استنكر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، «محمد حكمت وليد»، تصريحات وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» الأخيرة، التي دعا فيها إلى التفاوض مع الرئيس السوري «بشار الأسد»، كما ندد بإيران متهما إياها بامتلاك مشروع مذهبي طائفي في المنطقة، وأشاد بالسعودية التي وصفها بأنها «عمق استراتيجي» داعيا إياها إلى مراجعة موقفها من الجماعة.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي عقده بمدينة اسطنبول التركية، وصف فيها تصريحات «كيري» حول التفاوض مع الرئيس السوري، «بشار الأسد»، بأنها «مفاجئة وسلبية ومستنكرة»، كما رفض ربط الإخوان بالتطرف قائلا إن فكرهم يتميز بالـ«وسطية»، وأن الأعمال الوحشية التي ترتكب في سوريا «ليست من منهج وفكر الإخوان»، وبخاصة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يدعو إلى «فكر غال» يختلف كثيرا عن الجماعة.
وحول موقف الجماعة من جبهة النصرة، قال «وليد» إنّ الجبهة «تعلن ارتباطها بتنظيم القاعدة بشكل معلن، معتبراً أنّ النصرة ستعطي مؤشراً إيجابياً إذا قامت بإجراء مراجعات فكرية وفكّت ارتباطها بالقاعدة»، الأمر الذي قال إنه «يصبّ في مصلحة الثورة»، وفقا لنص الحوار الوارد على موقع الجماعة.
وفي إجابته على سؤال حول الرسائل بين الإخوان والمملكة العربية السعودية، قال «وليد» إن السعودية استضافت الإخوان طوال عقود الخمسينات والستينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي، مشيراً إلى المشاركة الإيجابية للإخوان في المجتمع السعودي.
وأشار «وليد» إلى وجود ما وصفها بـ«المصالح المشتركة» بين الإخوان والسعودية ودول الخليج عموماً، وهي مصالح استراتيجية، كما هو الحال مع تركيا، كما اعتبر أنّ الخليج والسعودية خصوصاً يمثلان «عمقًا استراتيجيًا للمسلمين في كل أنحاء العالم»، معتبرا أن وضع السعودية والإمارات للإخوان على قائمة الإرهاب «يحتاج إلى مراجعة»، وإن كان قد نفى تلقي أي إشارات بتغيير الموقف السعودي، معبّراً عن أمله أنّ تشهد المرحلة القادمة في السعودية انفتاحاً على الجميع.
وندد مرقب الإخوان بإيران، قائلا إن هدفها في المنطقة «ليس حماية بشار الأسد فقط، وإنّما لها مشروعها المذهبي»، مشيراً إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنهم «يقاتلون في دمشق لحماية طهران، وأنّ بقاء بشار هو أحد دعائم المشروع الإيراني».