عكس هذا الاطراء الموجه الى مصر، نشر كبير مستشاري «اردوغان» الدكتور «ابراهيم كالين»، مقالا في الصحيفة التركية المؤيدة للحكومة (ساباه) ان «الانقلاب الذي حصل في مصر تسبب بتوتر وخلافات سياسية».

مصطلح «انقلاب»، كما هو معروف هو تعبير عن عدم مشروعية النظام، وهو يثير حفيظة «السيسي» منذ تسلمه للسلطة في يوليو/تموز من العام 2013. الانتقاد الشديد الذي وجهته تركيا، لازاحة «الاخوان المسلمين»، كان عنصرا رئيسيا في القطيعة بين البلدين، والذي شمل مقاطعة مصرية رسمية لشركات تركية وإعادة سفيري البلدين الى بلادهما. وبناء على ذلك فمن الصعب التحديد في هذه المرحلة اذا كانت جهود المصالحة التي يقوم بها الملك السعودي سوف تؤدي الى انطلاقة في العلاقات بين مصر وتركيا، ولكن بالنسبة لمصر، المرتبطة اقتصاديا بالدعم السعودي، تم التلميح مؤخرا ان سياستها الخارجية لا يمكن ان تكون منفصلة عن التطلعات السعودية. 

وفي تركيا ايضا، فليس الكل راض عن كسر الجليد مع السعودية، خاصة وأن اجراء كهذا سيؤدي الى العداوة بين ايران وتركيا. الخبير في القانون الدولي التركي، «موراتياتكين»، يعتقد ان على تركيا الامتناع عن اتخاذ خطوات احادية من شأنها ان تؤدي الى مواجهة مع ايران، وان التحالف السني العربي من شأنه ان يلحق الضرر في شبكة العلاقات الهشة والحيوية بين الدولتين. ويطرح ياتكين حجة هامة اخرى، وذلك ان فكرة التحالف السني تتجاهل حقيقة ان المعركة الرئيسية في الشرق الاوسط هي ضد التنظيمات السنية المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة. 

من هذه الناحية فإن تركيا تدير لعبة متعددة الوجوه: فمن جانب هي ليست شريكا رسميا في التحالف الغربي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والطائرات الاميركية لا يسمح لها باستخدام المطارات التركية، من اجل القيام بعمليات القصف لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا. ومن جانب آخر، فقد اعلن هذا الاسبوع وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ ان تركيا ارسلت وستستمر في إرسال، تجهيزات عسكرية الى العراق من اجل المساعدة في المعركة التي يتم التخطيط لها من اجل تحرير الموصل من ايدي الجهاديين. كما اعلنت تركيا انها سوف تستقبل اللاجئين العراقيين الراغبين على اراضيها مع نشوب المعركة، ولكنها لن تشارك بصورة مباشرة في النشاطات العسكرية. 

زار الجنرال الاميركي المتقاعد، جون آلين، الذي ينسق نشاطات قوات التحالف ضد الدولة الاسلامية، في الاسبوع الماضي تركيا من اجل مواصلة الحوار المستمر فيما يتعلق بالتعاون التركي. واعلن «آلين» أن «الحوار يتقدم» ولكن لم يتم لغاية الآن الوصول الى نتائج فعلية. 

فيما يتعلق بالحرب في سوريا، ما زال اردوغان يتمسك بالموقف القائل ان اي تعاون عسكري مع الدول الغربية مشروط بان الهدف منه ليس فقط طرد تنظيم الدولة الاسلامية، بل ايضا إبعاد الرئيس السوري بشار الاسد. وانه طالما الدول الاوروبية والولايات المتحدة ترفض هذا الشرط، وان بعضها يرى في الاسد شريكا في محاربة الدولة الاسلامية، فإن لتركيا ذريعة جيدة بالامتناع عن التدخل العسكري المباشر. وفي الوقت نفسه، عندما تمس الامور بالمصالح التركية المباشرة، فإن تركيا لا تتردد.ومثال ذلك اجتياح قوات تركية للاراضي السورية في الاسبوع الماضي من اجل السيطرة على قبر سليمان شاه، جد مؤسس الامبراطورية العثمانية. فحسب الاتفاق مع فرنسا منذ العام 1921، فإن منطقة القبر تعود لتركيا، وان تركيا قامت بالفعل بالعملية لاجلاء الجنود الاتراك الذين كانوا يحرسون الموقع ولاعادة المقتنيات الموجودة هناك الى تركيا. 

الحبكة السياسية لاردوغان لا تنفصل عن الانتخابات للبرلمان التركي المقررة في بداية شهر حزيران. فالتدخل العسكري المباشر في سوريا والعراق لا تحظى بشعبية كبيرة في تركيا، خاصة وان اسطنبول تخشى موجه اضافية من اللاجئين السوريين والعراقيين التي من شأنها ان تجتاح البلاد. حيث يقيم في تركيا الآن اكثر من مليون ونصف لاجئ يخلقون توترا اقتصاديا واجتماعيا هائلا. فتنظيم الدولة الاسلامية لا يشكل خطرا مباشرا على تركيا، ولكن في المقابل، فإن تحالفا سياسيا سنيا من شأنه ان يزعزع الطائفة العلوية الاكبر في تركيا، التي لا تتضامن مع تلك الموجودة في سوريا، والتي تعد حوالي 11 مليون نسمة.

في الشهر الماضي تجمع الآلاف من ابناء الطائفة العلوية الشيعة في اسطنبول للمطالبة بالمساواة في الحقوق الدينية، واحتجاجا على «الطابع الديني الوحيد (السني) التي تطمح الحكومة الى تطبيقه في تركيا». والى ذلك يمكن ان يضاف الاكراد الاتراك الذين يعدون 20 مليون شخص الذين يقاتل اخوانهم في سوريا والعراق ضد الدولة الاسلامية. فهذه قوى سياسية يحظر إغضابها عشية الانتخابات، التي يطمح اردوغان من خلالها الحصول على اكثر من ثلثي اعضاء المقاعد في البرلمان، وذلك كي يتمكن من تغيير الدستور ويتحول الى رئيس على النمط الاميركي. 

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا أردوغان خطوات أحادية مواجهة إيران التحالف السني العربي علاقات حيوية

«أسوشيتدبرس»: السعودية تبتعد عن مصر وتوثق علاقتها بقطر وتركيا

السعودية وتركيا وأسئلة المستقبل

السعودية .. أي التحالفين أجدى: مع تركيا أم مصر؟

التفاهم السعودي - التركي أساس أي توازن إقليمي

«خاشقجي»: «الملك سلمان» يزور تركيا بعد زيارة «أردوغان» وتوقعات بتنسيق يشمل كل المنطقة

«أسوشيتدبرس»: السعودية تبتعد عن مصر وتوثق علاقتها بقطر وتركيا

ارتياح أمريكي للتقارب بين تركيا والدول الخليجية المتنافسة

«معهد الشرق الأوسط»: الإحباط يقرب المسافة بين تركيا والسعودية