قطاع النفط الصخري الأمريكي يتأهب لمزيد من المتاعب مع تجدد هبوط الخام

الخميس 19 مارس 2015 03:03 ص

قد يواجه منتجو النفط الصخري الأمريكيون جولة جديدة من تخفيضات الإنفاق للمحافظة على السيولة واجتياز الأزمة في الوقت الذي تلوح فيه بوادر انحدار جديد للأسعار بعد استقرار على مدى شهرين.

ومن شأن مزيد من تقليص النشاط أن تكون له تداعيات بعيدة المدى.

فقد تنال أي تخفيضات جديدة من صناعة الخدمات النفطية المستنزفة بالفعل وقد تؤجج التوقعات بانخفاض أشد في إنتاج الخام الأمريكي لاحقا هذا العام.

وسيعزز ذلك أيضا الدور الجديد للولايات المتحدة كمنتج متغير الإيقاع في ظل وجود عشرات الشركات المستقلة القادرة على زيادة الإنتاج سريعا أو تقليصه بناء على حركة السعر.

وتراهن استراتيجية المملكة العربية السعودية - أكبر مصدر للنفط في العالم - على ترك الأسعار تتهاوى دون أن تلجأ لخفض الانتاج، وهو ما يضغط على منتجي النفط الصخري نظرا لمتوسط تكلفة انتاجه المرتفع.

وقال «فاضل غيث» المحلل النفطي لدى أوبنهايمر في نيويورك «لو كنت شركة نفطية اليوم لتحدثت عن شيء واحد: إلى أي مدى يمكنك تقليص التكاليف .. لا يمكنهم التحكم في أي شيء آخر». وقال «غيث» إنه يتوقع موجة جديدة من تقليص الميزانيات بدءا من مارس/آذار مع إعلان معظم شركات قطاع الطاقة نتائجها الفصلية.

وخفضت شركات النفط الأمريكية الإنفاق بين 20 و60% منذ تراجع سعر النفط بمقدار النصف من يونيو/حزيران إلى يناير/كانون الثاني واستغنت شركات خدمات الحقول النفطية عن أكثر من 30 ألف وظيفة بحسب بيانات جمعتها «رويترز» من واقع الإفصاحات.

وتقدر «موديز» للتصنيفات الائتمانية أن حوالي خمس شركات التنقيب والإنتاج التي تتابع أعمالها في أمريكا الشمالية ستقلص الميزانيات أكثر من 60% هذا العام في حين سيعمد أكثر من النصف إلى خفض الإنفاق 40% على الأقل.

وبعد توقف كان باعثا على الارتياح عاود السعر تراجعه. ونزل الخام الأمريكي 12% في أسبوع إلى 42 دولارا بفعل المخاوف من استمرار تخمة المعروض العالمي. وقال «سيتي بنك» و«جولدمان ساكس» إن النفط قد يهوي إلى 30 دولارا بل وإلى 20 دولارا.

وقال مصرفي في «هيوستون» إن الحديث عن عمليات استحواذ تنامى في الأسبوعين الأخيرين لكن أيا من الشركات لا يرغب في أن يكون أول الباحثين عن مشتر نظرا لاستمرار فجوة التقييمات بين المستثمرين المحتملين والبائعين.

وأوضحت الشركات أنها لن تتردد في خفض التكاليف بدرجة أكبر لتفادي خفض تصنيفها الائتماني ودرء مزيد من التراجع في أسهمها.

وقال «ال ووكر» الرئيس التنفيذي لشركة «أناداركو بتروليوم» وهي من كبرى شركات النفط الصخري هذا الشهر «لا نرى قيمة متحققة في السعي وراء النمو في ظل المناخ الحالي».

وخفضت شركات النفط ميزانياتها بمليارات الدولارات بين نوفمبر/تشرين الثاني، وفبراير/شباط. وقام كثير منها بخفض التكاليف مرتين بالفعل وقد تفعل ذلك مجددا بعد إعلان نتائج الربع الأول من العام في مايو/أيار. لكن «كونوكو فيليبس» أعلنت تخفيضات بالفعل يوم الثلاثاء.

وقالت «كونوكو» إنها تتوقع إنفاق حوالي 11.5 مليار دولار سنويا على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة انخفاضا من توقعات سابقة كانت تبلغ 16 مليار دولار.

ويستطيع منتجو النفط توفير الأموال عن طريق تقليص أعداد الحفارات وتأخير أعمال تجهيز الآبار لبدء التشغيل التي تستحوذ على 60 إلى 70%من التكلفة الإجمالية للبئر.

وتتوقع «أناداركو» أن تبلغ أعداد الآبار غير المكتملة بين 420 و440 هذا العام في حين تتوقع «إي.أو.جي ريسورسز» التي تعتبر من أقوى شركات النفط الصخري الأمريكية 285 بئرا غير مكتملة وهو ما سيوفر حوالي 500 مليون دولار.

 

  كلمات مفتاحية

أمريكا النفط الصخري تخفيضات الإنفاق السيولة الأزمة انحدار الأسعار

الانخفاض الكبير: مقامرة النفط السعودية

«أوبك» تتوقع تعافي أسعار النفط خلال أشهر وترفض ”دعم سعر“ النفط الصخري

الرابحون والخاسرون من هبوط أسعار النفط

أمريكا تمهد لتصدير مليون برميل نفط يوميا وتفتح جبهة جديدة في معركة حصص السوق

استراتيجية السعودية تستهدف ما هو أكثر بكثير من تدمير إنتاج النفط الصخري الأمريكي

الرابحون والخاسرون في حرب أسعار النفط حول العالم

مسؤول خليجي: 60 دولارا للنفط لا تحقق التعادل لميزانيات دول الخليج