ما تحقق في تكريت ”نصر إعلامي“.. و«سليماني» يريدها والفلوجة لتأمين بغداد

السبت 21 مارس 2015 08:03 ص

تمثل معركة تكريتأهمية استراتيجية ضمن خطة تأمين بغداد التي أعدها الجنرال الإيراني «قاسم سليماني»، والتي تستهدف أيضا السيطرة على الفلوجة، بعد أن نجحت في استعادة ديالى.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن «قاسم سليماني» قوله مخاطبا سياسيين سنة مشاركين في الحكومة في اجتماع خاص، «انظروا.. حماية بغداد من تنظيم الدولة هو حماية للأمن القومي الإيراني. لدينا عمليات عسكرية في خطة تأمين بغداد لإبعاد تنظيم الدولة من قرى ومناطق استولى عليها تشكل تهديدا لحزام بغداد، ديالى شرقا، شمالا حتى قاعدة سبايكر بتكريت، وغربا حتى الحبانية بين الفلوجة والرمادي». 

كلام «سليماني» هذا جاء في اجتماع خاص بعد أسابيع من سيطرة «تنظيم الدولة» على الموصل، بحسب تقرير الصحيفة الذي أعده وائل عصام، ومن يتحدث إليهم كانوا قادة أحد الأحزاب السنية التي شاركت في الحكومة العراقية، وتحالفت أمنيا وسياسيا مع حملة الميليشيات الشيعية حتى اليوم، ممن يطلق عليهم البعض «سنة سليماني».

بالفعل، بعدها مباشرة شاهدنا «هادي العامري»، الذراع اليمنى لسليماني، يقود هجمات الحشد في قرى ديالى، جلولاء والسعدية وغيرها.

والخزعلي في أمرلي، وانتهت بمجزرتي مصعب بن عمير وبروانة وتدمير قرى سنية محيطة بأمرلي، كانت تلك هي البداية لتنفيذ خطة سليماني لتأمين العاصمة، ثم بدأت المرحلة الثانية بقوة.

وتسيطر قوات الحكومة والميليشيات على قاعدة سبايكر شمال تكريت منذ البداية، كما الجامعة شمالا، وبلدة العوجة والمطار جنوبا، لكن عاصمة صلاح الدين مدينة تكريت كانت بيد التنظيم، وإضافة إلى رمزيتها السياسية كمركز لتنظيم الدولة ومسقط رأس صدام حسين وصلاح الدين الأيوبي، وكلهم أعداء تاريخيون للشيعية السياسية.

إضافة لهذه الرمزية السياسية فإن بقاء «تنظيم الدولة» في تكريت يهدد سامراء قبل بغداد، وهي عقدة استراتيجية تربط مناطق الجزيرة والانبار بديالى بالموصل، وهي كذلك خط دفاع أول قبل الحويجة شمالا فالموصل. 

تمكن ثلاثون ألف مقاتل من القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، وخبراء وضباط الحرس الثوري على رأسهم «سليماني من السيطرة على الدور والبوعجيل والعلم، بعد أسبوع من المعارك، تمثل هذه البلدات الثلاث، أهمية استراتيجية لتكريت، لانها خط إمدادها الاهم في حوض دجلة، وبعد معركة استنزاف فقد فيها «تنظيم الدولة» عددا كبيرا من مقاتليه في «جلام الدور» و«سور شناز»، وهما قرب الدور.

ورغم أسلوب الحشود الهائلة، فما تحقق باستثناء ما سبق، فقط هو انتصارات إعلامية في قنوات بدت وكأنها مكاتب إعلام خارجي لميليشيات الحشد. حيث توقفت الحملة خارج تكريت وتم تعليقها بعد تزايد الخسائر بين صفوف قواتها، وعجزها عن التقدم في ظل إحكام دفاعات التنظيم على المدينة. (طالع المزيد)

حوصرت المدينة، لكن المجموعات داخلها منعت كل محاولات اقتحام تكريت حتى اليوم، بانتظار وصول تعزيزات، إما شمالا من الحويجة، أو غربا من الثرثار الممتدة حتى الانبار. ولن تكون مهمة هذه التعزيزات يسيرة باختراق دفاعات قوات الحكومة التي تحيط بتكريت من كل جانب، لكنها ليست مستحيلة. 

ونقلت الصحيفة عن القيادي الذي حضر اجتماع «سليماني» أنهم يريدون الفلوجة. ومن ثم ستكون الحبانية هي الحلقة الثالة.

والفلوجة أكثر مدينة بالعراق مهيئة بتضاريسها البشرية للتمرد، فشل الأمريكيون في دخولها في المعركة الأولى عام 2004، وعندما دخلوها في المعركة الثانية دمروا نصفها الجنوبي بشكل شبه كامل، وبعدها قطعت أوصالها وأحيطت بحواجز أشبه بالقلاع وخصص لها أربعة مداخل فقط، وخصص لكل مواطن هوية الكترونية تحمل بصمة العين. ورغم كل ذلك خرجت عن سيطرة حكومة بغداد بعد قمع الحراك السلمي السني.

تبدو خطة «سليماني» في هذه المحاور الثلاثة في ديالى وتكريت والفلوجة معقدة. في ديالى نجحت بسهولة لأنها محافظة مختلطة طائفيا وعرقيا، ولا تشكل حاضنة ارتكازية للتنظيم، على عكس الفلوجة التي ستبقى الأصعب في خطته.

في تكريت قد لا تمتد الحشود الحالية بالمستوى نفسه شمالا، لأن خطة تأمين بغداد المتصلة بأمن إيران القومي، كما يقول «سليماني»، لا تتجاوز قاعدة سبايكر، لذلك قد تضطلع قوات البيشمركة وبعض المجموعات من عشائر سنية بدعم أكبر من التحالف الدولي بباقي المهمة شمالا، اعتبارا من الحويجة حتى حدود الموصل.

تبدو تكريت والحويجة مركز صراع نفوذ يحدد مستقبل قدرة «تنظيم الدولة» على الاحتفاظ بمعظم المدن السنية أو الانكماش في الفلوجة والموصل.

 

  كلمات مفتاحية

العراق تكريت الفلوجة إيران سليماني الحشد الشعبي فيلق القدس

وزير الداخلية العراقي: أوقفنا العملية العسكرية في تكريت مؤقتا لخفض عدد الضحايا في صفوفنا

إيران تنتقم من «صدام» بمعركة تكريت.. ومشاركتها المفضوحة أفقدت الحكومة دعم السُنّة

«قاسم سليماني» يسبق الأميركيين إلى تكريت

ذي ديلي بيست: إيران تصعب مهمة أمريكا في العراق .. و«سليماني» يشرف على عمليات تطهير طائفي

”مجزرة ديالى“ .. ميليشيات شيعية تواصل التطهير الطائفي تحت غطاء الحرب على «الدولة الإسلامية»

دبلوماسي غربي: العراق «على وشك» طلب دعم جوي من التحالف في تكريت